الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

«بيئة أبوظبي» و«الاتحاد للقطارات» تتعاونان لتطبيق أعلى معايير الاستدامة

«بيئة أبوظبي» و«الاتحاد للقطارات» تتعاونان لتطبيق أعلى معايير الاستدامة
تتعاون هيئة البيئة - أبوظبي، وشركة الاتحاد للقطارات، المطوّر والمشغل لشبكة السكك الحديدية الوطنية في دولة الإمارات، في ضمان تبني وتطبيق أفضل الممارسات البيئية المستدامة في تخطيط وبناء مشروع شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية، أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في الدولة.

وبدأ تشغيل المرحلة الأولى من المشروع، وسوف تمتد المرحلة الثانية من الحدود الإماراتية السعودية إلى أبوظبي، ومنها إلى دبي والشارقة، وصولاً إلى الفجيرة على الساحل الشرقي.

ومنذ بدء المشروع، يتعاون الطرفان على تنفيذ مجموعة من المبادرات للحفاظ على البيئة والموائل الطبيعية، وحماية الحيوانات، وإعادة تأهيل الأشجار والشجيرات المحلية في جميع أنحاء إمارة أبوظبي، بما يضمن الحفاظ على التراث الطبيعي لدولة الإمارات.


وفي إطار هذه الجهود التعاونية، تعمل هيئة البيئة - أبوظبي وشركة الاتحاد للقطارات على إعادة توطين الأشجار الوطنية الأصلية ذات القيمة التراثية الكبيرة، مثل الغاف والسدر ونخيل التمر، حيث تم بنجاح إعادة توطين أكثر من 550 شجرة غاف وزراعة 590 شجرة أخرى، بالإضافة إلى ذلك، يعمل الطرفان على إنشاء ممرات للحياة البرية على مسار شبكة السكة الحديد التي يصل طولها إلى 1,200 كيلومتر، وتضم 95 معبراً للحيوانات.




وأعربت المديرة التنفيذية في قطاع الجودة البيئية شيخة أحمد الحوسني، عن اعتزاز الهيئة وفخرها بالشراكة مع شركة الاتحاد للقطارات في بناء شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية، مشيرة إلى أن هذه الشراكة المهمة ستضمن تطوير بنية تحتية مهمة مع حماية البيئة بشكل فاعل ومستدام.

وأكدت أن أهداف شركة الاتحاد للقطارات تتماشى مع رؤية هيئة البيئة وحكومة أبوظبي التي تعطي الأولوية لحماية الموارد الطبيعية في الدولة، ومن خلال إجراء عمليات تقييم الأثر البيئي المتواصلة وانتهاج آليات مرنة، نيابة عن شركة الاتحاد للقطارات، تمكنا من إعادة مواءمة مسار خط السكة الحديدية بشكل يضمن حماية الموائل الطبيعة والنباتات والحيوانات بأفضل السبل الممكنة.

وقالت الحوسني: «تواصل هيئة البيئة - أبوظبي العمل جنباً إلى جنب مع شركة الاتحاد للقطارات، وسنستمر في تعزيز هذه الشراكة بين الطرفين، ونحن ننتقل إلى حقبة جديدة من النمو والتنمية المستدامة تعتبر البيئة أحد أهم ركائزها»، مشيرة إلى أن تشغيل شبكة السكك الحديدية سيساهم في تقليل البصمة الكربونية، وتقليل آثار التغير المناخي.

من جانبه، قال المدير التنفيذي لقطاع شؤون السكك الحديدية في شركة الاتحاد للقطارات محمد المرزوقي: «تلتزم الاتحاد للقطارات بمبادئ «حُسن الجوار» للمجتمعات المحلية المحيطة بشبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية، وذلك من خلال تطبيق أفضل الممارسات في مجال الاستدامة للحفاظ على التراث الطبيعي لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تواصل الشركة جهودها للحفاظ على التراث الطبيعي ومشاريع السياحة البيئية التي تساهم بحماية الطبيعة والبيئة، وتوفر فرصاً اجتماعية واقتصادية جديدة بما يعزز من جودة الحياة».

وتلعب الاتحاد للقطارات دوراً أساسياً في التنمية المستدامة بدولة الإمارات من خلال المساهمة الفاعلة بحماية البيئة، حيث يمكن لقطارٍ واحد نقل حمولة 300 شاحنة، ما يخفض نسبة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الشاحنات لنقل الحمولة ذاتها بنحو يتراوح ما بين 70% إلى 80% يومياً، الأمر الذي ينعكس في خفض مستويات التلوث واستهلاك الوقود وتكاليف الصيانة، فضلاً عن زيادة مستويات السلامة على الطرقات.



حماية الموائل الحيوانية

وكلفت هيئة البيئة - أبوظبي وشركة الاتحاد للقطارات فريقاً من المتخصصين في دراسات تقييم الأثر البيئي وخبراء البيئة والمتخصصين بمجالات الهواء والضوضاء والغابات لإدارة العمليات المعقدة للدراسات البيئية للمشروع.. كما تم إجراء دراسات مكثفة لفهم وتتبع حركة مختلف أنواع الحيوانات حول مسار الشبكة.

وتم إجراء دراسات استقصائية عن الموائل الطبيعية، والتي كشفت نتائجها عن وجود موائل حرجة وحساسة على طول المسار المقترح للسكك الحديدية، والتي يوفر الكثير منها المأوى والغذاء لمجموعة واسعة من الكائنات الحية، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض.

كما أُجريت مسوحات بيئية أساسية تفصيلية للبيئة البرية للمشروع، والتي قيمت الأنواع بما في ذلك الغزلان والضبان، بالإضافة إلى موائلها على طول مسار شبكة السكك الحديدية لتحديد ممراتها الطبيعية، وبناء على ذلك، قامت هيئة البيئة وشركة الاتحاد للقطارات بمواءمة عملية تصميم معابر الحياة البرية، التي تسمح للحيوانات بالحركة بأمان تحت شبكة السكك الحديدية الوطنية.

واعتمدت كل من «بيئة أبوظبي» والاتحاد للقطارات تدابير حثيثة للحد من التأثير على الأنواع التي تعيش بالمحمية، بما في ذلك الطيور المهاجرة، وتضمنت هذه الإجراءات فرض قيود على سرعة القطارات عند مرورها بمنطقة الوثبة، واعتبارها «منطقة خالية من الأبواق» وذلك لتقليل الضوضاء.

وخلال مرحلة العمليات الإنشائية، تم إنشاء منطقة عازلة بين منطقة العمليات وحدود المحمية للحد من تلوث الغبار، بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد جدول زمني لأعمال المشروع لتجنب عمليات الإنشاء خلال موسم تكاثر الطيور وبخاصة طائر الفلامنغو، كما استثمرت شركة الاتحاد للقطارات في أحدث القطارات التي تتضمن تقنيات متطورة للتحكم بالضوضاء والاهتزازات، وتصميماً هندسياً ومعدات مناسبة للحد من الضوضاء الناجمة عن القطارات.

وتماشياً مع جهود هيئة البيئة والاتحاد للقطارات لحماية الطبيعة والحياة البرية، تم تنفيذ الدروس المستفادة من تطوير المرحلة الأولى لمشروع شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية لتعزيز حماية البيئة في المرحلة الثانية، فعلى سبيل المثال، جرى زيادة أحجام معابر الزواحف بمقدار 300 مليمتر، الأمر الذي أدى إلى تسهيل حركة الزواحف والتقليل من أعمال الصيانة على طول مسار الشبكة.