السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«منتدى مستقبل المواهب الشبابية في المراكز البحثية» يؤكد أهمية التعاون لتمكين الشباب

اختُتمت مساء أمس الأربعاء 28 يوليو 2021 أعمال «منتدى مستقبل المواهب الشبابية في المراكز البحثية»، الذي نظمه «تريندز للبحوث والاستشارات» بالشراكة مع برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية التابع لمعهد لودر في جامعة بنسلفانيا، على مدى يومين في مركز دبي التجاري العالمي.

وشارك في فعاليات المنتدى 35 من رؤساء مراكز الفكر العالمية والمديرين التنفيذيين والخبراء والمحللين والتنفيذيين، إضافة إلى عدد من مديري الجامعات والقيادات الإعلامية والفكرية، حيث ناقشوا التحديات الاستراتيجية والتنفيذية التي تواجهها مراكز الفكر في استقطاب المواهب الشابة والاحتفاظ بها.

وشهد المنتدى في يومه الثاني والأخير خمس جلسات، حيث عُقدت الجلسة الأولى التي أدارها الأستاذ محمد حمداوي، مدير إدارة الدراسات الاقتصادية، ومدير برنامج الطاقة والموارد الطبيعية في تريندز للبحوث والاستشارات، والذي شدد على أهمية المنتدى لمواجهة التحديات التي تواجه المراكز البحثية، بما يطرحه من أفكار وما يقدمه من توصيات تتضمن آليات عملية تساعد هذه المراكز على مواجهة تلك التحديات.

وفي كلمة، نيابة عن الجنرال جون آر ألين رئيس معهد بروكينغز الأمريكي، دعا الدكتور جيمس ماكغان، رئيس برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية التابع لمعهد لودر في جامعة بنسلفانيا، إلى وضع استراتيجية تدعم المراكز البحثية وتضمن بقاءها وازدهارها في المستقبل. مشيراً إلى أهمية وجود نظرة جديدة في العلاقات وبناء الشراكات العالمية، كما حدث مع «تريندز» الذي يمتلك توجهاً عالمياً ومستوى عالياً يُمَكِّنه من أن يكون بين أهم المراكز البحثية في المنطقة والعالم.

وتحدثت الدكتورة ريناتا دوان، نائب المدير ومسؤول تنفيذي أول، في تشاتام هاوس بالمملكة المتحدة، حول كيفية البحث عن المواهب الشبابية، وقالت إن الأشخاص هم جوهر مراكز الفكر والبحث، ومن يلتحقون بالمراكز البحثية يعتبرونها مهنة العمر، والجديد هو أن الناس هم هدف هذه المراكز وهم من يتلقى ما تقدمه من بحوث ودراسات، وأوضحت أن المنافسة باتت قوية بين مراكز الفكر حول العالم، وهناك جهات تتنافس على استقطاب المراكز البحثية في الجامعات والمؤسسات، مشيرة إلى أن متقاعدين كثر وأسماء كبرى تنضم إلى مراكز الفكر ليدعموا المواهب الشبابية بخبراتهم الطويلة، ولفتت إلى بعض التحديات التي تواجه الباحثين الشباب في المراكز البحثية، وتحد من فرصهم في الترقي.

وشددت الدكتورة ريناتا دوان، على الحاجة إلى إشراك تجمعات جديدة في المراكز الفكرية، لم تكن جزءاً من هذه المؤسسات؛ مثل الفنانين، والمصممين، ومن يعملون على الاستدامة، والمعماريين؛ وذلك لتعزيز قدرات هذه المراكز في ظل هذا العالم الذي تسوده الأزمات، وقالت إن «معهد تشاتام هاوس» يسعى لاستقطاب الشباب وتنمية مواهبهم وقدراتهم؛ كي يكونوا قادرين على وضع السياسات العامة ومناقشة القضايا العالمية برؤى مستنيرة، كما يسعى المعهد إلى عقد شراكات مع الجامعات والمدارس للبحث عن المواهب الشبابية وإشراك الطلاب في العملية البحثية ودراسة الشؤون الدولية، مؤكدة ضرورة عدم التركيز على الخبراء بشكل كبير، والبحث عن هؤلاء الذي يستطيعون استخدام مهاراتهم في مجالات بحثية متنوعة، ومكافأتهم وتحفيزهم على الانخراط في المراكز البحثية.

