الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

انطلاق اجتماع لجنة أمن المواصلات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

انطلاق اجتماع لجنة أمن المواصلات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

عقد اليوم عن بعد الاجتماع الاول للجنة أمن المواصلات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي صاحبته ندوة متخصصة شارك فيها عدد من الخبراء العالميين والإقليميين، وذلك تحت رعاية وحضور الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، وبالتعاون والتنسيق بين إدارة أمن المواصلات، وهيئة الطرق والمواصلات والاتحاد العالمي للمواصلات العامة.

وحضر الاجتماع والندوة عدد كبير من المسؤولين من الجهات الحكومية والخاصة المعنية بالمواصلات العامة والنقل في كل من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ودولة الكويت وقطر وبحرين وعمان، إلى جانب مشاركين من الجزائر والمغرب ومصر والأردن، بالإضافة إلى عدد من الخبراء والمهتمين عالمياً إلى جانب الكوادر الأمنية المحلية والإقليمية والإعلاميين.

ووجّه الفريق ضاحي خلفان تميم كلمة في بداية الاجتماع قال فيها: يسعدني أن التقي بكم مجدداً أيها الزملاء العاملون في مجال أمن النقل والمواصلات، وهذه المرة نجتمع افتراضياً في اجتماع اللجنة الأمنية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا والملتقى الأمني الأول في قطاع النقل والمواصلات في دبي، والذي تستضيفه إدارة أمن المواصلات بالتعاون مع شركائها المحليين والعالميين؛ لذلك اسمحوا لي أن أنتهز الفرصة لأشكركم على كافة الجهود التي بذلتموها من أجل الإعداد والتنسيق لهذا الحدث الأمني المتميز على مستوى المنطقة والذي يشكلُ فرصة عظيمة للاستفادة من الخبرات والتجارب والأفكار العالمية ونقل المعارف بين الدول وتبادل الدراسات والممارسات التي تسهم في تطوير المنظومة الأمنية في قطاع المواصلات العامة، والذي يشكل تحدياً كبيراً للأجهزة الأمنية بجميع قطاعاتها لحمايته من أي أعمال تخريبية أو إرهابية أو جرائم مخلة بالأمن العام، آملين في الخروج منها بتوصيات ومخرجات لمصلحة القطاع محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وأضاف: منذ تأسيس إدارة أمن المواصلات عام 2008م، وأنا أشهد شخصياً الجهود المتفانية التي تبذلها إدارة أمن المواصلات لترسيخ مفهوم الأمن والحماية لمرتادي القطاع ومنشآته إلى جانب مبادراتها الأمنية بالشراكة مع شركائها، وآخر تلك المبادرات كانت موجهة لتأسيس اللجنة الأمنية وتفعيل دورها لما فيه عائد معرفي وأمني يعود بالنفع على كافة الأعضاء والمشاركين، ولله الحمد اليوم نشارككم نجاح هذه المبادرات من خلال وجودنا جميعاً في هذا الملتقى الذي يعد ذا أهمية كبيرة بالتزامن مع استعدادات الإمارة للحدث العالمي إكسبو دبي 2020م، فكما تعلمون أي فعالية مهما كان حجمها فإن نجاحها مرتبط بنجاح أمن النقل والمواصلات فيها، أولاً لأنها قناة لوصول المشاركين والزائرين والوفود والضيوف للحدث، ووسيلة للتنقل بين أرجائها، فأمن هذه القنوات وسلامتها من أمن الفعالية نفسها ونجاحها، لذلك يقع على عاتق اللجنة الأمنية الوقوف عند أهم التحديات والبحث عن الحلول لها، ورفع التوصيات التي من شأنها أن تساهم في تطوير الأعمال ومهام القطاع للأفضل، وتعزز جاهزيتها لتحديات المرحلة الحالية والمقبلة.

