الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

عبد الرزاق المدني لـ"الرؤية": موقف مع أستاذ بكلية الطب غير حياتي

عبد الرزاق المدني لـ"الرؤية": موقف مع أستاذ بكلية الطب غير حياتي

عبدالرزاق المدني برفقته أحفاده.

قال استشاري الغدد الصماء والسكري، رئيس اللجنة العليا للمسؤولية الطبية، وأول طبيب إماراتي في مجال الغدد الصماء والسكري الدكتور عبد الرزاق المدني، إنه لم يتوقف يوماً عن الحلم، وأن أهم الاحلام التي حققها هي دراسة الطب، وتثقيف الناس بخطورة مرض السكري ونشر الوعي حول هذا المرض.

وأضاف المدني لـ«الرؤية»، إن موقفاً غير مجرى حياته على يد أستاذه المصري في كلية الطب، ليتخصص في أمراض الغدد الصماء والسكري بدلاً من حلمه بالتخصص في الجراحة، مؤكداً على أن الأطباء الشباب عليهم أن يبذلوا جهوداً استكمال الدراسات العليا وألا يتوقفوا عند البكالوريوس، وأن على جميع الشباب المواطنين أن يدركوا أن بلدهم في حاجة إلى أطباء مواطنين.

- حدثنا عن البدايات في دبي؟

ولدت عام 1953 في دبي، والدي كان تاجراً، ودرست في مدرسة الشعب في دبي، ثم في ثانوية دبي وكنت طالباً متفوقاً أحقق أعلى الدرجات العلمية بين أقراني، وذهبت إلى القاهرة للدراسة في كلية الطب بجامعة عين شمس العريقة، وبعد الجامعة عدت إلى دبي للعمل في مستشفى راشد لمدة 3 سنوات كممارس عام، ثم سافرت إلى ميونخ بألمانيا للدراسات العليا، وحبي للطب نشأ وأنا في المراحل الأولى من المدرسة الثانوية، وقررت اختيار هذه المهنة كوظيفة لي في المستقبل، وأحببت الطب كعلم، نظراً لقلة وجود الأطباء المواطنين، وكذلك بسبب تفوقي واجتهادي في المدرسة، وحصلت على المجموع الذي أردته واستكملت الدراسات العليا ولم أتوقف عند قدر محد من العلم، لذلك أنصح أي طبيب شاب أن يكمل الدراسات العليا بعد التخرج، لأن من يكتفي بشهادة البكالوريوس لا يتطور ولا يتقدم.




- كيف كانت رحلتك لاستكمال الدراسات العليا في ألمانيا؟

كان اختيارنا لألمانيا لأن اللغة الألمانية جديدة، وأردنا معرفة لغات إضافية غير العربية والانجليزية، وفي البداية درسنا اللغة الألمانية لمدة 4 أشهر ثم بدأنا العمل والتدريب في المستشفيات واستكمال الدراسات العليا، وجاءت فكرة تخصصي في الغدد الصماء وأمراض السكري من قصة حدثت أثناء الدراسة في القاهرة، حيث كان هناك الأستاذ الدكتور أحمد غريب في كلية الطب بجامعة عين شمس، وكان شديداً وصارماً للغاية ويخاف الطلاب منه من شدته ومن صرامته، وأمسكني من كتفي وقال لي: من أين أنت؟ قلت له من الإمارات، قال: أريدك أن تتعلم جيداً لكي تفتخر بأنك تعلمت في مصر وتحكي لجميع الأطباء في موطنك أنك تعلمت في مصر، ثم أمرني أن أتولى عرض حالة أحد المرضى في التدريب العملي بالكلية في اليوم التالي، وكانت الحالة لأحد مرضى الغدد الصماء، وقدمت الحالة بشكل جيد للغاية نال استحسان الجميع، وبعد هذه الواقعة تغيرت وجهتي إلى تخصص الغدد الصماء والسكري بعدما كنت أريد أن أصبح جراحاً.

- ما الفرق بين الطب في مراحلك الأولى وحالياً؟

الطب قديماً لم يكن متطوراً مثل اليوم، فمرض السكري أصبح له أكثر من 20 دواء بدلاً من دواءين في الماضي، وأصبح المستشفيات والمراكز الطبية تمتلك عشرات الأنواع من الأشعة، وأيامنا كان الاعتماد على الطبيب للتشخيص، ولكن حالياً يكون الاعتماد الأكبر على الأجهزة والأشعة وغيرها من الوسائل الحديثة.



