ورصدت «الرؤية» أبرز 10 شروط ترتبط بحقوق صاحب العمل والموظف ومعايير «العمل عن بعد» على رأسها تحديد المؤسسات ما إذا كانت الشواغر المعلن عنها قابلة لنظام العمل عن بعد، إلزامية العمل لساعات محددة للموظف عن بعد.
وفيما يتعلق بحقوق الموظف، أكدت الاشتراطات أن للعاملين «أونلاين» الحق في الخصوصية، وأن يكون مشمولاً بالترقيات والمزايا، والحصول على نفس عبء العمل والتوقعات كالموظفين العاملين بنظام الدوام الكامل في مكان العمل.
ولضمان حقوق صاحب العمل، تضمنت الاشتراطات أن على الموظف الالتزام بالمتطلبات التقنية، التعامل مع أي تحديات أو صعوبات ناتجة عن ترتيبات «العمل عن بعد»، إضافة إلى سهولة الوصول إليه من قبل زملائه أو الشركة خلال ساعات العمل أو أوقات الطوارئ، حفظ أسرار العمل وبيانات الموظفين والعملاء، وأخيراً في حال لم يحقق الموظف المستوى المتوقع منه فمن حق جهة عمله تحويله إلى فئة العاملين من المكاتب، أو إنهاء خدماته.
من جهتهم، أكد موظفون حول تجربة «العمل عن بعد» أهمية تحديد اشتراطات تلزم الطرفين بحقوق وواجبات مماثلة للعمل الحضوري داخل المكاتب، بحيث يتم التعاقد مع الأفراد على أنظمة العمل دون المساس بالحقوق الرئيسية للموظف مثل العمل في الإجازات، تحديد ساعات الدوام، إلى جانب إمكانية أخذ الإجازات والحصول على ترقيات ونوع المهام المطلوبة وغيرها.
التزامات وشروط
وأكدت وزارة الموارد البشرية والتوطين أنه يتعين على المؤسسات وشركات القطاع الخاص تحديد ما إذا كانت الشواغر المعلن عنها قابلة لنظام العمل عن بعد.
وأضافت الوزارة في وثيقة حول واجبات وحقوق أصحاب العمل في نظام العمل عن بعد إتاحتها على موقعها الإلكتروني، أنه يحق لصاحب العمل في نظام العمل عن بعد أن يشترط ساعات عمل محددة يلتزم بها الموظف عن بعد، وإلغاء نظام العمل عن بعد في حال كان الموظف مخالف للقوانين.
وبينت أن هناك جملة من الحقوق للموظف في نظام العمل عن بعد منها الحق في الخصوصية، وأن يكون مؤهلاً للحصول على ترقية أو مزايا، وأن يحصل على نفس عبء العمل والتوقعات كالموظفين العاملين بنظام الدوام الكامل في مكان العمل، مضيفة كما يتعين على الموظف الالتزام بمتطلبات التعامل مع أي تحديات أو صعوبات ناتجة عن ترتيبات العمل عن بعد، إضافة إلى سهولة الوصول إليه من قبل زملائه أو صاحب العمل خلال ساعات العمل.
فوائد العمل عن بعد
وحددت الوزارة 14 فائدة تشمل العامل وصاحب العمل والمجتمع ككل، جراء تطبيق نظام العمل عن بعد.
وأوضحت الوزارة أنها بالنسبة للفوائد لصاحب العمل، فإنها تشمل زيادة رضا الموظفين، تقليل حالات الغياب غير المجدولة، زيادة الإنتاجية، توفير المال، توسيع مجموعة المواهب، وضمان استمرارية العمليات.
أما بالنسبة للفوائد التي تعود على الموظف جراء العمل عن بعد-حسب الوزارة- فهي تحسين العمل، زيادة الرضا الوظيفي، تحسين التوازن بين العمل والحياة، زيادة في وقت الراحة، وتوفير المال الذي سيصرف على المواصلات، ورعاية الأطفال، مشيرة إلى أنه بالنسبة للمجتمع ككل، فإن العمل عن بعد يوفر فرص عمل جديدة للعاطلين عن العمل كلياً وجزئياً، زيادة خيارات العمل لأصحاب الهمم، تحسين المستقبل الاقتصادي في المناطق البعيدة، تعزيز العلاقات الأسرية من خلال تحسين التوازن بين العمل والحياة العائلية، إضافة إلى ضمان إمكانية وصول الموظفين العاملين بنظام العمل عن بعد إلى الأدوات اللازمة وضمان إمكانية مشاركتهم في الاجتماعات والنقاشات عن بعد.