وأضاف الفريق ضاحي خلفان تميم: تابعت مؤخراً إطلاق أول برنامج دبلوم لأمن المواصلات، وانتسب للبرنامج 35 متدرباً من 12 دولة من المختصين في تأمين قطاع النقل والمواصلات، وأحب أن أشيد بالفكرة، حيث إن لها تأثيراً إيجابياً في تطوير معرفة وكفاءة المنتسبين للبرنامج، ما سيكون له بالغ الأثر في تأهيل وتطوير الكوادر الأمنية في قطاع النقل والمواصلات في المنطقة.

وختم قائلاً: يسرني أن أعبر عن مدى اعتزازي بما أعلنته حكومة الإمارات ممثلة بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم حكام الإمارات، بشأن الرؤية التي أعلن عنها مؤخراً للخمسين عاماً القادمة، والتي تتمثل في إحداث نقلة نوعية في المجال الصناعي؛ بل إن عام الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة سيكون بإذن الله عام التخطيط للقفزات الكبيرة لمستقبل الإمارات، ولا شك أن النقل والمواصلات سيكون واحداً من الجوانب التي تشملها الخطة الطموحة، وما التوفيق إلا من عند الله.

من جانبه، ألقى مدير إدارة أمن المواصلات، ورئيس لجنة أمن المواصلات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا العميد عبيد الحثبور، أكد فيها أن إدارة أمن المواصلات ملتزمة بتعزيز الأمن والأمان في إمارة دبي منذ تأسيسها، وذلك من خلال تطوير آليات العمل فيها، واستخدام أحدث الأنظمة في مجالات التأمين واستقطاب الكفاءات التي من شأنها أن تساهم في رفع كفاءة العمل في الإدارة.

وأشاد الحثبور بدور كل من هيئة الطرق والمواصلات بدبي، والاتحاد العالمي للمواصلات العامة في تأسيس اللجنة الأمنية التي بالمنصة الاستشارية المثلى لأعضاء الاتحاد والتي تؤمن لهم مساحات للحوار وتبادل الآراء وعرض التجارب الأمنية، وأضاف أن اللجنة تقع على مسؤوليتها عدة مهام، أهمها تبادل أفضل الممارسات وتحديد وتحليل المخاطر والتحديات التي قد يتعرض لها قطاع أمن المواصلات ووضع الخطط اللازمة لمواجهتها ومعالجة آثارها وتطوير الخبرات وتعزيز التعاون لما فيه المصلحة المشتركة وبالأخص لمرحلة ما بعد التعافي من أزمة كوفيد-19 بالإضافة إلى تعزيز العمل المشترك لرفع كفاءة الأعضاء في مجال قطاع أمن النقل والمواصلات من خلال تطوير آليات ومنهجيات العمل بين الأعضاء.

وتابع: الظروف الاستثنائية التي واجهتها المنطقة والعالم الأجمع وما زلنا نواجهها معاً في ظل أزمة كوفيد-19 وما خلفتها من نتائج وقضايا ذات صلة تعتبر بفضل توجهات حكومتنا الرشيدة وبقيادة حكيمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، محطات قوة لنا ونقلة نوعية مختلفة لكافة الأنظمة والسياسات لمؤسسات ومنظمات قطاع النقل والمواصلات وهذا ما استطعنا إثباته على أرض الواقع بالنظر لعدد المبادرات والمشاريع المنفذة أثناء الأزمة من استخدام الخوذة الذكية في عمليات التأمين، وافتتاح محطة حمدان الذكية للمحاكاة والتدريب، ومؤخراً انطلاق الدبلوم الأمني الأول على مستوى المنطقة.

