السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

كاميرات المراقبة في المنازل.. حماية أم انتهاك للخصوصية؟

كاميرات المراقبة في المنازل.. حماية أم انتهاك للخصوصية؟
اختلفت آراء أسر وشباب حول أهمية وجود كاميرات للمراقبة داخل المنازل، ففي حين رأى بعضهم أن الأمر ضروري مع وجود عمالة منزلية مساعدة داخل البيوت، ولتوثيق أي حوادث طارئة، وجد آخرون أنه انتهاك للخصوصية، ويخلف آثاراً نفسية واجتماعية بالغة على أفراد الأسرة.

من جانبه، أكد الرأي الاجتماعي 4 نصائح للأسر التي لا يمكنها الاستغناء عن كاميرات المراقبة في المنازل لتقليل تداعياتها السلبية، وهي تحديد ساعات محددة لتشغيلها في اليوم، حصر مكان وجودها للحفاظ على خصوصية المتواجدين في البيت، وعدم استخدامها كدليل إدانة أو إثبات كلام أو تصرف لأي شخص، إخطار من في المنزل أو الضيوف بوجود كاميرات مراقبة.

أداة حماية

وقالت الشابة ميثة عبدالله إنها مع تركيب الكاميرات داخل المنازل لأنها أسلوب حماية ورصد لأي طارئ محتمل، مبينةً أن وجود عاملات في المنزل كافة أوقات النهار، يحتم إيجاد طريقة للمراقبة الآمنة دون تقييد حريتهن.

وأضافت أن الوصول للكاميرات يجب أن يقتصر على شخصين فقط هما الأم والأب، مع تعريف كافة القاطنين في البيت بوجود كاميرات تعمل وتسجل.

وأيدت الشابة أمل صعب استخدام الكاميرات لمراقبة مدخل المنزل أو الحديقة، من باب الحرص والاحتياط فقط لا غير، مشيرةً إلى أن تشغيل الكاميرات يكون في فترة عدم تواجد أصحاب المنزل وليس في كافة الأوقات.



وذكر الشاب محمد عبدالغفار أن وجود الكاميرات في المنازل يحفظ الحقوق في حالات الحوادث والطوارئ، خاصة السرقة أو ضياع الممتلكات لتحديد الفاعل، إلى جانب أنه يبقي الأهل على اطلاع بشؤون المنزل حتى أثناء الدوام.



انتهاك خصوصية

من جانبه، رفض الشاب رائد جميل استخدام أي كاميرات داخل المنزل، بل الاكتفاء بها للضرورة القصوى خارج بوابة البيت، لأن الثقة هي العامل الأهم في التعامل مع الأبناء أو حتى مع العمالة المنزلية، لذا فحماية البيت أو الأطفال تتم بتعليمهم الصواب من الخطأ وتدريبهم على التعامل مع المشكلات وليس بمراقبتهم طوال الوقت، لافتاً إلى أن الكاميرات المنزلية معرضة أيضاً للاختراق، ما يجعها مصدر خطر إن لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.

وقالت الشابة آية سكوري إنه على الرغم من بعض الإيجابيات للكاميرات إلا أن لها سلبيات حتمية مثل انتهاك الخصوصية واحتمال تعرض الأفراد لقرصنة الكاميرات وسرقة محتوياتها أو حتى تسجيل ما يحدث في البيت وابتزاز أصحابه.



وأوضحت ربة المنزل ليلى محمود أن وجود الكاميرات لا يقي من المشاكل أو الحوادث، وهو فقط دليل إدانة لما بعد وقوع الكوارث وليس مانعاً لها، وهو ما يجب على الأهل أخذه في عين الاعتبار وتثقيف الأبناء والثقة بهم والتوكل على الله.

ولفتت إلى أن وجود الكاميرات في المنازل 24 ساعة تجعل نظام الحياة متعباً وتسلب العفوية منها، وتضعف الثقة بالآخر بسبب صفة الفضول التي لا يمكن لكل الأشخاص التعامل معها ما يوقعهم في فخ مراقبة الآخرين وهو ما يولد المشكلات بين الزوجين وحتى مع الأبناء.

سلبيات المراقبة

وذكرت المستشارة الأسرية دعاء صفوت أن سلبيات تركيب الكاميرات داخل المنازل للمراقبة بشكل عام أكثر من إيجابياتها، خاصةً أنها تزيد من التوتر بين أصحاب المنزل والعاملين فيه.

وأضافت: تمنح الكاميرات الأمهات شعوراً زائفاً بالسيطرة لاعتقادهن بأن المراقبة تجعلهن أقرب إلى أطفالهن وعلى اطلاع بكافة ما يدور حولهم، إلا أنهن في الحقيقة غير متواجدات والمهمة التربوية لا تكتمل إلا بالتفاعل المباشر مع الأبناء وليس مراقبتهم.



وتابعت: تسبب الكاميرات ضغطاً نفسياً على الأطفال بسبب شعورهم الدائم بأنهم تحت المراقبة، ما يجعلهم مترددين في اتخاذ القرارات ومصابين بالقلق الدائم، كما يسبب تدخل الأم دائماً من بعيد بإفقاد الأطفال لمهارات حل المشكلات والاعتماد على الذات.

وأكدت صفوت أن من سلبيات الكاميرات، خاصة حين يصبح الأطفال في عمر واعٍ، محاولة الأبناء التهرب من الرقابة والانطواء.

4 نصائح

ووجهت المستشارة الأسرية 4 نصائح للعائلات التي لا يمكنها الاستغناء عن الكاميرات داخل المنازل، وهي إطفاء الكاميرات أمام الأطفال حين العودة للمنزل، ليفهموا أن الغرض منها هو حمايتهم أثناء غياب الوالدين وليس المراقبة المستمرة.

وثانياً، إغلاق الكاميرات حين تواجد أي من الأم والأب في المنزل، بحيث لا يشعر أحدهما بأنه مراقب من الآخر لأي سبب من الأسباب، وثالثاً أن يتم حصر مكان وجود الكاميرات أمام باب المنزل أو في الصالة أو المطبخ أو الممر، حيث لا تكشف كل الغرف أو تتيح على الأقل قدراً من الخصوصية للأبناء أو المتواجدين في البيت، وإخطار الضيوف بوجود الكاميرات.

أما النصحية الرابعة، فهي عدم استخدام الكاميرات كدليل إدانة أو دليل صحة إثبات كلام أي شخص من الأبناء أو بين الزوجين، لأن ذلك سيحولها من أداة حماية لأداة إدانة وسيجعل من الحياة في المنزل كابوساً على الجميع.