السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

كبار المواطنين: رفع العلم بشرى تاريخية على هتاف «عاشت الإمارات.. عاش زايد»

كبار المواطنين: رفع العلم بشرى تاريخية على هتاف «عاشت الإمارات.. عاش زايد»
وصف كبار المواطنين لحظة رفع علم الإمارات للمرة الأولى بـ«البشرى التاريخية»، إذ أٌعلِن فيها ميلاد دولة الاتحاد التي صنعت حضارة كبيرة ومجداً شامخاً، يعكس شخصية أبنائها الشجعان ورجالها الذين خلدوا هذا الحدث الكبير المترسخ بالقلوب والوجدان، وجعلوا منه أسطورة فريدة ستظل تُروى للأجيال القادمة بفخر واعتزاز لا مثيل لهما.

وأكدوا لـ«الرؤية»، أن خبر رفع العلم أمطر على قلوبهم فرحاً وبهجة، إيذاناً بمستقبل مزدهر وحياة مرفهة، إذ تعالت الأصوات مستبشرة بالحدث السعيد، واحتفل الجميع بالتجمع في المجالس حول الولائم، وخرج الأطفال والنساء في الساحات بهتاف «عاشت الإمارات.. عاش زايد».



لحظة تاريخية

من جانبه، وصف مطر غرير لحظة رفع علم الإمارات لأول مرة لأعلى السارية وحوله الحكام والشيوخ مؤسسو الاتحاد، بالتاريخية، حيث أُعلِن فيها عن ميلاد شعب وأمة، وبداية مسيرة طويلة تحمل للإمارات مستقبلاً من النجاحات اللامنتهية.

وأضاف «أتذكر جيداً هذه اللحظات القريبة من الروح والمحفورة في ذاكرة الزمن، إذ كنتُ عائداً من رحلة صيد بحرية استمرت لأكثر من أسبوعين وكنا نحمل معنا على ظهر (المحمل) مذياعاً صغيراً، فسمعنا صوت المذيع معلناً لحظة رفع أول علم للدولة الوليدة، شعرنا وقتها بفرحة كالغيث الهاطل من السماء، على الرغم من علامات التعب التي كانت تكسو الوجوه المرهقة جراء مشقة البحر، هللت الأصوات مستبشرة بهذا الحدث السعيد وتطلعت العيون ممتنة للسماء، موقنة بأن هذه اللحظة بمثابة إيذان بمستقبل مزدهر وحياة مرفهة وحضارة عظيمة».

وتابع أنه بعد العودة من رحلة الصيد، كانت النساء والأطفال في استقبالهم حاملين علم دولة الإمارات عالياً، وخلال أسابيع قليلة كان يرفرف فوق البيوت الطينية وأعلى المحال التجارية البسيطة، حيث أدرك شعب الإمارات قيمة هذا الرمز ومعانيه الوطنية السامية.



قيمة وطنية

وتذكرت آمنة خالد اللحظات الأولى التي عايشتها أثناء رفع علم الاتحاد، قائلة إنه قبل رفع العلم بأيام قليلة تناقل الأصدقاء والمقربون أخباراً في التجمعات وأحاديث المجالس، حول الإعلان عن قيام دولة الإمارات والاتحاد الذي يصاحبه رفع العلم، والذي أضحى اليوم أحد الشواهد الواقعية الباقية دوماً في القلب والوجدان.

وأكدت «منذ اللحظة الأولى التي رفع فيها علم الإمارات بيد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان، طيب الله ثراه، أدركنا قِيمه الوطنية والمعاني السامية لألوانه التي تعبر عن التاريخ التليد للدولة، ففي اليوم الذي شاهدتُ فيه العلم يرفع عبر شاشات التلفاز، رأيتُ الأطفال يلتفون حول آبائهم ليشرحوا لهم معاني الإباء والسلام والتضحية التي يُعبِر عنها هذا العلم، الذي تزامن رفعه مع الإعلان عن اتحاد دولة الإمارات، وهو الحدث الذي سجله التاريخ الإنساني بأحرف من ذهب».

وتابعت «بعد أشهر قليلة من الإعلان عن رفع العلم، شاهدنا الطلبة يرفعونه أعلى الساريات بساحات المدارس وعيونهم تبتهج فرحاً وتفيض نفوسهم فخراً واعتزازاً بهذا الرمز التاريخي، الذي أضحى ذا مكانة كبيرة في نفوس الجميع بما فيهم كبار السن والأطفال والشباب».



أسطورة فريدة

وقال راشد الضبعة إنه عندما يتذكر بعزة وسمو اللحظات الأولى التي رفع بها علم الإمارات، يدرك أنه محظوظ كونه عايش هذا الحدث الكبير الذي خلدته سواعد الرجال، وجعلت منه أسطورة فريدة ستظل تُروى للأجيال القادمة.

وأوضح أنه عند الإعلان عن يوم الاتحاد الذي رافقه رفع علم الإمارات من قبل المؤسسين لم يكن لديه جهاز مذياع أو تلفاز، لكنه وأسرته علموا بهذا الحدث التاريخي عند سماع أصوات الأطفال والنساء في الساحات الرملية مهللين فرحاً، وينادون بصوت واحد «عاشت الإمارات.. عاش زايد»، مؤكداً أنه أدرك وقتها أن الحدث ليس فقط رفع قطعة قماش فوق سارية، بل ميلاد دولة وإعلان بدء بناء حضارة.

وتابع «في الأيام التالية لرفع العلم.. تجمعت الأسر في البيوت والنساء بالمجالس حول الولائم المكونة من الأرز واللحوم احتفاء بهذه المناسبة السعيدة، التي ولدت على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والحكام المؤسسين، رحمهم الله، وظلت قصة كفاح وبطولة تُروى للأجيال وللمستقبل المجيد».



بشرى سعيدة

أما مصبح بن جاسم الطنيجي، فيروي ما جادت به ذاكرته عن لحظة رفع علم الإمارات للمرة الأولى بقوله «كنا وقتها في فصل الشتاء والطقس بارد، وكنتُ مع والدي وأخوتي نلتف حول النار داخل الخيمة الخاصة بنا إذ لم نكن نملك بيوتاً حديثة وقتها، فإذا بأحد جيراننا يقدم إلينا مستبشراً حاملاً النبأ السعيد برفع علم الإمارات إيذاناً بالإعلان عن اتحادها، حينها لم نسأل عن تفاصيل الحدث إذ مُلِئت أعيننا بدموع الفرح وارتفعت أنظارنا للسماء، نشكر الله تعالى عن نعمة الإمارات التي منّ بها على أصحاب الأرض الذين عاشوا عقوداً من الكدح والعمل الشاق المتواصل بحثاً عن لقمة العيش والاستقرار».

وتابع أنه مع مرور 50 عاماً على رفع العلم الغالي أدركنا قيمته التاريخية ومكانته العزيزة على القلوب، كونه شاهداً على أهم حدث في الدولة، مشيراً إلى أنه دائماً يتذكر أنه عايش حقبتين من الزمن، ومرحلة انتقالية مهمة، فوقت الإعلان عن رفع علم الإمارات للمرة الأولى كان عمره لا يتجاوز الثلاثين عاماً.