الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

دبي تشهد إجراء أول جراحتين بالروبوت للتبرع بالكُلى في الدولة

دبي تشهد إجراء أول جراحتين بالروبوت للتبرع بالكُلى في الدولة

الدكتور فرهاد جناحي. (من المصدر)

أعلنت جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وميديكلينيك الشرق الأوسط، إتمام أول عمليات تبرع بالكلى بواسطة الروبوت في دولة الإمارات بنجاح لمريضين في ميديكلينيك مستشفى المدينة بدبي، في إنجاز جديد يعزز مكانة دبي في الابتكار الطبي واكتشاف حلول جديدة لمواجهة التحديات الصحية في المستقبل باستخدام أحدث التقنيات.

وأجريت العمليتان الجراحيتان لاستئصال الكُلى السليمة من متبرعين أحياء، واستمرت كل عملية منهما نحو 3 ساعات، باستخدام أحدث منظومات «دافنشي» الجراحية التي تعتمد على أذرع روبوتية صغيرة تحاكي براعة يد الجراح الطبيعية.

وفي تعليق له، أكد المدير العام لهيئة الصحة في دبي عوض صغير الكتبي، أن ما تم يُعد إنجازاً مهماً يضاف لرصيد إنجازات دولة الإمارات والنجاحات التي تحققها دبي في القطاع الصحي، الذي يشهد تطوراً لافتاً على مستوى سياساته وبروتوكولاته وأنظمة الرعاية الطبية بمختلف تخصصاتها.


وقال الكتبي: «إن القطاع الصحي في دبي ودولة الإمارات يماثل أكبر القطاعات الصحية تقدماً في العالم، وذلك مع توفر النخب الطبية والكوادر البشرية المتميزة، وأحدث التقنيات والحلول الذكية، إلى جانب توفر الخطط والرؤى المستقبلية والبرامج التطويرية، التي من شأنها زيادة قدراتنا التنافسية في هذا القطاع الحيوي».


فعالية ودقة

وأوضح الدكتور فرهاد جناحي، الأستاذ المساعد في الجراحة في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، واستشاري المسالك البولية وجرّاح زراعة الأعضاء وعضو فريق زراعة الأعضاء في ميديكلينك مستشفى المدينة، أن فريقاً من الجراحين أشرف على الذراع الروبوتية باستخدام وحدة تحكم مكّنتهم من استئصال كلية المتبرع عبر جروح صغيرة.

وقال الدكتور جناحي: «تقع الكلى في الجزء الخلفي من تجويف البطن خلف الأمعاء، وهي مساحة صغيرة يصعب الوصول إليها، وتوفر أجهزة الذراع الروبوتية نطاق حركة أكبر نظراً لصغر حجم ذراع الروبوت بالمقارنة مع معصم الإنسان وتمتاز بحركة فعالة ودقيقة، وهو ما يُعدّ أمراً مفيداً للغاية عند التعامل مع المناطق التشريحية العميقة. كما تتميز بالسلامة والأمان، حيث تساعد الجروح الصغيرة مع التدخل الدقيق في تقليل الألم وإحداث الندب والتقليل من فرص إصابة الأمعاء، وبالتالي اختصار فترة المكوث في المستشفى وتسريع العودة إلى الحياة الطبيعية».

وأضاف: «بالنيابة عن المرضى وأسرهم وجميع العاملين في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، أتوجه بجزيل الشكر والامتنان لجميع المتبرعين لمساهمتهم في إنقاذ العديد من الأرواح».

وأُجريت الجراحة لمريضين مقيمين في دبي، أحدهما يبلغ من العمر 42 عاماً، وكان يخضع قبل العملية لغسيل الكلى بسبب قصور كلوي في مراحله المتقدمة، وتلقّى الكلية من شقيقه الأصغر الذي يعيش أيضاً في دبي، والمريض الآخر يبلغ من العمر 32 عاماً، وتلقّى الكلية من ابن عمه الذي قدم إلى دبي للتبرع بكليته.

إنجاز طبي

من جهته، قال مدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية الدكتور عامر أحمد شريف: «نفخر في الجامعة أن نكون جزءاً من هذا الإنجاز الطبي المهم في دولة الإمارات، فرسالة الجامعة هي النهوض بمستوى الصحة في دبي ودولة الإمارات وخارجها من خلال الممارسات المبتكرة والرائدة. ويأتي نجاح هذه العمليات الجراحية الذي تحقق بفضل التعاون مع شركائنا الإكلينيكيين ليؤكد فاعلية النظام الصحي الأكاديمي الشامل. ونتوجه بالشكر الجزيل إلى المتبرعين، وفريق العمل الجراحي وكل من ساهم في إنجاح هذا الإنجاز».

تطوير مستمر

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة ميديكلينيك الشرق الأوسط ديفيد هادلي: «هاتان العمليتان الجراحيتان تشكلان علامة فارقة في عملية التطوير المستمر لبرنامج زراعة الكلى في دبي. ومن خلال دعم حكومة دبي وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، قطع البرنامج شوطاً كبيراً منذ إجراء أول عملية زراعة كُلى في ميديكلينيك مستشفى المدينة في عام 2016. تفخر ميديكلينيك بالشراكة مع الجامعة بتقديم أحدث التقنيات الجراحية والخبرات الطبية لمجتمع دولة الإمارات».