الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

أطباء مستشفى دبي ينجحون في استئصال ورم نادر من البلعوم الأنفي لطفل مواطن

أطباء مستشفى دبي ينجحون في استئصال ورم نادر من البلعوم الأنفي لطفل مواطن

تمكن أطباء قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى دبي من إجراء عملية ناجحة بواسطة المنظار الجراحي لطفل مواطن (10 سنوات)، جرى خلالها استئصال ورم ليفي وعائي حميد كبير الحجم ونادر الحدوث في مكان شديد الخطورة، بعد أن كان المريض يعاني من انسداد الأنف وانقطاع في التنفس أثناء النوم.

واستغرقت العملية التي أجراها استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى دبي الدكتور إياد حمادي تحت أشراف رئيس القسم الدكتور حسين طالب ساعتين تحت التخدير العام، حيث تكللت العملية الجراحية بالنجاح التام وغادر المريض المستشفى، وهو يتمتع بصحة جيدة ودون أية مضاعفات سلبية.

وكان المريض توجه إلى مستشفى دبي لإجراء هذه العملية بعد معاناة طويلة مع المرض راجع خلالها العديد من المستشفيات الخاصة التي شخصت المرض على أنه التهابات، وجيوب أنفية تحسسية، ولحميات دون حل جذري للمشكلة.

وقال الدكتور حسين طالب إن الفريق الطبي بمستشفى دبي أجرى لدى وصول المريض إلى المستشفى التشخيص والفحوصات اللازمة له، وتحويله إلى قسم الأشعة التداخلية تحضيراً لإجراء العمل الجراحي، حيث أجرى استشاري الأشعة التداخلية تخطيطاً للورم الليفي الوعائي الحميد، وإغلاق عدة أوعية دموية رئيسية في قاع الجمجمة لخفض حدة النزيف المحتمل أثناء العمل الجراحي.

وذكر الدكتور إياد حمادي أنه تم إجراء العملية بالمنظار بعد 24 ساعة من هذه التحضيرات، واستئصال الورم كاملاً ككتلة واحدة رغم أنه كان كبير الحجم ويملأ المنطقة من الجيوب الأنفية إلى البلعوم الأنفي بشكل كامل، حيث تم الدخول بواسطة المنظار عن طريق الأنف، وفتح الجانب الفكي والوتدي والدخول من خلف الجيوب الأنفية باتجاه قاعدة الجمجمة والحفرة الجناحية حيث يمتد الورم إلى الجيوب الأنفية.

وقال: إنه لم تكن هناك حاجة لنقل الدم أثناء وبعد العمل الجراحي، كما لم يتم إغلاق الأنف بقطعة من الشاش بعد إجراء العملية لعدم الحاجة لذلك، وهذا يعود إلى النجاح التام الذي تكللت به العملية، وإلى الإجراءات التحضيرية الدقيقة التي سبقت ذلك.

وأكد رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة الدكتور حسين طالب على ندرة هذا النوع من العمليات التي يتم إجراؤها عادة للمرضى ممن هم أكبر من 13 سنة، حيث تتطلب الكثير من الخبرة والمهارة والدقة في التعامل معها في ظل ارتفاع نسبة الخطورة الناجمة عنها، مشيراً إلى الاهتمام البالغ الذي توليه هيئة الصحة بدبي لرفع كفاءة وقدرة كوادرها الطبية وتهيئة البيئة المناسبة للعمل والإبداع وتسخير أحدث التقنيات والتكنولوجيا العالمية لخدمة المرضى.

وقال إن مثل هذه العمليات كانت في السابق تستدعي إجراء خزع أنفي جانبي، حيث يترتب على ذلك العديد من المخاطر المحتملة، ولكن تقنية المنظار ساهمت بشكل كبير في تجنب المضاعفات السلبية، وتقليل الألم، ونقل العدوى، وتسريع شفاء المرضى، وتقليل إقامتهم داخل المستشفى والعودة إلى حياتهم الطبيعية، وبالتالي خفض الكلفة العلاجية مقارنة بالعمليات الجراحية.

وعبرت المدير التنفيذي لمستشفى دبي الدكتورة مريم محمد الريسي عن سعادتها وفخرها واعتزازها بكوادر الهيئة الطبية بشكل عام وبالفريق الطبي القائم على هذه العملية بشكل خاص، مشيرة إلى الحرص الذي توليه هيئة الصحة بدبي لتوفير كافة الإمكانات المتطورة بقسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى دبي، وتأهيل وتدريب كوادره الطبية لتكون قادرة على التعامل مع مختلف الحالات المرضية بالسرعة والوقت المناسبين، وخاصة الحالات المعقدة والحرجة التي تتطلب التدخل العاجل لإنقاذ الحياة.

وأشارت إلى النجاحات المتعددة التي حققها أطباء هيئة الصحة بدبي من خلال إجراء العديد من العمليات النادرة والشديدة الخطورة على حياة المرضى والتي تكللت جميعها بالنجاح التام، وبنسب تضاهي نسب النجاح في كبرى المراكز العالمية في هذا المجال.

وقالت إن إجراء هذا النوع من العمليات يعد استمرارية للنهج المعتمد في هيئة الصحة بدبي التي تتبنى أحدث التقنيات والحلول الذكية وتسخيرها لخدمة المرضى لتحقيق أفضل النتائج الممكنة، وبما يساهم في ترسيخ مكانة الهيئة، ودبي بشكل عام كوجهة مثالية لطالبي العلاج والاستشفاء من مختلف دول العالم.