الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الإعلان عن الرائدَين الإماراتيَّين المشاركَين في مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن رائدَي الفضاء الإماراتيَّين المشاركَين في مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء عبدالله الحمّادي وصالح العامري.

وأكد محمد بن نشوق، مدير مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء المهمة الحالية خلال مؤتمر صحفي أقيم «عن بعد» من موسكو (مكان تدريبات الفريق) أن رائدَي الفضاء سيشاركون في مهمة سيريوس 21 لمحاكاة الفضاء وهي أول مشاركة من دولة عربية بالتعاون مع معهد أبحاث المشاكل الطبية الحيوية IBMP الذي يمتلك خبرة لأكثر من 50 عاماً في مجال الخدمات الطبية الحيوية والاستكشافات التي ساهمت في خدمة رواد الفضاء فيما يخص الدراسات البشرية.

وأضاف أن مهمة سيريوس 21 هي جزء من سلسلة من المهمات المتتابعة، وهي ليست الأولى كمهمة لكنها ستكون تكميلية لدراسات سابقة كانت ناجحة، مشيراً إلى أن المهمة الحالية للتعايش في بيئة محصورة ومعزولة ذات مدة أطول من المهام السابقة، حيث كانت مدة آخر مهمة لسيريوس 4 أشهر وأدت إلى نتائج ناجحة، فيما قال «هذه المرة ستكون أصعب لأن المدة ستتضاعف لـ8 أشهر».

وأفاد محمد بن نشوق، مدير مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء بأن هناك 6 رواد فضاء دوليين سيشاركون في المحاكاة بمكان واحد في بيئة خاصة تحاكي بيئة الفضاء، ليتمكنوا من التعايش في تلك البيئة في مهمة تحاكي الذهاب للقمر وجمع عينات من سطح القمر حيث قال «المهمة تحاكي الانطلاق من الأرض إلى القمر ثم إلى الأرض مرة أخرى والتي تعادل في الواقع 8 أشهر».

وأردف أن المهمة تدعم وتمهد الطريق للهبوط على كواكب أخرى مثل المريخ، مؤكداً وجود دراسات أخرى في مركز محمد بن راشد للفضاء تخدم مستكشف راشد للقمر وتتماشى مع استراتيجية مشروع المريخ 2117.

وعن كيفية اختيار الطاقم، ذكر مدير مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء المعايير التي تم الاتفاق مع معهد الطب الحيوي في موسكو، وقال «أولاً يجب أن يكون لائقاً طبياً، ولديه معرفة علمية وتكنولوجية عالية، ويجتاز الفحص النفسي في مراحله المتعددة، ويتملك صفات الشغف وروح الفريق وسرعة التعلم والصبر والمهارات القيادية وفهم أهداف المهمة والاستعداد للتضحية من أجلها».

وقال إن الخطة الزمنية بدأت منذ 2019 للإعداد للمهمة وبدء الدراسات، وتم اختبار الطاقم ثم وصلوا إلى العاصمة الروسية موسكو في 1 سبتمبر ليدخلوا فترة العزل في 20 أكتوبر ثم يدخل الرائد الذي يتم عليه الاختيار المحطة في نوفمبر وستبدأ الهمة لمدة 8 أشهر لتنتهي في شهر أغسطس 2022 وبعدها سيكون هناك فترة للفحص والتقييم.

تأثيرات نفسية

وأفاد مدير مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء محمد بن نشوق لـ«الرؤية» بأن هناك تأثيرات نفسية وجسدية ستتم دراستها، مشيراً إلى أن فريقاً من الأطباء سيرافقون رواد الفضاء وسيدققون عليهم يومياً بعد، مؤكداً وجود دراسات متتالية لمهمات سابقة ناجحة، وسيكون هناك 68 تجربة علمية يؤديها الرواد خلال الـ8 أشهر ضمن برنامج محدد ودقيق يضمن عدم وجود تأثيرات صحية سلبية فيما تحاكي البيئة الموجودة في البرنامج بيئة الفضاء الخارجي وقال: «هناك متغيرات على الجسد ولذلك نحتاج بعد انتهاء المهمة للمراجعة النفسية والبدنية في عملية مشابهة لما يحدث في المهمة الفضائية الدولية».

وأوضح أن محطة المحاكاة تشبه محطة الفضاء الدولية وهناك اتصال بين الأرض ويستطيع الرواد لتواصل في الفترة الأولى لكن هناك تأخير في الاتصال، وأضاف أنه بعد 8 أشهر بعيداً عن مجال الكرة الأرضية سيكون هنا فترات محددة للتواصل مع الأهل والأصدقاء، ولن يكون التواصل مباشراً، بل سيكون هناك تأخير، وأكد وجود فترات راحة يمارس فيها الرواد الأنشطة التي تستهويهم.

برنامج مستدام

من جانبه، أفاد مدير مشروع المريخ 2117 في مركز محمد بن راشد للفضاء المهندس عدنان الريس، بأن هدف البرنامج أن يكون مستداماً واليوم نحن في أول مهمة لمدة 8 أشهر بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية ومركز الأبحاث الروسية وستكون لدينا مشاريع وبرامج أخرى في المستقبل ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء، مشيراً إلى أن هدف استدامة البرنامج هو تطوير الكوادر الوطنية وتطوير قطاع العلوم والتقنية في الإمارات ومن خلال البرنامج ندعم البرامج المختلفة في المركز مثل استراتيجية المريخ 2117 وبرنامج رواد الفضاء والبرامج التقنية المختلفة، مشيراً إلى أن مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء هو منصة لتطوير العلوم والتقنيات.

