الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الطاير: 210 مليارات درهم وفرتها مشاريع الطرق والنقل في دبي خلال 14 عاماً

الطاير: 210 مليارات درهم وفرتها مشاريع الطرق والنقل في دبي خلال 14 عاماً

الطاير خلال الجلسة. (من المصدر)

كشف المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات بدبي مطر محمد الطاير، أن الاستثمارات الضخمة لحكومة دبي في تطوير البنية التحتية لقطاعي الطرق والنقل، ساهمت في توفير قرابة 220 مليار درهم (60 مليار دولار)، من قيمة الوقت والوقود المهدرين، بسبب الازدحامات المرورية، خلال الفترة من 2006 إلى 2020، وفي المقابل بلغ إجمالي حجم الاستثمار لتطوير الطرق والنقل، خلال الفترة نفسها أكثر من 140 مليار درهم (40 مليار دولار).

جاء ذلك في الكلمة الرئيسية للمؤتمر العالمي للاتحاد الدولي للطرق، التي كانت بعنوان: (طرق المستقبل: مسار دبي إلى التنقل المستدام)، بحضور عدد المسؤولين وممثلي الهيئات والمؤسسات.

أرقام وإنجازات

وقدم الطاير عرضاً عن عناصر التميز في إدارة مشاريع البنية التحتية التي تعد أحد أهم محاور التنمية الشاملة والمحرك الرئيس للاقتصاد، وقال: أنجزت هيئة الطرق والمواصلات، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، (رعاه الله)، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، حزمة واسعة من المشاريع الضخمة في فترة قياسية، أهمها مشروع مترو دبي الذي أنجز في 4 سنوات فقط، ومشروع قناة دبي المائية في أقل من 3 سنوات، ومضاعفة طول شبكة الطرق من 8,715 مسرب- كيلومتر عام 2006 إلى 18,255 مسرب- كيلومتر عام 2020، ومضاعفة عدد جسور وأنفاق المركبات إلى 5 أضعاف، من 129 جسراً ونفقاً عام 2006 إلى 844 جسراً ونفقاً في 2020، وكذلك مضاعفة عدد جسور وأنفاق المشاة إلى 4 أضعاف، حيث ارتفع العدد من 26 جسراً ونفقاً للمشاة إلى 125 جسراً ونفقاً خلال الفترة نفسها، وزاد طول شبكة المسارات الخاصة بالدراجات الهوائية من 9 كم عام 2006 إلى 463 كم عام 2020، ويتوقع أن يصل إلى 668 كم بحلول عام 2025، مؤكداً أن المشاريع التي نفذتها الهيئة، عززت من التنافسية العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحصولها على المركز الأول عالمياً في جودة الطرق، لمدة 5 سنوات متتالية، كما ساهمت جهود الهيئة بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة دبي، في خفض وفيات حوادث الطرق من نحو 22 حالة وفاة، لكل 100 ألف عام 2006، إلى 1.8 حالة عام 2020، وخفض وفيات حوادث المشاة من 9.5 وفاة لكل 100 ألف من السكان عام 2007، إلى 0.5 وفاة عام 2020.

الحياد المناخي

وأضاف: تعد الاستدامة البيئية محوراً رئيسياً في أجندة حكومة دولة الإمارات، وهي أول حكومة في المنطقة، تؤكد التزامها بتنفيذ استراتيجية الحياد المناخي 2050، ويتسبب قطاع النقل بنسبة 22% من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم، ودعماً لجهود الدولة في الحفاظ على البيئة، حدثت هيئة الطرق والمواصلات رؤيتها، لتنسجم مع التوجهات المستقبلية لإمارة دبي، لتصبح: (الريادة العالمية في التنقل السهل والمستدام)، وتعد الاستدامة جزءاً مهماً من استراتيجيات ومبادرات الهيئة، التي أطلقت عدداً من الاستراتيجيات والمبادرات للحفاظ على البيئة، وتقليل البصمة الكربونية لقطاع النقل، ووضعت الهيئة خريطة طريق، لتحقيق صفر انبعاثات كربونية في وسائل المواصلات العامة، بحلول عام 2050، وساهمت مبادرات الهيئة في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 400 ألف طن عام 2020.

وتطرق معاليه في كلمته، لجهود حكومة دبي في التنمية الحضرية المستدامة، حيث أطلقت دبي خطتها الحضرية (دبي 2040)، التي ترتكز على التنمية التي تتمحور حول الإنسان، وتعزيز جودة الحياة، وجعل دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم، ووفقاً للخطة، حيث سيقيم 55% من السكان على بعد 800 متر من محطات المترو، وسيكون بمقدور 80% من السكان الوصول للخدمات العامة الأساسية، في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة، سيراً على الأقدام أو باستخدام الدراجة الهوائية، وستكون 60% من إجمالي مساحة الإمارة محميات طبيعية ومناطق ريفية.

