السبت - 27 يوليو 2024
السبت - 27 يوليو 2024

دراسة حول الدور الإيجابي للخطاب العاطفي للحد من التغير المناخي

دراسة حول الدور الإيجابي للخطاب العاطفي للحد من التغير المناخي
نشرت جامعة نيويورك أبوظبي دراسة من أربعة أجزاء في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية، بإشراف الباحثة المساعدة كلوديا ف. نيسا والأستاذة المساعدة في علم النفس جوسلين جيه بيلانجر، حيث بينت الدراسة أن تحفيز الشعور بالأمان من خلال الارتباط العاطفي، يزيد من درجة تقبل أفراد المجتمع واهتمامهم واستعدادهم لتحمل التكاليف بهدف الحد من تغير المناخ.

ويمكن تعريف فكرة الروابط العاطفية بأنها نظام سلوكي فطري يجمع بين الأشخاص، حيث يتيح الشعور بالأمان نتيجة الارتباط بالآخرين تعزيز التعاطف بشكل أسهل بين الأشخاص الذين يندرجون ضمن مجموعة واحدة، إضافةً إلى التعاطف مع الغرباء والبشرية عموماً، وتُعد هذه الدراسة إنجازاً رائداً من ناحيتين.

إذ أظهرت أنه من الممكن تفادي معارضة الأفراد المحافظين سياسياً لمسألة الحد من التغير المناخي، حيث لم يُترك فيديو نموذجي من ناشيونال جيوغرافيك يستعرض حقائق حول تغير المناخ أي أثر عليهم، بينما زادت تبرعاتهم النقدية للمجموعات الناشطة بمجال البيئة إلى درجة مماثلة لأصحاب التوجهات السياسية المختلفة عنهم، عند عرض صور حفزت شعورهم بالأمان من خلال الارتباط العاطفي، ويوفر هذا وسيلة جديدة تسهل الوصول إلى المعارضين لمفهوم تغير المناخ بسبب أيديولوجيتهم السياسية، عن طريق إثارة تعاطفهم تجاه الآخرين بدلاً من عرض مزيد من المعلومات.


كما تُظهر هذه الدراسة إمكانية اعتماد تحفيز الشعور بالأمان من خلال الارتباط العاطفي بنجاح، كإجراء تدخّل فعال وقابل للتطبيق للحد من التغير المناخي.


وتم إجراء دراسة ميدانية في حرم جامعة نيويورك أبوظبي، تضمنت عرض لافتتين في الكافتيريا في أيام مختلفة على مدار شهر، وذكرت إحداهما رسالة قائمة على المعلومات حملت عبارة «مخلفات الطعام تؤدي إلى انبعاث غازات تسبب الاحتباس الحراري.. خففوا من هدر الطعام»، وتضمنت الأخرى رسالة لتحفيز الشعور بالأمان من خلال الارتباط العاطفي حملت عبارة «أنقذوا أمّنا الأرض بالحد من هدر الطعام»، إلى جانب صورة لامرأة تحمل كوكب الأرض في بطنها.

وراقب الباحثون أكثر من 140 ألف وجبة غذائية تم تقديمها على الفطور والغداء والعشاء في الكافتيريا لمدة ثلاثة أشهر، بما في ذلك فترة ما قبل التدخل وبعده، بدعم لوجستي من شركة أبوظبي الوطنية للفنادق، شريك المأكولات والمشروبات لجامعة نيويورك أبوظبي، ووجدوا أن لافتة «أنقذوا أمّنا الأرض» كانت أكثر فاعلية في الحد من هدر الطعام من التي تحمل معلومات متعلقة بالانبعاثات.

وبلغ متوسط التوفير في الهدر الذي تم تحقيقه بفضل لافتة الارتباط العاطفي 0.003 كغم لكل وجبة، وتبدو النسبة ضئيلة، لكن عند الأخذ بعين الاعتبار أن كافتيريا الجامعة تقدم حوالي ألفَي وجبة يومياً، يصبح حجم التوفير حوالي 6 كغم من الطعام المهدور يومياً.

وتعليقاً، قالت نيسا: «نستعرض من خلال هذه الدراسة دور تحفيز الشعور بالأمان من خلال الارتباط العاطفي في التأثير على مدى الإحساس بالمسؤولية الشخصية تجاه التغير المناخي من خلال زيادة التعاطف مع الإنسانية.. وهكذا يمكننا تفادي معارضة الأفراد المحافظين سياسياً من جهة، وتوفير المعلومات اللازمة لإعداد استراتيجيات التدخل والسياسات اللازمة لمكافحة التغير المناخي من جهة أخرى».