وأشارت إلى أن مراكز الفكر تحتاج إلى التركيز على الأفكار الجديدة والمبتكرة وتبسيط الأفكار المعقدة، وإلى الاعتماد على أنظمة المحاكاة وتطبيق سيناريوهات التدريب في مجال استقطاب المواهب الشبابية، مشيرة إلى أن التمويل يشكل تحدياً كبيراً يواجه المؤسسات البحثية والفكرية، وأكدت أهمية توجه هذه المراكز نحو الرقمنة واستغلال الفرص الجديدة والاعتماد أكثر على التكنولوجيا من أجل إيصال أفكارها وأطروحاتها إلى مختلف الفئات، ودعم فكرة البحث عن المواهب الشبابية خارج حدود الدول، والتنقيب عنهم في المناطق النائية لإحداث تنوع فكري.

وفي الجلسة الثانية تطرق خمسة باحثين من الجيل الجديد إلى سرد خبراتهم وطرحوا رؤاهم وتطلعاتهم المستقبلية. وفي تقديمها لهؤلاء الباحثين، قالت انتصار فقير، باحث أول ومديرة برنامج شمال أفريقيا والساحل في معهد الشرق الأوسط، بالولايات المتحدة الأمريكية، إن جائحة «كوفيد-19» حفزت الباحثين على تكثيف العمل في مجال البحث العلمي، مؤكدة أهمية منح الفرص للباحثين الشباب وإشراكهم في صنع القرار، وهو ما يدفع المراكز البحثية إلى النمو والاستمرارية.

عقب ذلك تحدثت الدكتورة لاتويا واها، الباحثة المتخصصة في شؤون الهجرة والنزوح، بقسم التحليل والاستشارات، بمؤسسة كونراد أديناور في ألمانيا، وقالت إن الأفكار العالمية الشاملة تدفع الشباب إلى الانخراط في العمل البحثي، وترجمة أفكارهم إلى سياسات عامة، مؤكدة أن على المراكز البحثية منح الشباب حرية إعداد الأبحاث التي يرونها مناسبة لأفكارهم وتطلعاتهم المستقبلية، وذكرت أن حرية الفكر والبحث والربط بين الاتجاهات الجديدة وأنظمة الترقي تساعد المراكز البحثية على استقطاب الشباب والمحافظة على بقائهم. وأضافت أن الإبداع والابتكار والعمل المرن يطرح فرصاً للأجيال الشابة يجب استغلالها للانخراط في مجالات البحث العلمي، ودعت قادة المراكز الفكرية والبحثية إلى السماح للمرأة بأن تصل إلى ما تريد الوصول إليه.

بدورها أكدت ليليانا ألفارادو، المدير التنفيذي لمختبر إيثوس للسياسة العامة بالمكسيك، أن المراكز البحثية بدأت تبحث عن الديناميكية في العمل لجذب الشباب واستقطاب أفضل المواهب في مجال البحث العلمي، وقالت إنه حان الوقت لمراكز البحث أن تعمل على ترويج علاماتها التجارية؛ من أجل استقطاب أفضل المواهب الشابة.

من جانبه أوضح الدكتور ستراهينجا سوبوتيك، مدير البرامج وكبير الباحثين في مركز السياسة الأوروبية في صربيا، أن مركز السياسة الأوروبية يعمل على تحويل وتطوير القيم الخاصة بالمجتمع، لمواكبة التطورات المتسارعة، وأوضح أن المركز في هذا الإطار يحاول تنمية المواهب الشبابية، وإقناعهم من خلال سياسات الترقي وزيادة الرواتب بألا يتركوا العمل مستقبلاً، لافتاً إلى أن العمر لا يعني شيئاً عندما يتعلق الأمر بالتطور المهني والترقي، داعياً الشباب إلى دخول مجال البحث العلمي.