وشدد الحثبور على أهمية الوقوف وحصر الدروس المستفادة من الفترة الحالية، موضحاً إن أولى الدروس المستفادة من الأزمة تكمن في أهمية الترابط والتكامل بين مختلف الجهود المبذولة لكافة المؤسسات ذات الصلة في القطاع لاستدامة الأعمال فيها، وهذا ما تطمح إدارة أمن المواصلات إلى ترجمته من خلال اللجنة الأمنية الأولى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

بدوره، أشار رئيس الاتحاد العالمي للمواصلات العامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا محمد عبيد الملا إلى أهمية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تمتد على 14 دولة وبعدد سكان يقارب 400 مليون نسمة يسكن نسبة كبيرة منهم في المناطق الحضرية، حيث يضم الإقليم أكثر من 34 مدينة، ولذلك لا بد من التأكيد على دور المواصلات العامة في تسهيل تنقل الملايين من السكان في مدننا المختلفة على أحسن وجه، ويقدر عدد رحلات المواصلات العامة في المنطقة بحوالي 4 مليارات رحلة سنوياً.

وأضاف: لقد بدأنا بالفعل وبحمد الله وبجهود القيادات والفنيين المختلفة تلمّس العديد من المشاريع والمبادرات الضخمة التي تهدف إلى الارتقاء بخدمات المواصلات العامة وتحقيق مبادئ التنمية المستدامة في المنطقة، وبالتأكيد توجد لدينا فرصة مهمة لجعل منطقة الشرق الأوسط مركزاً ونموذجاً عالمياً للتنقل المستدام والابتكار. ولتحقيق هذا الهدف لا بد من تضافر الجهود لتطوير منهجية واضحة وشاملة تأخذ بعين الاعتبار متطلبات مستخدمي وسائط المواصلات العامة وجعل أمنهم وسلامتهم وراحتهم أولوية في هذه المنهجية، ولهذا تأتي أهمية تشكيل لجنة أمن المواصلات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وانعقاد هذه الندوة وخاصة في ظل جائحة كورونا وما تسببت به من آثار جسيمة.

من جانبه، أكد مدير شؤون العضوية والخدمات والتسويق في الاتحاد العالمي للمواصلات العامة خان يلدزغوز، على أهمية أمن المواصلات العامة وضمان رحلة آمنة ومريحة للمستخدمين. وأشار إلى الدور الذي يقوم به الاتحاد من خلال عضوية أكثر من 1800 جهة حكومية وخاصة في 100 بلد حول العالم بهدف دعمها في تحقيق مبادئ التنقل المستدام وتطوير أنظمة مواصلات عامة آمنة وصديقة للبيئة لتسهم في تحسين نوعية الحياة في المدن.

وقال: يسعدني اليوم أن أرى هذا المستوى من التعاون الحثيث مع شركائنا في المنطقة للمساهمة في تبادل المعرفة، الخبرات وبناء القدرات، وأنا فخور جداً بإطلاق أول دبلوم لأمن المواصلات على مستوى العالم في الأسبوع الماضي من خلال مركز التميز للنقل بالتشارك مع إدارة أمن المواصلات وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر لأعضائنا في المنطقة الذين ساهموا بإنجاح هذه المبادرة المهمة متمنياً لهم النجاح في تحقيق أهدافها.

وتضمنت محاور الملتقى الأمني، مجموعة من التجارب والتطبيقات الأمنية في قطاع النقل المواصلات، حيث قام السيد أنطونيو فالنتي، رئيس لجنة الأمن بالاتحاد العالمي للمواصلات العامة ومدير الأمن والمراقبة بمترو لشبونة، البرتغال بالتحدث عن المنظور العالمي لأمن المواصلات، ولحق ذلك عرض قدمه العقيد محمد عبيد العبار، نائب مدير إدارة أمن المواصلات بدبي والذي تمحور حول قصة نجاح أمن المواصلات في إمارة دبي، إلى جانب عرض محور التجربة السعودية في أمن المواصلات والنقل من قبل مشعل المفضي، مدير عام أبحاث النقل والاقتصاد في الهيئة العامة للنقل.

أدار محاور الاجتماع وبرنامج الملتقى الافتراضي الرائد وحيد الجلاف، من إدارة أمن المواصلات اللجنة الأمنية.