المشاريع العملاقة

وتطرق مطر الطاير في كلمته، لدور الهيئة في تبني نهج الابتكار في التعامل مع التحديات، في تصميم وتنفيذ المشاريع العملاقة، وإنجازها وفقاً للبرنامج الزمني المعتمد، وأهمها مشروع مترو دبي، الذي نفذ في 4 سنوات، ومشروع قناة دبي المائية، الذي اكتمل رغم التحديات المعقدة، مثل مرور مسار القناة عبر 3 شوارع رئيسية، بإجمالي 28 مساراً، في منطقة ذات بنية تحتية مكتملة، وشبكة ضخمة من خطوط الخدمات المهمة، وتطلب تنفيذها نقل 2.2 مليون متر مكعب من الأتربة والصخور، استخدمت في إنشاء جزيرة اصطناعية في نهاية القناة المائية قرب الشاطئ، كما اعتمدت الهيئة أسلوباً مطوراً في حفر القناة، وإعادة تركيب البنية الخاصة بالخدمات أسفل القناة، وساهمت قناة دبي المائية في تحسين جودة المياه في خور دبي بنسبة 33%.

التحول الرقمي

وقال معاليه: تعد هيئة الطرق والمواصلات شريكاً رئيسياً في تنفيذ مبادرة المدينة الذكية، لتحويل دبي إلى المدينة الأذكى والأسعد عالمياً، حيث تقود الهيئة محور التنقل الذكي، ونفذت حزمة واسعة من المشاريع الداعمة للتحول الرقمي، واستراتيجية الذكاء الاصطناعي، وأحدثها مركز دبي للأنظمة المرورية الذكية في البرشاء، الذي يعد من أحدث مراكز التحكم المروري في العالم، من حيث توظيف التقنيات الذكية، وهو ركيزة أساسية في استراتيجية السلامة المرورية، وإدارة الحركة المرورية في شبكة الطرق بالإمارة، كما يعد منصة تقنية ورقمية متكاملة، يجري فيها توظيف تقنيات متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، إضافة إلى توفر أحدث أنظمة الاتصالات، التي ربطت جميع التقاطعات المرورية المحكومة بإشارات ضوئية بالمركز، وساهم المركز، في رفع نسبة تغطية شبكة الطرق بالأنظمة المرورية الذكية، من 11% إلى 60%، وترتفع إلى 100% عام 2023، وخفض الحوادث المميتة بنسبة 42%، وتقليل زمن التأخير عند التقاطعات بنسبة 25%، مشيراً إلى أن الهيئة تدير 190 ألف موقف خاضع للتعرفة، باستخدام نظام مركز متكامل لإدارة المواقف، ووفرت مركبات مجهزة بكاميرات رقمية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، قادرة على مسح أكثر من 10000 موقف للمركبات في الساعة، بدقة 99%، وإصدار تذاكر المخالفات آلياً.

التنقل الذكي

واستعرض مطر محمد الطاير في كلمته، جهود الهيئة في تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتحويل 25% من إجمالي الرحلات في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030، وقال: تختلف هذه الاستراتيجية عن الاستراتيجيات الأخرى، في أنها تغطي جميع وسائل النقل الجماعي والخاصة، مثل القطارات والحافلات ووسائل النقل البحري ومركبات الأجرة، إضافة إلى المركبات الخاصة، بينما تركز كثير من المدن على عدد محدود من الوسائل، مشيراً إلى أن الهيئة، وقعت اتفاقية مع شركة (جنرال موتورز- كروز) العالمية، لتشغيل مركبات الشركة ذاتية القيادة في تقديم خدمة مركبات الأجرة، والتنقل المشترك عام 2023، لتكون دبي المدينة الأولى عالمياً خارج الولايات المتحدة الأمريكية، التي تشغل مركبات الشركة.

الشراكة مع القطاع الخاص

وأضاف: وسعت الهيئة من نطاق الشراكة مع القطاع الخاص، لتقديم خدمات مبتكرة وفرص جديدة، في قطاعي التنقل والتمويل، حيث أسست بالتعاون مع (كريم)، شركة (هلا)، الأولى من نوعها عالمياً، بين هيئة نقل حكومية والقطاع الخاص المتخصص في الحجز الإلكتروني، وساهمت الشركة في خفض وقت انتظار المتعاملين مع مركبات الأجرة من 11.4 دقيقة، إلى 3.7 دقيقة.

واختتم الطاير كلمته بتأكيد أن رحلة دبي المتميزة في مجال الطرق والنقل، تستند إلى عوامل نجاح أساسية، أهمها القيادة الفاعلة والرؤية الواضحة، واتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب، لبناء نموذج مستدام يعزز رفاهية وسعادة سكان وزوار إمارة دبي، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (رعاه الله): «نحن نبني واقعاً جديداً لشعبنا، ومستقبلاً جديداً لأطفالنا، ونموذجاً جديداً للتنمية».