إلى ذلك ذكرت أمل البريكي، نائب رئيس مجلس تريندز لشباب البحث العلمي، الباحثة في تريندز للبحوث والاستشارات، أن «تريندز» يركز على استقطاب المواهب البحثية الشبابية، ويطلق العديد من المبادرات لتعزيز قدراتهم ومهاراتهم، مشيرة إلى أنها كانت متخوفة عند دخولها مجال البحث العلمي، ولكن مع الوقت تدرجت في العمل وأصبحت في منصب تنفيذي مهم.

ودعت البريكي الباحثين الشباب إلى اكتشاف ذواتهم وتغذية أفكارهم واهتماماتهم، واستغلال مختلف فرص التعلم والمشاركة والانخراط في النقاشات الفعالة، وشددت على أن مسيرة تعلمها في «تريندز» لا تنتهي، وأن البحث العلمي يتطلب المداومة على التفكير والتخطيط والاستعداد الجيد للمستقبل. وأضافت أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك مراكز بحثية كبرى تعتمد معظمها على المواهب البحثية الشابة، وطالبت بضرورة التعريف بمفهوم وماهية المراكز البحثية أولاً قبل دعوة الشباب إلى الانخراط في العمل بها، كما ذكرت أن المراكز البحثية تحتاج إلى المشاركة في معارض التوظيف وتنفيذ زيارات موسعة للجامعات للتعريف بماهيتها، وطرح رؤيتها على الشباب الأكاديمي. ولفتت إلى أن هناك شباباً كثيرين على اهتمام بمجال البحث العلمي، ويجب على مراكز الفكر استغلال هذا الاهتمام وتوظيفه لخدمة المجتمعات ودعم صناع القرار بأفكارهم المبتكرة، واختتمت بالقول: أجد نفسي بعد 20 عاماً باحثة، ومؤسستي تسعى للمحافظة على الباحثين الشباب، عبر بناء قدراتهم وتنمية مواهبهم.

وأكدت ميكي أهارونسون، خبيرة العلاقات الدولية بمعهد القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية بإسرائيل، أن الرجال في إسرائيل، ما زال لهم اليد العليا والغلبة في المراكز البحثية، رغم وجود توازن بين الجنسين، وأضافت أن على مراكز البحث القائمة وضع سياسات لتوجيه الباحثين الشباب لما يجب عليهم فعله ونشره والترويج له.

وعقب استراحة قصيرة انعقدت الجلسة الثالثة من أعمال المنتدى تحت عنوان «العلاقة بين التنوُّع والابتكار»، وأدارتها الدكتورة ابتسام الكتبي، مُؤسِّسة ورئيسة مركز الإمارات للسياسات، وتطرقت إلى سبل استفادة مراكز الفكر من بناء جيل متنوع من الباحثين والتنفيذيين البارعين في التكنولوجيا.

وقالت روز عبدالله زاده، المدير الإداري للشراكات البحثية في معهد تشاتام هاوس بالمملكة المتحدة، إنه لا يمكن الجزم بأن مركز «تشاتام هاوس» يطبق مبادئ الشمولية والمساواة بين الجنسين، وطالبت باستقطاب الشباب من طبقات مجتمعية متنوعة ومن خلفيات ثقافية عدة، وذكرت أن التعامل مع الرقمنة كان من أكبر التحديات أمام «تشاتام هاوس»، الذي يسعى حثيثاً لمواكبة التطورات التكنولوجية قدر المستطاع.

من جانبها قالت ناتاشا جاكومي، نائب رئيس العمليات بمركز ويلسون الأمريكي، إن المركز الذي تعمل به يركز على موضوعات العِرق والعمر والتنوع الثقافي، إلى جانب التمثيل للمساعدة في إجراء تغييرات سياسية، موضحة أن جائحة «كوفيد-19» ساعدت كثيراً على تعلم طرق الأداء الافتراضي، مشددة على أهمية إعطاء الأولوية للتواصل الشبكي مستقبلاً.