وذكر مدير مشروع المريخ 2117 أن برنامج محاكاة الفضاء من البرامج الرئيسية، وبعد الانتهاء من المهمة سيكون هناك مهمة ثانية وثالثة مستقبلية، وقال «لدينا تواصل مع وكالات الفضاء الدولية للإعداد للمهمة التالية، وسيشارك الرواد في مهام مستقبلية وسنفتح المجال للانضمام للآخرين حتى يكون لدينا كوادر وطنية حيث إن المجال مفتوح للكوادر الوطنية المهتمة للدخول في البرنامج في المستقبل، ولدينا طريقة واضحة للدخول في البرنامج، وهدفنا أن نطور من كوادرنا الوطنية ونفتح مجال سواء لمحاكاة الفضاء أو رواد الفضاء.»

وأضاف أن الخبرات المكتسبة لروادنا ستفيدنا في مشروع المريخ 2117 والأهداف المستقبلية لبناء مثل تلك المنشآت في الإمارات.

وقال المهندس عدنان الريس، إن عملية اختيار الطاقم الرئيسي والبديل ستتم بعد انتهاء التجارب والتمارين والمختلفة وبعد انتهاء العزل الطبي في 20 أكتوبر، وقال «قبل المهمة بأيام أي في نوفمبر سيتم الاختيار، وهناك برنامج واضح للتدريب والية واضحة لاختيار الرواد بالشراكة مع وكالة الفضاء الروسية ووكالة الفضاء الأمريكية ناسا وسيتم التشاور معهم لاختيار الطاقم الرئيسي والطاقم البديل بعد اختبارات كثيرة سيمر عليها الرواد».

أكد مدير مشروع المريخ 2117 في مركز محمد بن راشد للفضاء أن الإمارات تطور علوماً وتقنيات وكوادر وطنية ومجتمعاً علمياً من خلال أبحاث الجامعات الإماراتية في الفضاء التي ستساهم في المشاريع العلمية، مشيراً إلى تطوير تقنية الروبوتات في مشروع الإمارات لاستكشاف القمر والتي تساهم في تطوير استراتيجية المريخ 2117 وقال «سيكون لروادنا تجارب على تقنيات الروبوتات خلال التدريب وبدؤوا بالفعل في تجارب حيث أن الروبوتات والتقنيات التي سيتدرب عليها الرواد في برنامج الإمارات لمحاكات الفضاء هي التي ستستخدم في المستقبل في مهمات فضائية مختلفة وهذه الروبوتات هي تقنيات من شركاء علميين مختلفين من وكالات فضاء وجامعات عالمية مختلفة».

وأضاف أن هناك تحديات لإرسال أول إنسان إلى المريخ للهبوط والعيش هناك والنجاة ابتداء من تقنية المركبة التي ستصل للمريخ حاملة الرواد لمدة 8 أشهر وتقنية لهبوط الإنسان على سطحه والموارد والبيئة الصعبة والماء والطعام، مشيراً إلى أن مركز محمد بن راشد للفضاء وضمن مشروع المريخ 2117 يسعى إلى الإجابة عن هذه الأسئلة لنشارك العالم مهمته للاستقرار على المريخ والنجاة على سطحه كما أن مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء يسعى لفهم تأثير الرحلات الطويلة وعملية الإطلاق والمعيشة في بيئة منعزلة عن العالم الخارجي.

من يكون رائد محاكاة الفضاء عبدالله الحمادي؟

عبدالله الحمادي، أول رائد فضاء ضمن مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء، من سكان مدينة خورفكان حاصل على بكالوريوس العلوم الميكانيكية من جامعة أبوظبي وشهادة هندسة الطيران من جامعة مانشستر ميتروبوليتان في المملكة المتحدة، ويعمل في القوات المسلحة منذ 17 عاماً.

أكد الحمادي أن حب المطالعة وشغفه بالفضاء لازمه منذ الصغر، ولهذا تقدم لبرنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء فور الإعلان عنه، وخاض فحوصات طبية ومقابلات شخصية واختبارات نفسية ليصل إلى المراحل النهائية ويدخل تدريبات ما قبل المهمة.

من يكون رائد محاكاة الفضاء صالح العامري؟

صالح عمر العامري أول رائد فضاء ضمن مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء من إمارة أبوظبي وهو خريج جامعة خليفة في الهندسة الميكانيكية، ومهندس ميكانيكي في شركة أدنوك منذ 6 أعوام.

أكد أن شغفه في الفضاء تساوق مع شغفه وحبه لممارسة رياضة القفز الحر، حيث كان يطالع الأخبار والمجلات العلمية في مجال الفضاء ويتابع أخبار رواد الفضاء وقال: فور الإعلان عن البرنامج كنت من أوائل المتقدمين ومررت باختبارات جسدية وطبية وبعد اجتياز الاختبارات، استطعنا الوصول إلى هذا المكان أنا وأخي عبدالله الحمادي.

وأضاف «نحن في موسكو وجزء من تدريباتنا سيكون مع فريق وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ووكالة الفضاء الروسية» فيما ذكر أن الفريق يتدرب الآن على مختلف الجوانب والاختبارات النفسية والتجارب العلمية لتمثيل الدولة في تجربة علمية وعملية ستعود بالنفع لقطاع الفضاء في الإمارات والعالم.