الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بذخ الاحتفالات الخاصة.. حرية شخصية أم استعراض؟

تنوعت آراء أفراد الجمهور حول الإسراف والمغالاة في إقامة الحفلات الخاصة، وذهب البعض إلى أنه حرية شخصية وشأن يخص صاحب المناسبة في تنظيم احتفاله بالشكل الذي يناسبه طالما توافرت القدرة المالية لديه، معتبرين أنها بمثابة مناسبة للذكرى وفرصة للإبداع في الاحتفال بها، ما يتطلب الإنفاق عليها بالشكل المناسب لإمكانات أصحابها المادية، ولكن بما لا يضر أو يؤذي الآخرين، فيما ذهب البعض الآخر إلى أن الإسراف في كلفة الاحتفالات هو تقليد للمشاهير في التباهي والاستعراض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن المغالاة للإبهار تغرق صاحبها في الديون.

تقليد المشاهير

من جانبه، قال آدم منذر إن الاحتفالات بالمناسبات الخاصة أمر شخصي، لكنها تغرق صاحبها في الديون، وبالتالي يجب على الأشخاص دراسة الوضع المالي جيداً قبل الإقدام على إقامة تلك الحفلات بطرق تتطلب الإسراف والتبذير، مشيراً إلى أن البعض يحرصون على تقليد المشاهير في إقامة احتفالاتهم عبر العالم الافتراضي، منوهاً بأن فئة المشاهير يتطلعون لحصد المتابعات وبالتالي فهو نوع من «البيزنس» وليس احتفالاً عادياً.

وأكد أنه شخصياً يرى أن احتفالات الميلاد والزواج والولادة والنجاح وغيرها شأن شخصي، لكن وسائل التواصل الاجتماعي حولتها لمناسبات عامة يتبارى أفراد الجمهور في عرضها عبر حساباتهم المختلفة، ما يشعر البعض بالحرج لعدم قدرتهم على مجاراتها، فالحفلات بالوقت الحالي ابتعدت عن المعنى الأساسي واتجهت للاستعراض في الكثير من المناسبات، لدرجة أن الشغف حول كيفية الإبهار أصبح يفقد البهجة في مشاركة الحدث.



مرض نفسي

وذهبت غدير يونس إلى أن إقامة الحفلات والمناسبات أمر شخصي، لكنه تحول إلى مرض نفسي عندما تتفاخر بعض العائلات بالبذخ حتى في مناسبات العزاء البعيدة عن أجواء الفرح، حيث يعرضون التجهيزات على السوشيال ميديا، ومؤخراً ظهرت أنواع أخرى كحفلات الطلاق لإغاظة الطرف الآخر ولفت أنظار الآخرين، داعية الجمهور إلى مراعاة سبب الاحتفال وتقييم أهمية المناسبة، والابتعاد عن البذخ اللامبرر.



وقالت حبيبة لؤي إن إقامة الاحتفالات أمر جميل ومحبب لأنها مدعاة وتعبير عن السعادة والفرح، لكنها ترفض المغالاة والسعي للإبهار والإسراف غير المبرر الذي يستهدف لفت الانتباه وحصد الإعجاب، مؤكدة أنه في نهاية المطاف يبقى الاحتفال شأناً خاصاً بالأسرة والأطراف المعنية، ويجب أن يتم بعيداً عن المنافسة والمغالاة بكافة أشكالها.



إمكانات مادية

من جهة أخرى، أوضح محمد مختار أنه لا يمانع إقامة احتفال بأي شكل وفق ما يراه مناسباً، فهذه حرية شخصية ولا مانع من تنفيذ المناسبة حسب القدرة المادية، لافتاً إلى أن صاحب المناسبة قادر على تحديد متطلباته، وعلى الآخرين مشاركته الفرح وليس انتقاده.



وأضافت الدكتورة زينب أبوالرقطي أن الاحتفالات في الأعياد والأعراس والحمل والتخرج مناسبات جميلة تنشر البهجة وتبقى ذكراها طول العمر، ما يتطلب من صاحب المناسبة أحياناً الإبداع والابتكار في تصميم احتفاله دون أن يفكر فيما يتكبده من خسائر، وبالتالي لا بأس من الاحتفال بشكل مدروس لا يؤذي صاحبه ولا يدفعه للاقتراض.



وقالت شروق الشاذلي إن طريقة الاحتفال والإنفاق على المناسبة حرية شخصية، ولا ترى أي مانع من تنفيذها وفق ما يرغب أصحاب العلاقة في حال توافرت لديهم القدرة المالية والرغبة في ذلك، لافتة إلى أنها شخصياً لا تمانع إقامة احتفال يخصها بالطريقة التي تناسبها طالما أنها لا تؤذي الآخرين.



وذكرت ولاء أحمد أن لكل شخص الحرية المطلقة في الاحتفال بمناسباته، متسائلة: من منا لا يرغب في إقامة زفاف ابنته بشكل أسطوري طالما توافرت القدرة والإمكانات؟ لافتة إلى اختلاف أذواق الناس ومقدرتهم.



آثار نفسية واجتماعية

بدورها، أكدت مدربة السلوك الاجتماعي الدولية والمؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي سارية الخاير، أن المبالغة في تكاليف المناسبات كالأفراح والتخرج والولادة وغيرها تخلف آثاراً نفسية واجتماعية غير محمودة، منوهة بأن الاحتفال هدفه الإعلان عن المناسبة ونشر الفرح بمشاركة أفراد الأسرة والأصدقاء.

وأوضحت أن البعض يتنافسون في الاحتفالات بما يشبه حلبة السباق، متغافلين السبب الأساسي للمناسبة والذي بات لا يهم بقدر الاهتمام بالتفاصيل ونشرها على مواقع السوشيال ميديا، ما يتسبب في الكثير من المنغصات والمشاكل الاجتماعية والنفسية لاحقاً، والتي قد تلحق ببعض أفراد الأسرة الذين يمتنعون عن الحضور لعدم قدرتهم على إحضار هدية تناسب مستوى الحفل.



ودعت الخاير أفراد الجمهور بالعودة للحياة الطبيعية والتوجه للبساطة في إقامة الاحتفالات، التي تحمل بين طياتها الكثير من الفرح بعيداً عن البهرجة والنفاق.