إلى ذلك قالت ناتاشا هال، زميل أول في برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة، إن مركزها يعمل على تعزيز ثقافة التنوع والابتكار ونشر هذه الثقافة بين الطلاب في المدارس والجامعات، مشيرة إلى تجربتها الشخصية في هذا الصدد، حيث عملت في 15 دولة حول العالم قبل بلوغها سن الثلاثين، بدافع المغامرة والتجريب واكتساب المزيد من الخبرات والمهارات. وأضافت «بصفتي الشخص الوحيد من أصل عربي في كثير من الأحيان في مراكز الفكر، تمكنت من تقديم أفكار مشاريع جديدة، وتوسيع آفاق البحث والأوساط الأكاديمية»، وذكرت أن هناك دراسات عدة أظهرت أن التنوع في مقارّ العمل يزيد المردود الاقتصادي، ويرفع معدلات الأرباح، مضيفة أن التنوع أمر حيوي ومهم في المراكز البحثية، خصوصاً في شغل المناصب التنفيذية، ويجب علينا جعل التنوع سياسة ومنهج عمل.

عقب ذلك تحدث بول ماكاليستر، رئيس شبكة «القادة العالميون» في الوحدة والمشاركة، بالولايات المتحدة، الذي أكد بدوره أهمية العمل على إلغاء العقبات المؤسساتية لإحداث التنوع، وإيصال أصوات المجموعات التي لا تستطيع التعبير عن نفسها، وقال «في مركزنا نستثمر في التنوع والأفكار المبتكرة، ولا ننظر إلى الخلف، ونهدف إلى تحقيق النمو والتقدم بعيداً عن التمييز العرقي»، موضحاً أن هناك ما يقيد تحقيق التنوع، ومنه بطء النمو الاقتصادي، موضحاً أن أبرز ما نعانيه الآن القيود على التمويل؛ ومن ثم هناك حاجة إلى الاستثمار في المواهب الشابة والارتقاء بمجال البحث العلمي والاستثمار في البشر؛ فالأفراد سيفعلون أي شيء إذا مُنحوا الفرصة المناسبة.

من جانبه شدد لوك إيزلي، نائب رئيس الموارد البشرية والعمليات في مركز التنمية العالمية الأمريكي، على ضرورة النظر إلى التكلفة المالية وكيفية الترويج لثقافة التنوع، واعتماد الابتكار كمنهج عمل في المراكز البحثية، وقال إن النساء يستطعن تحسين فرق العمل، كما أنهن يشكلن عناصر فاعلة في تقدم المؤسسات.

وعرضت اليازية الحوسني، رئيس مجلس تريندز لشباب البحث العلمي والباحثة في تريندز للبحوث والاستشارات، عن تجربتها كباحثة، وقالت إن العمر ليس عقبة أمام الابتكار، كما أنه يجب ألا تكون هناك عقبة أمام الشباب للانخراط في مجال البحث العلمي. وأوضحت أن بيئة العمل الإيجابية تجعل كافة الموظفين يرغبون في تقديم الأفضل. مشيرة إلى أن «تريندز للبحوث والاستشارات» يربط بين التنوع والابتكار، ويعتمد طرح الفرص وتقديم الفوائد واستقطاب الخبرات.

ودعت الحوسني المراكز البحثية إلى التركيز على جودة الأبحاث، ودمج التكنولوجيا الحديثة لخدمة البحث العلمي، وقالت إن «تريندز» يسعى لتقديم الأبحاث والدراسات على المنصات الرقمية كافة، لكي تصل إلى أكبر شريحة ممكنة من القراء. وذكرت أن الشباب يمتلكون خبرات كثيرة، ويجب احترام أفكارهم من قبل ذوي الخبرات الطويلة، وتنميتها وتشجيعهم على الاستمرار في البحث والعطاء، وتطوير قدراتهم ومهاراتهم منذ عمر مبكر، لكي يكونوا مستعدين للانخراط في الحياة المهنية بسلاسة.

