السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

نهيان بن مبارك: رؤية «أم الإمارات» ألهمتنا جميعاً

نهيان بن مبارك: رؤية «أم الإمارات» ألهمتنا جميعاً

برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات».. أطلقت وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام مساء أمس المؤتمر الدولي «المكانة العالمية للمرأة الإماراتية... نحو الخمسين» بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش ووزيرة تنمية المجتمع حصة بنت عيسى بوحميد، ومشاركة نخبة من أبرز القيادات النسائية العالمية، وذلك ضمن احتفالات الإمارات بيوم المرأة الإماراتية.

وسلط المؤتمر الضوء من خلال جلساته على المكانة العالمية التي حظيت بها المرأة الإماراتية حالياً، وتطور أدوارها على مدى 50 عاماً، وتمكنها من تحقيق حضور بارز في كافة المجالات، ومساهمتها بشكل مباشر في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة، والتي جاءت نتيجة الدعم المتواصل لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، والقيادة الرشيدة التي أولت اهتماماً كبيراً لدعم وتمكين المرأة للقيام بدورها الريادي في خدمة المجتمع.

كما تضمن المؤتمر جلسة «تسامح عابر للأجيال.. بنت، وأم، وجدة» بمشاركة عدد من الأسر الإماراتية من خلال 3 أجيال هي الابنة الأم والجدة لمناقشة دور المرأة الإماراتية في غرس وترسيخ قيم التسامح عبر الأجيال وذلك بالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي.

حضر جلسات المؤتمر رئيسة مؤسسة النساء العاملات بالمكسيك بلانكا إستيلا بيريز فيلالوبوس، ورئيسة السياسة العامة والعلاقات المؤسسية بالبرازيل بياتريس غوسماو، والخبيرة في العلاقات الدولية ومستشارة خارجية لشركة بروكلومبيا من كولومبيا أنجليكا هيريرا، ورئيس مجلس أورلاندو العالمي للتعليم بالولايات المتحدة آن جازارا، ورئيس شركة مينسا للتكنولوجيا بالصين الدكتورة تان مينجشا، ورئيسة مؤسسة «بي برايت» بإسبانيا الدكتورة ساندرا نوجيس ريكاسينز، والأمين العام المساعد للأمم المتحدة ونائب المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة أنيتا بهاتيا، ومن الإمارات مساعدة المدير العام للاستراتيجية والابتكار هدى الهاشمي، وسفيرة الدولة لدى الجبل الأسود نبيلة الشامسي، وأخصائية ابتكار ريم المرزوقي، وأصغر مخترعة إماراتية فاطمة الكعبي، وسيدة أعمال سارة المدني، كما حضرت جلسات المؤتمر المدير العام بوزارة التسامح والتعايش عفراء الصابري.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته الافتتاحية التي وجهها إلى القيادات النسائية العالمية والعربية والإماراتية المشاركة في المؤتمر: «يسعدني أن أرحب بمشاركتكم في احتفالنا بيوم المرأة الإماراتية، ويُشرفني أن أبلغكم تحيات وترحيب راعية هذا المؤتمر (أم الإمارات) سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي ساهمت جهودها في مسيرة التنمية والازدهار في وطننا الحبيب ومنطقتنا بل والعالم أجمع، لقد ألهمنا حماسها ورؤيتها والتزامها بتنمية شاملة ومستدامة إلى تقدير دور المرأة بصفتها قائدة ورائدة في مجتمعنا، وطالما أكدت سموها على حقوق المرأة وأهمية تطوير إمكاناتها وقدراتها في مختلف المجالات، مؤكداً أن كل ما تقوم به سموها قائم على عقيدة راسخة بأن المجتمعات تحقق نجاحات أفضل عندما تمنح المرأة الفرصة لتوظيف ما لديها من معرفة ومهارات ورؤى وطاقات في المجالات المختلفة مثل العمل والتجارة والفنون والصناعة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، ودمجها بشكل كامل في كافة الجهود البشرية، بما في ذلك تربية الأطفال جنباً إلى جنب مع أزواجهن.

وعبر عن فخره واعتزازه بالجهود الكبيرة التي قامت «أم الإمارات» لدعم كافة قضايا المرأة والأسرة الإماراتية، فشكلت جهود سموها الانطلاقة الحقيقية في المسيرة الطويلة في تاريخ المرأة الإماراتية نحو تحقيق مزيد من الحقوق والإنجازات حيث عززت سموها تعليم المرأة وشجعت إنجازاتها وألهمت نجاحها، ولم تتوقف جهود سموها في دعمها للتعليم، ولكنها تخطت ذلك إلى دعمها للصحة وتنمية الأسرة ورفاهية الإنسان في الدولة والمنطقة والعالم، حيث استفادت الإمارات والمنطقة والعالم بأسره كثيراً من رؤيتها وحكمتها.

