الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

استطلاع الرؤية: 51% يؤيدون تغيير أساليب التعليم لتلائم طلبة «الحضوري»

أكد 51% من المشاركين في استطلاع أجرته «الرؤية» أن تغيير أساليب التعليم من الأدوات المهمة لتكيّف الطلبة مجدداً مع البيئة التعليمية، ولا سيما بعد عودتهم للمدارس حضورياً، ومعايشتهم السابقة للتعليم عن بعد لأكثر من 18 شهراً.

وحول ذات الموضوع، أكد 47% من المصوتين في الاستطلاع على حساب الصحيفة في «تويتر»، ضرورة التهيئة النفسية للطلبة قبل مباشرة التعليم الواقعي بالبيئة الصفية، بينما أجاب 7% أن التواصل مع ذوي الطلبة من قبل إدارة المدرسة لوضع منهج تعامل مناسب لكل طالب هو الطريقة المثلى لإعادة دمج الطلبة بمدارسهم.

وأكد ذوو طلبة، بلقاءات مباشرة معهم، أهمية توافر التفاعل المباشر بين المعلم والطالب داخل الفصل الدراسي وتفعيل دور الحماس والدافعية لدى الطلبة، وكذلك الدمج بين الحصص الواقعية والمرئية، اعتماداً على التفكير التحليلي.

تفاعل مباشر

وتفصيلاً، رأت ناعمة حمد، وهي أم لثلاثة طلبة بمراحل تعليمية مختلفة، ضرورة تغيير الأساليب المتبعة في العملية التعليمية عبر تغيير طرق شرح الدروس داخل الصف، والاعتماد على التعامل المباشر، بعيداً عن استخدام الأجهزة اللوحية الذكية، حتى يتسنى للطالب التفاعل مع المعلم وخلق جو من الود والألفة، ولا سيما أن معظم الطلبة عادوا لمقاعد الدراسة وفي داخلهم مشاعر متضاربة وأسئلة متباينة حول الطرق الجديدة المتبعة في التدريس، بعد فترة استمرت لأكثر من عام ونصف العام، خضع خلالها الطلبة للتعليم عن بعد من بيوتهم، ما أحدث ترسبات نفسية بنفوسهم جعلتهم يميلون للعزلة وعدم التفاعل مع زملائهم ومعلميهم لأن شرح الدروس كان من خلف شاشات الأجهزة.

وأضافت: «لذا يجب على المعلمين مراعاة التغييرات السلوكية في شخصية الطلبة كونهم مروا بمراحل من التغييرات في أساليب وأنماط حياتهم، تضمنت تقييد حركة الأشخاص والأسر، وإبقاءهم في بيوتهم في بداية الجائحة، وسبقها مباشرة تطبيق نظام التعليم عن بُعد، بشكل مفاجئ دون وجود أي تهيئة نفسية مسبقة لهم، لذا فإن المدارس مطالبة بتوفير منظومة تعليمية محدّثة تراعي التغييرات التي مرّ بها الطلبة لتهيئة الطلاب نفسياً وصحياً للعودة للمدارس، وبث روح الإيجابية والطمأنينة في نفوسهم، لتحقيق التوازن والاستقرار النفسي لهم».

الحماس والدافعية

وأيدها في الرأي معتز الباهي، ولي أمر لطالب في الحلقة الأولى بإحدى المدارس الخاصة، الذي أشار إلى أهمية تنويع أساليب التقييم والاختبارات ومهام الأداء وتكييف المناهج الدراسية لتلائم الواقع الجديد وتلبي الاحتياجات الفردية للطلبة لضمان استمرار حماسهم ودافعيتهم، كون هذا الأمر أضحى مطلباً ملحاً في المرحلة الحالية المتزامنة مع عودتهم لمقاعد الدراسة بالفصول النظامية، إذ يجب على إدارات المدارس تغيير أساليب تعليمها المتبع سابقاً، عبر تطبيق نظم حديثة تعتمد على الدمج بين الحصص الدراسية المباشرة والإلكترونية داخل الفصل التعليمي، وكذلك تغيير نظام الاختبارات الفصلية بحيث تخصص لها درجات أقل من السابق، ورصد درجات على تفاعل الطالب مع المعلم.

وقال إن الأساليب الحديثة والأدوات التكنولوجية أضحت لغة العصر في العملية التعليمية، كونها تخاطب العقول وتعزز من مهارات الطالب المتعلقة بالتقنية والذكاء الاصطناعي، وكذلك تُعلمه أسس التفكير المنطقي والتحليلي للأحداث المفاجئة، مثل الإعلان عن حالات طوارئ بسبب انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.

خارج الصندوق

علي عبدان، والد لطالبتين في المرحلة الثانوية، قال: «على الرغم من أن التهيئة النفسية للطلبة مطلب مهم كونها تسهم في ضبط سلوكهم وتكيفهم مع البيئة التعليمية عند عودتهم للتعليم الواقعي، إلا أن تغيير أساليب الحصص التعليمية والجو العام هو الأهم لبعض المناهج التعليمية، بحيث تكون داخل حرم المدرسة أو الملعب الرياضي أو حديقة عامة، لإعطاء مساحة للطالب للتفكير خارج الصندوق عند تفسيره لمعلومات الدروس أو حل بعض المسائل الرياضية والمعادلات العلمية»، لافتاً إلى أهمية التواصل بين ذوي الطلبة وإدارات المدارس لتزويدهم بكافة المعلومات الخاصة بسلوكيات أبنائهم خلال بقائهم في البيوت أثناء تطبيق التعليم عن بُعد، والوقوف على الحلول المناسبة لاتباع منهجية تربوية تسهم في تكيفهم مع البيئة التعليمية مجدداً بعد انقطاع استمر لأكثر من عام.

دمج اجتماعي

من جانبه، رأى عمران عامر، خبير وموجه تربوي، أن العودة التدريجية للطلبة إلى الدراسة الحضورية هي الأنسب لتحقيق التكيف والتهيئة النفسية لديهم، عبر تطبيق النظام الهجين في التعليم، كونه يحقق هذا الغرض، كذلك يجب على إدارات المدارس تخصيص برامج أسبوعية للطلبة ضمن جداولها التعليمية، بهدف تحقيق الدمج الاجتماعي مع زملائهم ومعلميهم، ومراقبة سلوكياتهم اليومية، وقياس مستوى العدوانية لديهم، لأن الحالات النفسية التي يتعرض لها الأطفال مثل الاكتئاب والحزن واستنكار الواقع تظهر لديهم على هيئة اضطرابات سلوكية، لذا يجب رصد أي تغييرات في تعامل الطالب مع زملائه سواء في الصف أو الحافلة المدرسية.

ولفت إلى أن الجانب السلوكي لا ينفصل عن النفسي للطلبة، لذا فمن الطبيعي أن يسيطر التوتر على تصرفات البعض في بداية العودة للتعلم الحضوري بعد انقطاع استمر لأكثر من موسم دراسي، وعند رصد هذه التغيرات فيجب إبلاغ المدرسة بها، كذلك يجب رصد أي ملاحظات تتعلق بسلوكهم، وعمل دراسة حالة لهم من قبل متخصصين للعمل على علاج.