بدوره قال كونيهيكو مياكي، مدير البحوث في معهد كانون للدراسات العالمية باليابان، إن الابتكار فعل دائم في ذهنه، وإنه يقدم النصح لفريقه، بغض النظر عن جنسياتهم أو أعمارهم. وأضاف أن معهد كانون يعمل دائماً والتنوع نصب عينيه، كما أن وظيفته هي تقديم أفضل البحوث والمشورة للجميع، سواء من الرجال أو النساء.

عقب ذلك بدأت أعمال الجلسة الرابعة التي ناقشت تحديات بناء فريق عمل يساعد مراكز الفكر على مواجهة التحديات التكنولوجية والإدارية، وأدارتها ليندا روث، نائب رئيس العلاقات الخارجية في مركز ويلسون بالولايات المتحدة الأمريكية، التي قالت إن علينا أن نكون مبدعين في جذب المواهب الاستثنائية إلى المراكز البحثية بدون التعويل على أزمات التمويل.

من جانبه قال ديرون ليهمان، مدير الموارد البشرية وتنمية المواهب بمعهد المشروع الأمريكي، إن تطوير المخرجات الوظيفية نتاج طبيعي للتعاون والتفاهم بين المؤسسات وموظفيها، وإن علينا كفرق موارد بشرية إرشاد الموظفين القدامى إلى قدرتنا على تنمية قدراتهم والارتقاء بمهاراتهم لمواكبة التطورات، وأضاف «أنصح الموظفين بعدم التعلق بمرشد أو ملهم واحد، لكي يكوّنوا فكرهم وتوجههم الخاص». وأوضح أن مركزه يبحث عن المواهب الشابة التي تؤمن برسالته وثقافته، ومن يمتلكون المهارات والصفات التي تشكل قيمة مضافة إلى المؤسسة. وأشار إلى أن استقطاب المواهب الشبابية إلى المراكز البحثية يحتاج إلى إحداث تغيير وتقييم دوري للفرص والمخاطر، ونوه إلى أن التحدي الأكبر الذي واجهه في إدارة الموارد البشرية كان تشكيل فريق منسجم وقادر على مواكبة التكنولوجيا ويمتلك مهارات لتطوير المواهب الشابة.

بدوره أكد ديفيد أوبرايان، نائب رئيس التنمية والشؤون الخارجية بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي في أمريكا، أن إضفاء الطابع المهني على المركز البحثي يبدأ من المراكز القيادية، ونشر هذه الثقافة يحتاج إلى طريقة منظمة.، كما أن المحافظة على أفضل المواهب من أهم قيم المنظمات التي تسعى للتقدم والازدهار، مع ضرورة اتباع القيم الأخلاقية والأساليب المهذبة في عملية التوظيف والترقي. وشدد على أن أساليب التواصل مع فريق العمل وتنظيم الأنشطة التشاركية يكسب المؤسسات ثقة الموظفين. ولفت النظر إلى أنه تعلم مع مرور الوقت كيف يضيف قيمة إيجابية إلى فريق عمله، خصوصاً في ظل جائحة «كوفيد-19».

وذكر أنه يجب أن تُبنى علاقة المؤسسة مع الموظفين على الاحترام المتبادل، والنظر إلى احتياجاتهم والعمل على تلبيتها، وأوضح أن التحلي بالانفتاح الكافي شرط أساسي لتوظيف المواهب الاستثنائية، مع ضرورة أن يتماشى أداء الموظف مع سياسات واحتياجات المؤسسة، وأن استقطاب المواهب الشبابية في المراكز البحثية يجب أن يعتمد على منظومة واضحة، مع وجود محفزات داعمة لاستقطابهم.

