الأربعاء - 22 مايو 2024
الأربعاء - 22 مايو 2024

«أبوظبي الاستراتيجي» يسلط الضوء على الرقمنة ومستقبل الاقتصاد العالمي

«أبوظبي الاستراتيجي» يسلط الضوء على الرقمنة ومستقبل الاقتصاد العالمي

خلال الجلسة الرابعة من ملتقى أبوظبي الاستراتيجي. (من المصدر)

سلطت الجلسة الرابعة من ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثامن، الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات، الضوء على مواضيع الرقمنة ومستقبل الاقتصاد العالمي.

وقال مدير الجلسة إدوارد لوس: في ظل الجائحة لا يزال موضوع الرقمنة وعلاقتها بالاقتصاد العالمي غاية في الأهمية، وقد ظن الكثير من الناس أن الجائحة سوف تغيُّر الاقتصاد العالمي وتحوِّله من اقتصاد مفتوح إلى اقتصاد أكثر حمائية، وفي اعتقاد البعض، فإن الجائحة سوف تُسرِّع في ظهور بعض الاتجاهات السلبية مثل فك الارتباط بين أمريكا والصين، لكن الجانب الإيجابي الأبرز الذي أمامنا أن الجائحة زادت من مستويات الرقمنة على الصعيد العالمي، ودفعت إلى حدوث تغييرات مهمة في أسلوب العمل وطبيعته.



وذكر البروفيسور تايهو بارك أن المناخ العالمي اليوم يتسم بالغموض وعدم اليقين، ومع ذلك يمكن القول إن جائحة كورونا خلقت سلسلة تأثيرات قوية وبالغة على مختلف الدول، وفي بعض الحالات عمَّقت خلافات فيما بينها، وما عقَّد الوضع أن الاستقطاب العالمي كان موجوداً بالفعل، والملاحظ أن بعض الاتجاهات السابقة أخذت تتطور في ظل الجائحة بتسارع كبير مثل منصات الهاتف الذكي والتسوق عن بعد والعمل عن بعد وغيرها من التطبيقات.


وأضاف: «ويبدو في خضم هذه المتغيرات أن التحول الرقمي أخذ يعزز مسألة التعاضد في قطاعات معينة، لكنه قد يدفع إلى مزيدٍ من التباعد في قطاعات أخرى؛ ومع أن الاقتصاد الرقمي جعل مسألة التآزر والتعاضد حول العالم أكثر قبولاً، لكن كثيراً من رجال السياسة والناس العاديين يعتقدون أن العولمة، لاسيما في تجلياتها الرقمية، تسبب العديد من المشاكل، وتتسبب في أضرار وتحديات مهمة ينبغي التصدي لها».

وبحسب الدكتور ناصر السعيدي، نحن بحاجة لنبدأ بما يعنيه الوباء، ولا شك في أنَّه تسبب بحدوث صدمة هي الأقوى والأشد تأثيراً في عالمنا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ أثر في مختلف اقتصادات العالم، ولم تنجُ اقتصادات دول المنطقة من تأثيراته العميقة، وفي مقدمتها اقتصاديات الدول النفطية الغنية، وأظهر لهذه الأخيرة أهمية إعادة التفكير في استراتيجيات التنويع الاقتصادي التي تعتمدها.



ومن ناحية أخرى، أظهرت الجائحة أهمية الاستثمار في أنظمة الصحة العامة التي تأثرت بسبب الوباء بشدة، ومع أن الدول العربية التي تبنَّت عملية التحول الرقمي وعززت بنيتها الرقمية منذ سنوات عديدة خلت، أدارت أزمة الوباء بشكل أفضل من غيرها، مع ذلك يلاحظ أن الشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقتنا تأثرت بتداعيات الوباء، في وقت تمكَّنت الشركات الكبيرة من التكيف مع تداعيات هذه الأزمة.