وأوضح أن الاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية يأتي تجسيداً حياً لرؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صاحب القناعة الراسخة بأن تمكين المرأة أمر ضروري لبناء قوتنا كأمة، وسارت قيادتنا الرشيدة على هذه الرؤية وعملت على تطويرها دائماً، في ضوء إقرارها بأن مشاركة المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل في الجهود المبذولة سوف يدفع دولة الإمارات العربية المتحدة بُخطى أكثر ثقة وسرعة نحو جميع الأهداف التي وضعناها لأنفسنا.. وبفضل هذه القيادة الكريمة توفر الإمارات بيئة وطنية يمكن فيها للنساء والرجال على حد سواء المشاركة بنجاح في مسيرة التقدم المحلي والوطني والعالمي وبناء ثقافة التنمية والاستدامة والفرص والابتكار.

ونبه معاليه إلى أنه يرى أن الاحتفاء بيوم المرأة الإماراتية فرصة للتفكير في ما وصل إليه المجتمع الإماراتي، وفق عدد من الأسئلة، منها: هل تحققت المساواة بين الجنسين؟ هل تصرف الرجال بشجاعة للتحقق من العمل بمبادئ تمكين المرأة على أرض الواقع؟ هل استفادت المرأة من جميع الفرص المتاحة لها؟

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك «بصفتي وزيراً للتسامح والتعايش، تتبادر هذه الأسئلة إلى ذهني بين الحين والآخر، ويسعدني أن أشارككم الإجابات عليها، إن دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بشكل واضح ودون أدنى شك بمبادئ المساواة بين الجنسين، وستجدون ذلك واضحاً على جميع مستويات في المجتمع، وهناك اعتراف حقيقي بأن المرأة تمتلك مواهب ومهارات وخبرات ووجهات نظر أساسية لا تقدر بثمن، لمجتمع مزدهر واقتصاد نابض بالحياة، وأمة تقودها قيادة رشيدة، كما أن هناك العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تمكين المرأة من إطلاق العنان لمهاراتها وقدراتها القيادية، وقد استجابت المرأة لهذه الفرص بطموح قوي، لتحتل نفس مكانة الرجال في المجتمع، حيث تقلدت الكثير من النساء المناصب القيادية في جميع مجالات العمل تقريباً، وزاد عدد النساء اللاتي تلقين التعليم بشكل صحيح، ويتجاوز عدد النساء اللاتي يدرسن في مرحلة التعليم العالي عدد الرجال، وزاد عدد النساء اللائي يتمتعن بصحة جيدة، وأصبحت المرأة المحرك الرئيسي للمشهد الفني النابض بالحياة الذي يسود الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عمّا شاهدناه من ارتفاع ملحوظ في ريادة الأعمال النسائية ومشاركة المرأة في جميع قطاعات الاقتصاد».

من جانبها، أكدت وزيرة تنمية المجتمع حصة بنت عيسى بوحميد، أن ابنة الإمارات استطاعت أن تثبت تميزها وقدرتها في تبوء مختلف المناصب والمجالات بدعم وتوجيهات كريمة من القيادة الرشيدة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، التي أولت المرأة اهتماماً كبيراً ودعماً متواصلاً، لتكون بجنب شقيقها الرجل لخدمة وطنها في مختلف المجالات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وصولاً إلى مستهدفات رؤية مئوية الإمارات 2071، لا سيما ما يتصل بأسرة المستقبل في مجتمع أكثر تماسكاً.

وأضافت أن المرأة الإماراتية أثبتت تميزها خلال الخمسين عاماً، من خلال تبوؤها مختلف المناصب في مختلف المجالات والميادين، ورسمت عبر مشاركاتها الواسعة أسمى وأجمل صور التسامح والتعايش والعطاء والطموح اللامتناهي، وها هي الآن تستعد للصعود إلى الفضاء، بعد أن حققت أرقاماً قياسية على أرض الواقع، لتضع بصمتها بفاعلية في دعم مسيرة التنمية الوطنية الشاملة التي تشهدها دولتنا الحبيبة.

من جانبها، تناولت الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ونائب المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة أنيتا بهاتيا في كلمتها التجربة الإماراتية فيما يتعلق بتمكين المرأة باعتبارها تجربة ملهمة وتعد نموذجاً مطروحاً أمام العالم، مشيدة بالدعم والرعاية والجهود التي تبذلها أم الإمارات في هذا الصدد، والتي كانت أحد أهم عوامل النجاح، إضافة إلى الرؤية الحكيمة لقيادة الإمارات التي بذلت جهودها مقدرة لتحصل المرأة على كل فرص التمكين في كافة المجالات.