واختُتم المنتدى بجلسة ختامية هي الخامسة تحت عنوان: «الاستعداد لمستقبلٍ غامض»، وتناولت الاستراتيجيات والأفعال الملموسة التي يمكن أن تتخذها مراكز الفكر لمواجهة التحديات التي يفرضها عالم ومكان عمل غيرتهما التكنولوجيا ووباء «كوفيد-19» والحاجة إلى نهج أكثر مرونة واستجابة لمستجدات الحياة والعمل والسياسات العامة. وقد أدار الجلسة أنتونيو فيلافرنكا، مدير الدراسات الرئيس المشارك لمركز أوروبا ومعهد الدراسات السياسية الدولية بإيطاليا، حيث أكد أن أوروبا تنفق مبالغ هائلة لدعم المراكز البحثية، ولكنها لا تقدم النصح والمشورة للحكومات.

عقب ذلك تحدثت الدكتورة عبلة عبداللطيف، المدير التنفيذي للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، التي شكرت «تريندز للبحوث والاستشارات» على تنظيم هذا الحدث العالمي المميز الذي جمع كثيراً من الباحثين من أنحاء العالم. وذكرت أن المراكز البحثية يجب أن تغير خططها واستراتيجياتها؛ لكي تكون أكثر مرونة مع متطلبات العصر، وشددت على الحاجة القوية إلى بناء الثقة بين المراكز البحثية وصناع القرار في مختلف المجالات، ودعت إلى دعم صناع القرار بسياسات واقعية وقابلة للتطبيق، في ظل جائحة «كوفيد-19»، وقالت إن علينا تحرير الباحثين الشباب من المعتقدات القديمة التي تكبل المراكز البحثية.

من جانبها قالت ليديا ردي، مدير الاتصالات في معهد السياسات الأوروبية لرابطة أمم جنوب شرق آسيا في إندونيسيا، إن اختلافات الثقافات قد تكون عقبة أمام المواهب الشابة للحصول على الفرص المناسبة لقدراتهم، وإن جذب المواهب إلى مراكز الفكر يتطلب تغيير التفكير أولاً، وتطويع التكنولوجيا الحديثة، خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي، موضحة أن نشر الدراسات والأبحاث على منصات التواصل الاجتماعي يسهم في تغيير النظرة النمطية لمراكز الفكر.

بدورها ذكرت إيلين فورد، مدير المنظمة الدولية للديمقراطية والتنمية في بيرو، أن المراكز البحثية المتوسطة والصغيرة تأثرت سلبياً بجائحة «كوفيد-19»؛ نظراً لضعف مصادر تمويلها، ومن الضروري تشجيع المراكز البحثية على التوسع في استخدام التكنولوجيا، وانتهاج سياسات التحول الرقمي، لكي تستطيع المواكبة والاستمرار.

أما أسامة الجوهري، الرئيس التنفيذي لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار - مجلس الوزراء المصري، فقد ذكر أن مركز المعلومات الذي يرأسه لا يقدم لصناع القرار أي توصيات معتمدة على الوسائل التقليدية، موضحاً أن تطبيق منظومات الذكاء الاصطناعي هو الاتجاه الأهم الذي يجب أن تمضي فيه المراكز البحثية حول العالم.

من جانبها أفادت سارا دوناهيو، المدير المساعد للعمليات في مركز بلفر التابع لكلية كينيدي بجامعة هارفارد، بأن جائحة «كوفيد-19» أجبرت الباحثين التقليديين على استخدام التكنولوجيا وتعلم مهاراتها للتواصل مع فرق العمل، ودعت إلى خلق مجموعات عمل تضم مختلف الأساتذة، وإشراك فرق من خارج المؤسسات لكي تتطور المراكز البحثية وتواكب العصر، مشيرة إلى أنه سيكون لدينا في المستقبل أساليب عمل مختلفة تماماً عن الأساليب الحالية؛ لأن جائحة «كوفيد-19» غيرت استراتيجيات العمل والحياة ككل.

