الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

في يوم الشهيد.. أُسر أبطال الواجب: نرفع رؤوسنا ونتعهد بمتابعة المسيرة

في يوم الشهيد.. أُسر أبطال الواجب: نرفع رؤوسنا ونتعهد بمتابعة المسيرة

أبناء الشهيد عبدالله محمد عيسى الحمادي. (من المصدر)

أكد ذوو شهداء إماراتيين أن هاماتهم ستبقى شامخة اعتزازاً بما قدمه أبطالهم الذين رفعوا راية العز في حياتهم وعند مماتهم، وهم الذين لم يترددوا في بذل أغلى ما يملكون للذود عن حياض الوطن.

وقالوا بمناسبة «يوم الشهيد» في الإمارات، الذي يصادف 30 نوفمبر من كل عام، إنهم يحملون الراية بعد رحيل أحبائهم، معاهدين على إكمال المسيرة بكل إصرار وعزيمة، فأبناؤهم مقتدون بهم، وأمهاتهم صابرات محتسبات، وزوجاتهم ملتزمات بتربية الصغار على حب الوطن وفدائه بالدماء، لتبقى راية الإمارات عالية خفاقة.

الشهيد عبدالله محمد عيسى الحمادي



استُشهد في 25 أبريل 2017 أثناء تأدية واجبه ضمن حرس السواحل في حماية حدود دولة الإمارات ومياهها الإقليمية.

عشق الحمادي وطنه، واستشهد في البحر الذي كان يحبه، مخلداً ذكرى طيبة في نفوس أسرته وأقاربه وأصدقائه الذين شهدوا له بالروح المرحة وجمال المعشر وحسن الخلق.



الانضمام للقوات المسلحة الإماراتية كان هدفه منذ الصغر، وقد حقق مراده بالانتساب للسلك العسكري، حتى أصبح جندياً يحرس حدود الإمارات الحبيبة.

رفيقة الدرب



زوجة الشهيد، أم مهند، قالت أن الفقيد امتلك صفات كثيرة مميزة، قلباً شجاعاً لا يهاب الموت، مزداناً بحُسن الخلق وطيبة النفس والتواضع، وكان لا يدخر جهداً في إسعاد أسرته وذويه، وبر والديه، معروفاً بحب عمل الخير، وملتزماً بتأدية عباداته وفروضه.

تذكر أم مهند أنها كانت في الشهر الثاني من حملها حين استشهد عبدالله، وبعد سبعة أشهر من رحيله أنجبت طفلة أُطلق عليها اسم «فطيم»، نزولاً عند رغبة الوالد قبل استشهاده.

وأعربت أم مهند عن فخرها باستشهاد زوجها، مؤكدة أنها تشعر بالاعتزاز، وأنها تربي أبناءها على حب التضحية في سبيل الوطن، حتى ترسخ في نفوس الأبناء (مهند 14، وماجد 10) الالتحاق بالعمل العسكري، بينما ترغب الفتاتان (حور 16، وفطيم 4) بدراسة هندسة الطيران.

الأشبال



وقال مهند إنه يرفع رأسه كونه ابن شهيد دافع عن وطنه حتى الرمق الأخير، واعداً بإكمال خطى والده بعد الانتهاء من الدراسة والعمل في القوات المسلحة، بل في التخصص ذاته.. حرس السواحل.

وكذلك أكد شقيقه الصغير، ماجد، الذي قال إنه عندما يكبر سينضم للعمل في القوات المسلحة للدفاع عن الإمارات، مثلما فعل والده الشهيد.

الابنة البكر



وبينت حور، ابنة الشهيد البكر، أنها تفتقد والدها وتشتاق له كل يوم، لكنها فخورة به لأنه قدّم روحه فداء للإمارات، مستعيدة ذكرياتها معه حينما كان حريصاً على غرس حب الوطن في نفسها وإخوتها منذ كانوا أطفالاً.

آخر العنقود



فطيم التي تبلغ من العمر الآن أربعة أعوام لم تر والدها، لكنها تستشعر الفخر كونها ابنة شهيد، إذ تعمل الأم على تعليمها معنى أنها ابنة شهيد، والطفلة تحب دائماً ارتداء ملابس الجيش وحمل العلم، وقد تعلمت التغني بالنشيد الوطني مع إخوتها، فالوطنية والانتماء في دمائهم.