وقالت أنيتا بهاتيا: «بداية أتوجه بالشكر لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك لإتاحة معاليه هذه الفرصة لنا للمشاركة في الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، ولعل طموح المرأة للسنوات الخمسين القادمة هو موضوع مناسب للغاية لعام 2021 الذي يتم إعلانه عام الخمسين، وإن رؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ما زالت تلهم العديد من النساء الإماراتيات للانطلاق بخطوات واسعة إلى المستقبل، ونعلم أنها تشكل الآن 50% من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وتمثل المرأة 64% من إجمالي الموظفين في التعليم، والأهم من ذلك أن أكثر من 64% من الأطباء والممرضات والموظفين التقنيين العاملين في الخطوط الأمامية لـCovid-19 من النساء، كما شهدت انطلاقة 2021 أيضاً إطلاقاً ناجحاً للغاية لبعثة الإمارات العربية المتحدة إلى كوكب المريخ.. ورأينا معياراً غير مسبوق لإدماج النساء في قطاع الفضاء هنا، حيث شكلت النساء 34% من البعثة و80% من فريقها العلمي، كما إن قائدة البحث العلمي في البعثات شابة سارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيسة وكالة الفضاء الإماراتية وعالمة، ومن الواضح أن سقف طموحاتها السماء، ونحن نفخر بهذا».

وأضافت: إنه بالنسبة لنا في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تعد الإمارات شريكاً مهماً للغاية وطويل الأمد، وهي لا تزال واحدة من أكبر 10 شركاء في التنمية، ونعمل مع الاتحاد النسائي العام في سلسلة من مبادرات التمكين الاقتصادي للمرأة في الإمارات وفي المنطقة، حيث استفادت المئات من رائدات الأعمال من التدريب المجاني لتنمية أعمالهن بشكل فعال في سوق العمل، نحن نعلم مدى أهمية ذلك بالنسبة للمرأة.

من جهتها، عبرت سفيرة المكسيك بالإمارات فرانسيسكا مينديز عن سعادتها بالمشاركة في المؤتمر الذي يسلط الضوء على التقدم والتمكين المتميزين والمتسقين الذين حققتهما المرأة الإماراتية حالياً، وبرغم عدم المعرفة الكافية على المستوى الدولي بهذه التجربة الرائدة للمرأة الإماراتية، إلا أنها تلعب اليوم دوراً بارزاً في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لدولة الإمارات، حيث تشغل مناصب عالية المسؤولية في كل من القطاعين العام والخاص، فيمكن أن نجد نساء إماراتيات كوزيرات، ورؤساء تنفيذيات لمؤسسات، وعالمات ومبدعات وفنانات ومؤثرات على المستوى الإعلامي والاجتماعي.

وأضافت: أن وجودها بالإمارات أتاح لها الفرصة لأدرك هذا الواقع من خلال تجربتها الدبلوماسية في الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال التعرف على عدد كبير من القيادات النسائية الإماراتية بدا واضحاً أنهن جميعاً متميزات جداً، لإعدادهن الرائع ومهاراتهن وكفاءتهن التي لا جدال فيها.

وقالت رئيس مجلس أورلاندو العالمي للتعليم بالولايات المتحدة آن جازارا: "إنه لشرف عظيم أن أكون معكم في هذا المؤتمر لأتحدث عن تمكين الجيل القادم من النساء الذي سيأتي بعدنا، مؤكدة أن سبب وجودنا جميعاً هنا اليوم هو أن هناك نساء رائعات قد مهدن الطريق لمستقبل المساواة، فمنذ وقت ليس ببعيد لم تكن النساء قادرات حتى على الحصول على أجر مساوٍ للرجل، ويواجهن صراعاً دائماً من أجل الاندماج في مجتمع لا يقدر فكرة أن المرأة قادرة حتى على إدارة أي شيء.

بدورها تناولت رئيسة مؤسسة «بي برايت» بإسبانيا الدكتورة ساندرا نوجيس ريكاسينز في كلمتها رؤية خاصة عن واقع ومستقبل تطور المرأة العربية، مشيدة بحجم الإنجازات التي تحققت حتى الآن، ومثمنة اهتمام وزارة التسامح والتعايش وعلى رأسها معالي الشيخ نهيان بن مبارك بإطلاق هذه النوعية من المؤتمرات التي تسهم في تسليط الضوء على واقع ومستقبل المرأة وأدوارها في مختلف المجالات، ومدى إسهاماتها من أجل تطور المجتمعات والمحافظة على قيمها.

وأوضحت أن بناء المجتمع الصحيح يتم بجرعة متوازنة بين الرجال والنساء، في تعاون محكم، لصالح المجتمع بأسره، ومن خلال فهم علم النفس يمكننا تطوير التمكين، وبالتالي تحقيق المكانة التي تستحقها المرأة في المجتمع، مؤكدة أنها أمضيت أكثر من 20 عاماً في العمل كطبيبة نفسية، وكثير من النساء يعملن في هذا المجال أكثر من الرجال، ونختار المهن لمساعدة الآخرين.