إلى ذلك طالبت خلود عودة، نائب الرئيس للتكنولوجيا وعلوم البيانات ومدير المعلومات في معهد إِربان الأمريكي، المراكز البحثية بإعداد خطط عمل تلائم الطفرات التكنولوجية والتغيرات الرقمية المتسارعة، وقالت إن الاستعانة بأصحاب الخبرات والمواهب التكنولوجية ضرورة ملحة، لكي تتحول المراكز البحثية إلى رقمية تستطيع مواكب الحياة العصرية، وإن المرونة والتوازن وتكوين مجموعات عمل تضم أعضاء مختلفين تعتبر من أهم الأشياء التي تعين المراكز البحثية على تخطي العقبات التكنولوجية.

في ختام المنتدى، قال الدكتور جيمس ماكغان، رئيس برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية التابع لمعهد لودر في جامعة بنسلفانيا، لا شك في أن جائحة كوفيد-19 غيرت العالم؛ ما يحتم على المراكز البحثية أن تكون مستعدة جيداً للمخاطر والأزمات المستقبلية. وتقدم بالشكر لفريق تريندز للبحوث والاستشارات على تنظيم هذا المنتدى العالمي الرائع الذي يقترب من الكمال، فكل شيء في محله بالفعل.

من جانبه اختتم الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لـ«تريندز للبحوث والاستشارات»، المنتدى، معبراً في كلمة له عن سعادته بتنظيم واستضافة هذه الفعالية المهمة والمتميزة، بالتعاون والشراكة مع الزملاء في برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية التابع لمعهد لودر في جامعة بنسلفانيا. وقال إن المنتدى تحول إلى حلقة نقاش معمقة حول التحديات الاستراتيجية والتنفيذية التي تواجه مراكز الفكر بشأن استقطابها المواهب والاحتفاظ بها، وأضاف قائلاً: «حرصنا على أن يشارك الباحثون الشباب في جلسات المنتدى جنباً إلى جنب مع الخبراء المشاركين من مختلف المراكز الفكرية، لإعطائهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم وأفكارهم».

وذكر الدكتور العلي أن المنتدى أكد على أهمية تعزيز الحوار والتعاون بين المراكز البحثية، وإيجاد الأطر المناسبة لتطبيقه على أرض الواقع؛ لتحقيق الأهداف المشتركة التي نعمل على تحقيقها، وبناء قاعدة من الفهم المشترك لمواجهة التحديات التي تعترض سبيل عملنا، وأشار إلى أنه برغم التحديات التي فرضتها جائحة «كوفيد-19»، فقد كنا مصرين نحن وشركاؤنا في برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية على تنظيم هذه الفعالية على أرض الواقع، وهو ما تم بالفعل وبنجاح كبير بفضل هذا التعاون، مؤكداً أن «تريندز» سيبقى داعماً، وبقوة، لبناء قدرات ومهارات الجيل الجديد من الشباب الباحثين، وخاصة في هذه المنطقة المهمة من العالم.

ووجه الشكر للمشاركين في المنتدى، على الأفكار التي تم طرحها وبلورتها، والتي تقدم رؤية أولية لخريطة طريق يمكن أن تسير عليها المراكز البحثية لتطوير مهارات الجيل القادم من الباحثين والاحتفاظ بهم. كما توجه بالشكر إلى الدكتور جيمس ماكغان وفريق عمله الرائع في برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية التابع لمعهد لودر بجامعة بنسلفانيا، على تعاونهم الرائع ودورهم المهم في إنجاح المنتدى، وإلى فريق العمل في «تريندز» على العمل العظيم الذي قاموا به والجهود الضخمة والمتواصلة على مدى أسابيع لتحقيق هذا النجاح المبهر.

هذا، وكرم الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لـ «تريندز للبحوث والاستشارات»، والأستاذ عمر محمد النعيمي المدير العام لـ «تريندز للبحوث والاستشارات»، بمشاركة الدكتور جيمس ماكغان، فرق العمل التي قامت بتنظيم المنتدى، وقدم إليها دروعاً تذكارية.