- ما هواياتك المفضلة؟

أهم هواياتي هي ممارسة الرياضة ولعب كرة القدم، وما زلت أحب الكرة حتى اليوم وكنت أمارسها في ألمانيا وفي مصر، وحالياً لا أقدر على ممارستها ولكني ما زلت مشاهداً جيداً، ومحلياً أشجع نادي الوصل وعالمياً أشجع بايرن ميونخ لأني تعلقت بهذا النادي العريق عند الدراسة في ألمانيا، وأمارس رياضة التنس في الوقت الحالي وهي هوايتي المفضلة بعد الكرة القدم وأمارسها مرة أو مرتين أسبوعياً، كما أمارس رياضة المشي، ومنذ صغري أحب قراءة الكتب والصحف، سواء باللغة العربية أو الإنجليزية.

- هل ورث أبنائك مهنة الطب أيضاً؟

أبنائي لم يحبوا الطب بعدما رأوا أنها مهنة صعبة وبها دراسة طويلة، ولكن بنات أختي كلهن طبيبات، وهن استشاريات في الوقت الحالي في تخصصات مختلفة، ليس من الضروري أن يحب الأبناء مهنة أبيهم في كل الأوقات، خصوصاً أنهم يرون أن مهنة الطب تأخذ معظم وقت الأب، كما يعمل الطبيب في أي وقت ليلاً أو نهاراً حسب الحالات.

- ما المناصب التي تقلدتها في مشوارك المهني؟

عندما عدت من الدراسة في مصر كنت طبيب ممارس في مستشفى راشد، وعندما ذهبت إلى ألمانيا عدت كطبيب أخصائي، ثم استشاري، ثم رئيس قسم الأمراض الباطنية في مستشفى دبي، ثم المدير الطبي لمستشفى دبي التابع لهيئة الصحة بدبي، ثم المدير التنفيذي للمستشفى.

- ماذا تقول لشباب الأطباء المواطنين؟

أقول للشباب بلدكم تحتاج إلى أطباء مواطنين، مع الاحترام للأطباء المقيمين من الدول العربية وغيرها، لكن الدولة تحتاج إلى أبناءها ليكون لهم دور، الطالب لابد أن يعرف أن دولته تحتاج إلى طبيب، وأنصحهم ألا يتوقفوا عند شهادة البكالوريوس، وأن يكملوا الدراسات العليا خصوصاً في المجالات الطبية النادرة غير الموجودة بالدولة، وأن يجروا أبحاثاً في تخصصاتهم، وأن يخرج الطبيب طاقته في الأبحاث، كما أنصح شباب الأطباء أن يستمعوا للمريض وحسن معاملته والإخلاص والدقة وبذل الجهد لكي يصل الطبيب إلى تشخيص الحالة، ومطلوب من الطبيب أن يقرأ ويراجع حتى يصل إلى التشخيص الصحيح.



- ماذا يبكيك؟

أحياناً يبكي الانسان من السعادة وأحياناً يبكي من الحزن، نفرح لشيء ما فتتجدد الدموع، وتنهمر الدموع عند فقدان عزيز، كل سنة كنت أنجح فيها أحصل على الدرجات العالية كنت أبكي، فبكيت عند اكتمال دراساتي العليا وعند تكريمي من الحكومة بجوائز مثل جائزة الشيخ راشد وجائزة الشيخ حمدان الطبية، وبكيت عندما وصل منتخب الإمارات لكرة القدم إلى كأس العالم، ويوم وفاة الوالد بكيت بشدة.

- بماذا تنصح أحفادك؟

أنصح أحفادي بالصفات الحميدة وأهمها الصدق والاجتهاد، وطاعة الوالدين، ودائماً أذكرهم باللغة العربية، مع الأسف يتحدث معظم الأطفال نصف عربي ونصف انجليزي، لماذا نتحدث الإنجليزية عندما نتحدث كعرب مع بعضنا البعض؟، تعلموا العربية وأنتم صغار بدل من الكبر، من الصعب أن يتكلموها في الكبر إذا لم يتعلموها في الصغر، لن يستطيعوا قراءة القرآن لو لم يتعلموا العربية.

- هل توقفت عن الحلم؟

هناك أحلام لم أحققها وهناك أخرى حققتها، طالما أتنفس فأنا أحلم، قصة نجاحي هي أهم الأحلام التي حققتها، وكانت من أهم أحلامي أن نرفع وعي الجمهور بالنسبة لمرض السكري، ليعرف الناس هذا الداء وكيفية التحكم فيه وخطورته ومعرفة عدد الإصابات، ومع زملائي أسسنا جمعية الإمارات للسكري، وكانت أعظم أحلامي تثقيف الناس حول مرض السكري بسبب ارتفاع عدد مرضى السكري في الإمارات.