الشهيد أحمد عبدالله الميسري



عامود البيت.. بهاتين الكلمتين وصفت جلا شقيقها البطل الشهيد أحمد، الذي قضى نحبه في 5 أغسطس 2020 في اليمن عن عمر ناهز 52 عاماً.

قالت إن أحمد كان باراً بوالديه وأخواته، يحرص على مصلحتهم جميعاً، وعلى الرغم من أنه أكبر منها بثلاثة أعوام، لكنه كان يناديها بـ«أمي» لاحترامه الشديد لها، كما كان يهتم بكل شؤون شقيقاته الست وأخيه لأن والدهم أصيب بجلطة منذ 17 عاماً ولا يعي ما يدور حوله.

واستحضرت في ذهنها كيف كان يتلهف للتواصل معهم في كل مرة يعود بها من المهمة العسكرية ويطمئن عليهم، مشيرة إلى أنه قبل فترة من رحيله كان يأتي ذكر الشهادة على لسانه في كل جلسة مع أسرته.

وأوضحت أنه قضى معظم عمره في القوات المسلحة، أحب عمله كثيراً، لدرجة أنه كان قليل الإجازات، حتى عند المرض، بل كان يفضل دائماً خدمة وطنه، وبذل الجهد مهما أحس بالتعب.

وكان الشهيد الميسري، بحسب شقيقته جلا، إنساناً كريماً ومحباً لعمل الخير، يقبل على مساعدة أي شخص محتاج، سواء كان يعرفه أم لا، كان هادئاً، طيباً، لم تسمعه يوماً يتحدث بسوء عن أحد.

وعن علاقته بأسرته، قالت إنه كان شقيقاً عطوفاً وزوجاً مثالياً وأباً حنوناً لثمانية أبناء، سبعة ذكور وفتاة واحدة، هم عبدالله، راشد، زايد، عمر، فلاح، سهيل، حمد، بينما ابنته الوحيدة، شهد، الآن في السنة الأولى من الجامعة، وقد حققت حلم والدها الذي طالما تمنى أن تصبح طالبة جامعية.

وأشارت إلى أنه قبل بدء مهمته العسكرية كان من المفترض أن يجلس مع أسرته أسبوعين ثم يتوجه للعمل، لكن أحد زملائه تواصل معه وأبلغه بأن طفله مريض ويجب أن يعود للدولة، فتطوع أحمد لمساعدته، وبالفعل تواصل مع المسؤولين وأخذ مهمة صديقه.

وأضافت: في اليوم الذي يجب أن يسافر فيه للعمل، قبّل يد والده ووالدته، وصلى العصر وخرج، لكنه عاد ليحضن والديه ويقبل جبينيهما وأيديهما ويطلب منهما الرضا والدعاء، وفي الطائرة ذاتها التي سافر بها حياً عاد في الليلة ذاتها شهيداً.

وتطرقت جلا إلى الاهتمام والرعاية التي أحاطت بهم من قبل الشيوخ والمسؤولين والتي أسهمت في صمودهم وصبرهم، إذ لم يتركوهم في أي لحظة بالمتابعات والتواصل المستمر.

وكتبت الشقيقة لأخيها الشهيد قصيدة «يا عزوتي» وقامت بتسجيلها صوتياً.

الشهيد حشر مسفر راشد العميمي



لم تحظ ابنه الفقيد، شمسة، التي استشهد والدها وهي بعمر العامين، بفرصة التعرف إليه عن قرب، إذ كانت طفلة صغيرة، لكن ما ذُكر من أسرتها جعلها تشعر بالفخر كونها ابنة شهيد بطل ضحى بحياته فداء لدينه ووطنه.

علمت شمسة ممن عاشروا والدها بأنه كان طموحاً ولديه رؤية ومهتم بكل من حوله من الأسرة والمجتمع، مبينة أن هذا الكلام وهذه الصفات تعطيها دافعاً لتكون فخورة ومعتزة بوالدها الشهيد وتحاول قدر المستطاع أن تكون على قدر المسؤولية.

شددت شمسة على أنها ستعمل جاهدة، عندما تكبر، على التميز في دراستها وعملها، كي تواصل رسالة والدها في الحفاظ على الإمارات الحبيبة.

أوضحت أن شعورها لا يوصف في شهر نوفمبر كل عام، وتحديداً في يوم الشهيد، حين تتذكر أن والدها خدم وطنه واستشهد دفاعاً عنها، مؤكدة أنها لم تشعر بأن هناك ما ينقصها لشدة اهتمام الدولة وحكامها بالشعب وأبناء الشهداء.