السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

«أبوظبي للطفولة»: مسح شامل لاستخدام الأطفال للفضاء الرقمي لأجل حياة أفضل

«أبوظبي للطفولة»: مسح شامل لاستخدام الأطفال للفضاء الرقمي لأجل حياة أفضل
أنهت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة اليوم الاثنين، أول مسح شامل حول كيفية استخدام الأطفال لوسائل التكنولوجيا الحديثة والفضاء الرقمي في المنازل ضمن مبادرة «ود».

وتركز المبادرة العالمية لتنمية الطفولة «ود» التي أطلقتها مؤخراً هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة تحت رعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي رئيس الهيئة، في نسختها الأولى على 3 مواضيع استراتيجية تتمثل في التكنولوجيا الإنسانية للأطفال لتمهيد الطريق نحو الثورة الصناعية الخامسة، وأسلوب الحياة في القرن الـ21 لتشجيع الأطفال وأسرهم على تبني أسلوب حياة أفضل، يعزز من صحتهم البدنية ويمكنهم من اتباع أنماط غذائية صحية، إضافة إلى الرفاه والتفاعل الاجتماعي للمساهمة في خلق بيئات رعاية للأطفال تدعم نموهم الاجتماعي والعاطفي.

التكنولوجيا الإنسانية للأطفال


وقال مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية والرئيس المشارك لمجموعات العمل في مبادرة «ود» عمر سيف غباش، خلال إحاطة إعلامية اليوم عن بعد، إن فريق مجموعة التكنولوجيا الإنسانية للأطفال يعمل مع متخصصين من جهات عالمية، ومن ضمنها «مايكروسوفت» و«غوغل» و«آبل» و«إنتل لابس»، لإيجاد حلول متكاملة للترويج الرقمي الإيجابي لتعزيز التعلم للأطفال.


وأوضح أن مجموعة العمل تركز على تعزيز المشاركة الإيجابية للأطفال مع التكنولوجيا، وإجراء تحليل وتقييم لعدد من التحديات التي تسببها زيادة استخدام الأطفال للتكنولوجيا وتأثير جائحة «كوفيد-19» على زيادة وقت التعرض لشاشات الأجهزة، وخصوصية الأطفال وحمايتهم، والتنمر الإلكتروني، وإمكانية الوصول للتكنولوجيا، بالإضافة إلى النظر في جوانب استخدام الأطفال من أصحاب الهمم للتكنولوجيا وتأثيرها عليهم، كما ستعمل مجموعة التكنولوجيا الإنسانية للأطفال على تحليل البيانات، وإجراء أبحاثاً معمقة حول استخدام الأطفال للتكنولوجيا وعاداتهم في أبوظبي والتي ستؤثر في عملهم.

مسح توجهات الأطفال

من ناحيته، قال عضو مجموعة التكنولوجيا الإنسانية للأطفال ورئيس مجلس شركة «سمارت وورلد» الشركة الرائدة في مجال تكامل الأنظمة بدولة الإمارات الدكتور سعيد الظاهري، إنه من المتوقع أن يوفر مسح توجهات الأطفال، البيانات الشاملة ومؤشرات مهمة حول قضاء الأطفال لأوقاتهم على وسائل التكنولوجيا، ومتوسط عدد الساعات التي يقضيها الطفل على الإنترنت، وطبيعة المحتوى الذي يقبل عليه الأطفال، وأكثر القنوات الرقمية التي يرتادها الأطفال، إضافة إلى دور الآباء في توجيه أبنائهم نحو الفضاء الرقمي.

وأضاف أن المسح سيساعد الخبراء في الهيئة على دراسة احتياجات الأطفال ثم تصميم برامج ابتكارية تصب في صالح تلك الشريحة بناء على البيانات المتوافرة من المسح، مضيفاً: «ندرس إمكانية تكرار المسح حول توجهات الأطفال نحو الإنترنت بشكل سنوي أو كل سنتين لتوفير المعرفة الشاملة حول توجه الأطفال واهتماماتهم».

وذكر الظاهري أنه نظراً لأن أبوظبي ودولة الإمارات هي المكان المفضل للكثيرين من الأسر حول العالم، ونظراً لتوافر كافة جنسيات العالم، فإن المسح سيكون معبراً ويساعد على الخروج بمؤشرات ونتائج وتوصيات تخص المشكلات التي تواجه الأطفال، مشيراً إلى أن الهدف من إجراء المسح هو: توفير البيانات بشكل علمي، والتوصل إلى حلول مناسبة، وبناء قاعدة معلومات بشكل دوري حول نمط استخدام الأطفال للتكنولوجيا، وطبيعة العلاقة بين الأطفال والآباء في الفضاء الرقمي.

برامج الأطفال

وأضاف الظاهري: سنستفيد من نتائج المسح على المدى المتوسط (من 3 إلى 6 أشهر) المقبلة، من خلال دراسة إمكانية تحديد يوم في العام للانقطاع التام عن العالم الرقمي للأطفال، لإتاحة الفرصة أمام الأطفال والآباء للتفاعل بإيجابية في العالم الحقيقي، كما سندرس وضع دليل إرشادي لشركات التكنولوجيا حول وضع احتياجات الأطفال الحقيقية من العالم الافتراضي.

وعلى المدى البعيد، أوضح أنه يمكن تالياً رسم المسار للهيكل المعرفي لاحتياجات الأطفال من محتوى العالم الافتراضي، ثم المساهمة في تلبية تلك الاحتياجات.

وقال المدير التنفيذي لقطاع المعرفة والريادة بهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة الدكتور يوسف الحمادي، إن مفهوم «التكنولوجيا الإنسانية» الذي تبنته الهيئة مع إطلاق مبادرة «ود» العالمية، يقوم على الاستفادة من التكنولوجيا واستخدامها بحرص، ووفق ضوابط محددة من أجل مساعدة الأطفال في النمو والتطور، خاصة مع زيادة ارتباطهم بالتطور الرقمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم أجمع خلال الفترة الحالية، وكذلك تعزيز دور القطاع الخاص في صناعة التكنولوجيا الإنسانية الهادفة التي تراعي الاحتياجات التنموية للطفل في صنع المحتوى والبرامج.

وأوضح أن دولة الإمارات تحرص دائماً على تحويل التحديات إلى فرص، مؤكداً العمل من خلال تبني مفهوم «التكنولوجيا الإنسانية» على تجاوز أي تحدي يفرضه التطور التكنولوجي وتحويله إلى فرص تساعد الأطفال على التطور وتثري مهاراتهم وتنمي عقولهم.