وأوضحت الوزارة أن نظام عمل يقوم فيه العامل بتأدية واجباته من مواقع مختلفة عن مقرات صاحب العمل أي يؤدي فيه العامل العمل من خارج المواقع المخصصة للعمل سواء بشكل جزئي أسبوعي أو شهري أو بشكل كامل، يخلق فرص عمل للمواطنين العاطلين في المناطق البعيدة قريبة من منازلهم ويشجع أصحاب العمل في توفير فرص عمل.
تحقيق الموازنة
وذكر المدير التنفيذي لإحدى شركات المقاولات بالشارقة عامر الخلدون، أن الشركة اعتمدت آلية جديدة في التعيين المتعلق بشواغر العمل عن بعد في المجالات الإدارية ووظائف الموارد البشرية والمحاسبة ونظم تقنية المعلومات بحيث يتناسب مع هذا النظام على المدى البعيد، مع الأخذ في الاعتبار منح الموظف خلال مدة عمله عن بعد الترقيات والدرجات الوظيفية المستحقة دون أي نقصان، وفقاً للاشتراطات المدرجة في الهيكل التنظيمي للمؤسسة.
ولفت إلى أن الإدارة ركزت وفقاً لنظام العمل الجديد لديها على مستوى الإنتاجية أكثر من عدد ساعات العمل التي يؤديها الموظف، بهدف رفع القيمة الإجمالية للدخل المادي وتحقيق الموازنة بين زيادة إيرادات المؤسسة ومنح الموظف الدرجات الإدارية، في زمن قياسي أقل من المطبق سابقاً.
وأوضح أن المدة الزمنية لترقية الموظف من الدرجة التي يشغلها إلى التالية لها كانت لا تقل عن خمسة أعوام، إلا أنه وفقاً لآلية العمل عن بُعد حرصت المؤسسة على تقليلها لتصبح أربعة أعوام، مع مراعاة توافر شروط الترقية التي تتطابق مع الطبيعة الجديدة للوظائف.
نظام تقييم
وأكد مدير تطوير الأعمال بشركة في دبي عماد بدران، أن أزمة «كورونا» شجعت عدداً كبيراً من مؤسسات القطاع الخاص على استمرار تطبيق نظام العمل عن بعد في بعض الوظائف لديها والتي أثبتت أنها لا تتطلب الحضور للمكتب مثل خدمة المتعاملين، والمحاسبة والخدمات المساندة، وكذلك الموارد البشرية، بشرط مراعاة الموظف الضوابط الإدارية المعمول بها من قبل جهة عمله، مع منحه كافة حقوقه المادية والمعنوية المدرجة في العقد الموقع بين الجهتين والمتضمنة بنوداً محدثة تتناسب ونظام العمل عن بُعد.
ولفت إلى أن المؤسسة طبّقت نظام تقييم الموظفين الذي يعتمد على اشتراطات عدة أهمها تحقيق لمستوى محدد من الأداء لا يقل عن تقدير جيد جداً، بالإضافة إلى تحديد عدد ساعات عمل تكون مرنة وموزعة على مدار اليوم، كما ألزمت جميع العاملين عن بعد باعتماد قنوات تواصل فاعلة بينهم والإدارة للوصول إليهم في أوقات الطوارئ وخلال أيام إجازات نهاية الأسبوع، أبرزها ألا تزيد المسافة بين مكان سكنه ومقر العمل الخاص به على 40 كم، وأن يخصص رقم هاتف للرد على كافة المكالمات المتعلقة بالعمل، وفي حال لم يحقق الموظف المستوى المتوقع منه، فمن حق جهة عمله تحويله إلى فئة العاملين من المكاتب، أو إنهاء خدماته.
وثيقة الخصوصية
وأكدت إدارة شركة خاصة في الاستثمار بالتكنولوجيا في عجمان، أنها اعتمدت نظام العمل عن بعد لبعض التخصصات الوظيفية، تقليلاً للنفقات العامة المخصصة من قبل إدارة الشركة لإيجار المكاتب ولفواتير استهلاك الكهرباء والمياه والنثريات الأخرى، كما سهّل عليها هذا النظام دمج أكثر من إدارة، ولا سيما ذات المهام المهنية المشتركة دون الإخلال بمصلحة العمل، الأمر الذي وفّر المال والجهد وقلّل عدد الموظفين، بالإضافة إلى أن نظام الدمج أوجد شواغر بتخصصات مختلفة سعت الإدارة إلى سدها اعتماداً على آلية العمل عن بُعد.
ولفتت إلى أنها اعتمدت وثيقة خصوصية للعاملين عن بُعد تهدف إلى حفظ أسرار جهة العمل وبيانات المتعاملين والموظفين وعدم استخدام باقات خدمة «الإنترنت» والبرامج التكنولوجية للشركة لخدمة مصالحهم الشخصية، مشيرة إلى أن هذه الفئة تنطبق عليهم كافة الاشتراطات المتبعة مع من يعملون في المكاتب والمطبقة لدى إدارة الموارد البشرية، وهذه الاشتراطات متعلقة بالتغيب عن العمل، والإجازات والترقيات، أما المخالفات فتضمنت لائحة محدّثة تعتمد على زيادة عدد الإنذارات قبل اتخاذ أي إجراء تجاه الموظف المخالف.
