الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

إطلاق «التحالف العالمي للتسامح» وافتتاح «قمة الأديان» بإكسبو دبي

إطلاق «التحالف العالمي للتسامح» وافتتاح «قمة الأديان» بإكسبو دبي

أثناء إطلاق «التحالف العالمي للتسامح» وافتتاح «قمة الأديان». (من المصدر)

أطلق وزير التسامح والتعايش في الإمارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان التحالف العالمي للتسامح، وذلك خلال افتتاح الفعاليات الدولية الخاصة بالمهرجان الوطني للتسامح الذي تنظمه الوزارة في إكسبو 2020 دبي.

وافتتح الشيخ نهيان بن مبارك القمة العالمية المشتركة للأديان، بحضور قيادات دولية بارزة من الأمم المتحدة والفاتيكان والأزهر الشريف وقادة الأديان والشرائع المختلفة، ومفكرين بارزين من مختلف دول العالم، إضافة إلى ممثلين لعدد من المؤسسات الدولية والإقليمية ذات الصلة.

وأكد أهمية القمة العالمية المشتركة للأديان ودروها الملهم في مضاعفة الجهود والطاقة من أجل عالم يعمه التسامح والسلام وهو أمر حيوي للغاية، مع تأكيدها أهمية الحوار بين أشخاص من ثقافات متنوعة.


وأشار إلى أن «العوامل المشتركة بين العقائد والديانات كثيرة ويمكن البناء عليها، فنجد في جميع الديانات تأكيداً على احترام الحياة الإنسانية والرغبة في السلام والأمن وأوامر بتقدير بعضنا البعض كأفراد ذوي قيمة بما يرشد أتباع هذه الديانات لعيش الحياة التي يستحقونها».


وضمت الفعاليات الدولية التي افتتحها الشيخ نهيان بن مبارك، إلى جانب التحالف العالمي للتسامح وافتتاح مؤتمر الأديان، تنظيم حفل كورال التسامح الذي ضم «جوقة» يغني بها أشخاص من نحو 150 جنسية مختلفة أغنية للتسامح والمحبة والسلام من أجل شعوب العالم.



كما أُطلق المنتدى الدولي للشباب والذي حظي بحضور بارز من مختلف المؤسسات والقيادات الشبابية حول العالم وقدموا رؤيتهم من أجل مستقبل التسامح العالمي من أجل الإنسانية، وكذلك نظم المهرجان جلسة «التسامح والشمولية» بإكسبو 2020 التي قدمت رؤية إنسانية؛ لتعزيز قيم التسامح والتعايش من أجل بيئة اقتصادية ناجحة يسهم فيها الجميع بصرف النظر عن اختلافاتهم.

وفي كلمته، إلى القمة قال الشيخ نهيان بن مبارك «تتشرف وزارة التسامح والتعايش بتنظيم اللقاء المشترك بين الأديان كجزء من أسبوع التسامح والشمول في إكسبو 2020 دبي».

وأضاف «رؤية القيادات الدينية والفكرية من كافة أنحاء العالم هنا معاً تعزز من أمالنا تجاه مستقبل هذا العالم ونحن سعداء للغاية باستضافة هذا الحدث الذي يجمع بين العلماء ورجال الدين والمفكرين من أجل تعزيز الحوار والعمل المشترك بين الأديان، ولا يسعنا إلا أن نشكر شركاءنا الذين ساعدونا على تنظيم هذا اللقاء، ومنهم إكسبو 2020 دبي ومنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين لعام 2021 والجناح الإيطالي في إكسبو 2020 دبي واللجنة العليا للأخوة الإنسانية».

وقال «إننا نسعى دائماً في الإمارات إلى العمل على تعزيز ونشر قيم السلام والتسامح والتفاهم والاستقرار في العالم، ونذكر هنا بعضاً من ثمار هذه الجهود عندما قام قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بقبول دعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لزيارة دولة الإمارات وإصدار وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية».

وأوضح أن الدعوة الكريمة لهذه الوثيقة جاءت من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من قلب قائد اتخذ التسامح درباً على خطى الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي آمن دائماً بأن التسامح والتراحم والحوار من العوامل الأساسية التي تساعد على تمكين التفاهم والسلام.

وأشار إلى أن «الإمارات مجتمع يتطلع إلى مستقبل قوامه التسامح والتراحم والأخوة الإنسانية والحب الإلهي؛ حيث يتحدث كل منا مع الآخر، ويتعلم كل منا من الآخر، ويعمل الجميع معاً في سلام وبطريقة مثمرة، ويظهر دائماً قناعة وقدرة على جعل الأمل والتفاؤل ملمحاً رئيسياً للعلاقات الثقافية والدينية، بدلاً من الشك وانعدام الثقة اللذين شابا طبيعة تلك العلاقات لمدة طويلة».

وأكد زير التسامح والتعايش يقينه بأن الاستراتيجية الوحيدة التي ستحد من الصراعات الناشئة عن الاختلافات الثقافية أو الدينية، تتمثل في العمل من أجل إيجاد أرضية مشتركة يجتمع عليها الناس من جميع الدول والثقافات والعقائد وسيُصبح إيجاد تلك الأرضية المشتركة ممكناً عندما يتعرف بعضنا إلى بعض، ويحترم كل منا الآخر بوصفنا أفراداً متساوين في السعي إلى تعزيز السلام والوئام في العالم.

