الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تنظيم دورة تدريبية في الاحتياجات النفسية والاجتماعية للطفل المحتضن

تنظيم دورة تدريبية في الاحتياجات النفسية والاجتماعية للطفل المحتضن

عبدالعزيز الحمادي.

نظمت هيئة تنمية المجتمع ضمن مشروع متكامل لتدريب الأسر الحاضنة في إمارة دبي، دورة تدريبية حول الاحتياجات الاجتماعية والنفسية للأطفال المحتضنين، وذلك ضمن سلسلة من الدورات التدريبية التي تنظمها لبناء قدرات الأسر الحاضنة والأسر المرشحة للاحتضان، بهدف تزويدهم بالمهارات الاجتماعية والنفسية والمعلومات الشرعية والقانونية الضرورية لمساندتهم وتوفير أفضل الظروف لهم وللأطفال المحتضنين.

تأتي هذه الخطوة، في إطار حرص الهيئة على توفير أفضل ظروف الرعاية للأطفال ضمن الأسر المحتضنة، ومسؤوليتها عن متابعة حماية مختلف حقوقهم وتوفير بيئة صحية لتنشئتهم أسوة بالأطفال البيولوجيين للأسر، علاوة على رفع مستوى الوعي المجتمعي بموضوع الاحتضان.

وبيّن مدير إدارة التلاحم الأسري في هيئة تنمية المجتمع الدكتور عبدالعزيز الحمادي، أهمية رفع مستوى الوعي المجتمعي بمفهوم الاحتضان ومسؤولية الأفراد والأسر من غير الأسر المحتضنة على دعم ومساندة الأسر المحتضنة لأن الطفل مهما تغير موقعه وظروفه، ابن المجتمع، وحمايته واحتواؤه مهمة لا تقتصر على المقربين منه والمعنيين بتنشئته فحسب.

وقال: «تهدف سلسلة الدورات التدريبية إلى تطوير مهارات الأسرة المحتضنة في التعامل مع الطفل المحتضن ودعمها نفسياً واجتماعياً لتنشئته ضمن مستوى حياتي متوازن يراعي واقعه الاجتماعي ويساعده على تجاوز تحدياته. وتتطرق الدورات إلى جوانب مختلفة انطلاقاً من احتياجات ومتطلبات الأسر الحاضنة كما تعرض تجارب وقصصاً لأمهات حاضنات».

وأضاف: «تمثل التحديات الاجتماعية أبرز ما يواجه الأطفال المحتضنين وذلك لأسباب تعود بالدرجة الأولى لضعف وعي أفراد المجتمع بحقوق هؤلاء الأطفال وضرورية رعايتهم ودعمهم وعدم نبذهم أو التفريق بينهم وبين الأطفال البيولوجيين للأسر، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى صعوبة في تأقلم الأطفال مع محيطهم وتجنبهم للاختلاط مع الآخرين وتتفاوت هذه الأمور بحسب عمر الطفل وحقيقة معرفته أو تقبله لوضعه الاجتماعي. ومما لا شك فيه أن وجود أسر صديقة للأسر الحاضنة هي من أنجح استراتيجيات الدمج الاجتماعي للأطفال وتخفف بشكل كبير من تحدياتهم وتحديات أسرهم».

وناقشت الدورة، التي أدارتها الأستاذة غنيمة البحري، مدير إدارة الرعاية والتأهيل في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، وحضرها 37 من الأسر الحاضنة، أبرز التحديات الاجتماعية والنفسية التي تواجه الأطفال المحتضنين في مراحلهم العمرية المختلفة، وأثر ما توفره الأسرة من حب وعناية للطفل المحتضن في مساعدة الطفل على التعامل مع هذه التحديات.

وأوضحت البحري من خلال استعراضها لمراحل النمو النفسي والاجتماعي لدى الطفل اختلافات الاحتياجات ونمط التطور في كل مرحلة، مبينة أن السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل تعد مرحلة أساسية في شخصيته النفسية. مبينة أنه خلال هذه المرحلة يحاول الطفل الحصول عل بإجابات وجودية تتعلق بثقته بالعالم الخارجي والتي يكتسبها من خلال الأم التي ترعاه وكيف له أن يكون جزءاً من المحيط وأن يتفاعل مع مجتمعه وعائلته.

وأكدت البحيري أن التأسيس الصحيح والمتوازن للطفل في هذه المرحلة وتجنيبه مسببات القلق والشروخ النفسية يساهم في تعزيز قدرته على التعامل مع التحديات المجتمعية في مراحله العمرية التالية.

ويبلغ عدد الأسر الحاضنة المسجلة لدى هيئة تنمية المجتمع حالياً (387) أسرة منها (8) على قائمة الانتظار، حيث تعمل الهيئة على دراسة أوضاع الأسر وتدريبهم بالشكل الأمثل للقيام بهذا الدور المجتمعي والإنساني الكبير بشكل مسبق وحتى يكونوا على أتم الاستعداد للتعامل مع الطفل في حالة احتضانهم.