طرح الاستفسارات
وقال الاختصاصي في تطوير الموارد البشرية طالب غلوم طالب، إنه يتعين على الأشخاص المعينين الجدد في دوائر حكومية أو خاصة تطبق نظام العمل عن بعد، عدم الخجل في طرح الأسئلة حول نظام العمل سواء على زملائهم أو مديريهم لكي يتمكنوا من إنهاء عملهم الجديد عن بعد على أحسن وجه.
ونصح بالاستماع الجيد للمدير والتركيز على المحاور الرئيسية التي يتحدث فيها، ومحاولة تقديم المساعدة للزملاء لإنهاء أعمالهم، ما يجعل نظرتهم إلى الموظف المستجد إيجابية.
مهارات تقنية
وبين خبير تكنولوجيا معلومات رائد جميل، أن المهارات المطلوب توفرها لدى الموظف قبل انخراطه في وظائف العمل عن بعد، تنقسم إلى نوعين، الأولى تتعلق بالمهارات المتعلقة بطبيعة العمل نفسه وهي تختلف من وظيفة لأخرى، وثانياً المهارات العامة المتعلقة باستخدام التقنية.
وبيّن أن المهارات العامة المطلوبة لكل المهن، تبدأ بالمعرفة الأساسية بتشغيل البرامج واستخدامها مثل برامج مايكروسوفت أو الفوتوشوب أو الأوتوكاد وغيرها حسب الوظيفة المتاحة، إلى جانب توفير اتصال سريع ومستقر بالإنترنت، والخبرة الكافية في برامج التواصل والاتصال والتعرف إلى أساسيات أنظمة الاجتماعات عن بعد.
وأضاف أنه يجب تعلم استخدام تطبيقات الاتصال عن بعد مثل تطبيق زووم ووتيمز وغيرها إلى جانب التعرف إلى أدوات الخدمات لاسحابية وكيفية الاستفادة منها، إضافة إلى أن التدرب على تنظيم الوقت والالتزام الذاتي هو أهم المقومات اللازمة للعمل عن بعد خاصة في المرحلة الأولى، بسبب غياب الرقابة المباشرة.
ارتفاع الإنتاجية
وذكر الموظف نور الدين شمايلة أن نظام العمل عن بعد يماثل نظام العمل في المكاتب، مع اختلاف المكان فقط، مبيناً أنه منذ بدء العمل عن بعد ببداية الجائحة حتى الآن، لم تنخفض الإنتاجية أو يحدث أي إرباك في سير العمل.
وأضاف أن لكل نظام عمل سلبياته وإيجابياته، ومن المهم أن يدرك الموظف مسؤولياته ويلتزم بأداء العمل على أكمل وجه من أي مكان.
وبين الموظف عماد الشريف أنه يعمل كموظف عن بعد منذ فترة، ولاحظ ارتفاعاً في الإنتاجية للموظفين حين تتوفر المرونة في اختيار مكان العمل، مشيراً إلى ضرورة أن تكون اشتراطات العمل واضحة بين الشركة والموظف بحيث تترتب عليه نفس الالتزامات والعبء كما نفس الحوافز والترقيات في حالة عمله من المكتب أو عن بعد، ليكون عامل التقييم هو الإنتاجية والالتزام فقط.
وقال الموظف ياسر عبدالفتاح، إن كافة الموظفين باتوا مهيئين للدوام المرن والعمل عن بعد، وأصبحت كافة المقومات متوفرة لتسيير الأعمال من أي مكان، مشيراً إلى أنه على كافة الشركات تحديد اشتراطات للعمل من المنزل بحيث تبين واجبات الموظف وحقوقه، حتى لا يتم تحميله أعباء إضافية خارج أوقات الدوام، إضافةً إلى التأكد من التزامه بتأدية كافة متطلبات العمل.
وأوضحت الموظفة رشا أسامة أن العمل عن بعد له إيجابيات وسلبيات، كالعمل في المكاتب، خاصة مع عدم توفر اشتراطات خاصة ومعتمدة في كافة الجهات لآليات العمل عن بعد، خاصة فيم يتعلق بأوقات العمل، مشيرةً إلى أن التزام الموظف بأخلاقيات العمل والإنتاجية بالحد المطلوب هو أمر لا يمكن تجاوزه أو التساهل فيه، ومن ناحية أخرى فيجب تحديد حقوقه مثل انتهاء عمله في وقت محدد وإمكانية طلب الإجازات وغيرها.