وقال «إننا نُؤمن دوماً أننا بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى الابتعاد عن الارتياب والخوف والاتجاه إلى الثقة المتبادلة وقبول الآخر، ولهذا السبب تحمل النقاشات التي ستُجرى في هذا اللقاء أهمية خاصة في عام 2021، ففي عالمنا اليوم، يرتكب كثير من الناس وخاصة الشباب باسم العقيدة الدينية أعمالاً متعصبة وعنيفة في أرجاء العالم، ونحن- المسلمين- نُدرك تماماً أن أعمال العنف التي تُرتكب باسم الإسلام لا تستند إلى أي مسوغ ديني، فالإسلام دين السلام والتسامح، لذا فإن حرمة النفس البشرية ذات معنى خاص للغاية بالنسبة لنا، ويُوحدنا هذا الإيمان بالوئام والأخوة بين البشر مع أشخاص من ديانات وعقائد أخرى، فمهما كانت اختلافاتنا، فسيقودنا التفاهم- لا العنف- إلى تحقيق السلام».

وأضاف أنه على يقين أن النقاشات التي ستُجرى في هذا الموقع الرائع في إكسبو 2020 دبي هي أمر صائب للغاية، مثمناً جهود القائمين على إكسبو 2020 دبي لتيسيرهم هذا المؤتمر؛ حيث أتاح إكسبو الفرصة للجميع للتعرف إلى الآخرين والتبادل الثقافي ومعايشة الأخوة الإنسانية على أرض الواقع والتعاون والتعهدات المشتركة، كما ساعد إكسبو على توعية الرأي العام وصناع السياسات.

وعبّر عن أمله بأن يساعد ذلك الشعوب حول العالم على مقاومة الكراهية وانعدام الثقة والمواقف النمطية، ويُشجعهم على احترام الأشخاص الآخرين الذين ينتمون إلى معتقدات أخرى والعيش معاً في سلام ووئام.

ووجّه حديثه للحضور قائلاً «تخيلوا معي أننا نعيش في عالم تتشارك فيه كل لجنة ومؤسسة وحزب وطائفة ودين وحكومة، أهدافاً ترمي إلى ضمان الأمان والسعادة والعيش المنتج والمزدهر للجميع، لا شك في أن ذلك العالم سيكون على الأرجح بلا حروب، والأهم أننا سنراه متحداً على فضائل العدالة والمساواة والتسامح والأخوة بين البشر رجالاً ونساءً والرخاء، وتلك هي الفضائل التي أتت بكم إلى هنا في هذا المؤتمر الذي يُشجع على العمل المشترك والحوار بين الأديان».



قيمة التعددية

من جانبه، قال الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ميغيل أنخيل موراتينوس إنه من الأهمية بمكان أن يؤمن العالم بدوله وحكوماته وشعوبه بقيمة التعددية وأهميتها باعتبارها ثراء للفكر الإنساني والحضارة الإنسانية، وليست معوقاً أمام أي تعاون مستقبلي، داعياً إلى تغليب التعاون والحوار.

مناخ دولي

أما نائبة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي مارينا سيريني، فتحدثت إلى القمة العالمية المشتركة للأديان حول الأساليب والطرق المتنوعة لتعزيز الأخوة الإنسانية لدى كافة الأمم والشعوب، وذلك من خلال خلق مناخ دولي يسمح بالتعاون العالمي في مختلف المجالات وتعميق ثقافة الحوار بين الأديان من أجل مستقبل أفضل للإنسانية.

تنظيم العلاقات

وتناولت كلمة وكيل الأزهر الشريف فضيلة الدكتور محمد الدويني في القمة العالمية المشتركة للأديان، العلاقة بين الإيمان والإنسانية مع إشارة إلى مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر وبابا ‏الفاتيكان ‏في أبوظبي يوم 4 فبراير 2019، وفتحت الأبواب لتنظم العلاقات بين أتباع الأديان والعقائد، بما يضمن الكرامة الإنسانية ولا يقضي على الهويات، وأن العالم حالياً في أمسِّ الحاجة إلى مبادرات حقيقية وجهود صادقة لمواجهة التطرف الديني والفكري، الذي يهدد العلاقات بين الأمم ويغذي نظريات الصراع.

تواصل عالمي

أما الزعيم الديني لمندير بابس الهندوسي بأبوظبي سوامي براهمافيهارداس، فتناولت كلمته في القمة العالمية للأديان، أهمية تمكين التواصل العالمي من خلال الحوار والتفاهم بين الأديان، ودوره في تعزيز القيم الإنسانية، ودعم السلام والأمن الدوليين، من خلال البحث عن المشتركات وتغليب التعاون ومواجهة التعصب.

مساحات مشتركة

من جانبه قام الإمام يحيى سيرجيو ياهي بالافتشيني، رئيس الطائفة الإسلامية الإيطالية، وسفير مركز الإيسيسكو للحوار الحضاري، بطرح أحد أهم القضايا الحيوية على مائدة القمة، وهو أهمية إيجاد مساحات للعلاقات المشتركة بين الأديان، كما طرح السردية السلمية للإسلام.

مثال إيجابي

في حين تطرقت كلمة رئيس مجلس إدارة معبد جورو ناناك دربار للسيخ بدبي سوريندر سينغ كاندهاري، إلى تجربة الإمارات كمنارة للتسامح والتفاهم والحوار بين الأديان، وأهمية أن تكون مثالاً إيجابياً تستفيد منه التجارب العالمية المعاصرة.