الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

أطباء: 30 طفرة في البروتين التاجي سبب الانتشار السريع لمتحور «أوميكرون»

أطباء: 30 طفرة في البروتين التاجي سبب الانتشار السريع لمتحور «أوميكرون»

أرشيفية.

أرجع أطباء التخوف من الانتشار السريع لمتحور أوميكرون إلى وجود 30 طفرة في البروتين التاجي لفيروس كورونا المستجد، محددين أعراض المرض المصاحب للإصابة بمتحور أوميكرون، بارتفاع الحرارة مع التهاب الجهاز التنفسي العلوي والإرهاق الشديد والآلام المفصلية.

وحذروا، عبر «الرؤية»، من أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذا المتحور تكمن بين من لم يتلقوا جرعات اللقاح وكبار السن ومرضى الضعف المناعي، وربما يؤدي إلى الوفاة نسبة إلى وضعهم الصحي، مبينين أن الأعراض تتفاوت من شخص إلى آخر، والوقاية تكون تماماً حسب الطريقة المتبعة للوقاية من كوفيد-19.

خطر على غير الملقحين



وتفصيلاً، قال استشاري طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي بدبي الدكتور عادل سعيد سجواني، إن جائحة كورونا مستمرة في كثير من الدول عالمياً، وأغلب سكان العالم لم يحصلوا على اللقاح، ومن حصلوا عليها تصل نسبتهم إلى 80% في الدول الغنية، في حين لم تحظَ نسبة عالية من سكان الدول الفقيرة والأفريقية باللقاح، وبالتالي فإن كورونا يتكاثر، وهذه العملية تُنتج طفرات، ليست كلها خطرة، لكن البعض منها قد يكون أشد انتشاراً أو فتكاً.



وأضاف أن نسبة التلقيح في دول جنوب أفريقية، بوتسوانا مثلاً، لم تتجاوز 25% إلى 30%، ولهذا يكون حدوث الطفرات فيها عالٍ جداً، لافتاً إلى أن أوميكرون طفرة متحورة جديدة من فيروس كورونا تحتوي على 30 طفرة في البروتين التاجي، وبالتالي، مخبرياً، يكون انتشارها أسرع.

ووفقاً لسجواني، في أبريل 2021، بعد أن هدأ العالم من تباعات فيروس كورونا والمتحورين «ألفا وبيتا»، ظهر المتحور دلتا الذي اكتسح أماكن عدة من العالم، وعلى الأخص الهند، وأحدث موجة جديدة، ولهذا أصبح سكان العالم متخوفين من أوميكرون أن يعيد لهم تجربة دلتا.

أعراض وتأثيرات أوميكرون



وأكد عدم وجود أدلة، إلى الآن، على أن أوميكرون أشد فتكاً، غير أن النتائج المخبرية تقول أنه الأسرع انتشاراً، والعالم على الاستعداد بشكل كبير كما أنه متخوف من العواقب.

وأشار إلى أن أعراض أوميكرون هي نفس أعراض كورونا الحالي، والحالات القليلة المرصودة عالمياً حتى الآن لا تقدم معطيات كافية لإجراء دراسات مستفيضة، والبيانات البسيطة المتوفرة من جنوب أفريقيا تبيّن أن معظم الأعراض بسيطة، وتراوح بين الحمى البسيطة والإرهاق الشديد وأعراض الجهاز التنفسي العلوي مثل: الكحة، ولا يوجد حالياً وفيات منه عالمياً، محذراً من أن «الأعراض بسيطة» لا تعني التساهل بالتعامل مع الإجراءات الاحترازية.

وحول تأثيره على الأطفال وكبار السن، أوضح أن الإصابات بفيروس كورونا كانت قليلة بين الأطفال، وعلى الرغم من هذا شهد العالم تسجيل وفيات، لذلك فتطعيم الأطفال مهم جداً لتحصين المناعة الاجتماعية ولحمايتهم، أما كبار السن، فكان تأثيره عالياً جداً عليهم، ونسبة الوفيات الأعلى التي سجلت في كورونا كانت لهذه الفئة العمرية، ومن يعانون من أمراض مناعية ومزمنة، ولهذا يجب أن يتم تلقيحهم. مضيفاً أنه لا يوجد دليل على أن أوميكرون قد يكون أشد عليهم.

إجراءات الوقاية



بدوره، قال استشاري تعزيز الصحة في دبي الدكتور بسام درويش أن متحور أوميكرون قد يسبب مرضاً، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة، ولا سيما بين الأشخاص الأضعف مناعة، وهو يصيب الأطفال والكبار من المراحل العمرية كافة، مضيفاً أن أعراضه تشمل مشاكل في الجهاز التنفسي: الحمى، والسعال، وضيق التنفس، وآلام العضلات، وفي الحالات الأكثر حدة من الممكن أن تسبب عدوى التهاب رئوي ومتلازمة التنفسية الحادة المؤدية إلى الوفاة.



وأردف أن إجراءات الوقاية من أوميكرون تشابه المتبعة في كورونا، أي التنظيف المتكرر لليدين بالماء والصابون، وفي حال عدم توفر الصابون، يمكن استخدام المعقمات المحتوية على الكحول، وحين العطاس أو السعال يجب تغطية الأنف والفم بالكوع وليس باليد، ويمكن استخدام المناديل الورقية والتخلص منها مباشرة في سلة القمامة، مع تجنب الاتصال الوثيق مع أي شخص لديه حمى وسعال، وفتح النوافذ لتحسين التهوية، وتجنب الأماكن المكتظة أو الرديئة التهوية.

وشدد على ضرورة اللقاحات من أجل الحد من الإصابة بمرض وخيم والوفاة، بما في ذلك ضد متحور دلتا المهيمن في الوقت الراهن، وما تزال اللقاحات الحالية فعالة في الحماية تطور الحالات إلى شديدة أو حدوث الوفاة.

طرق العدوى



من جانبه، قال اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة في مستشفى تداوي التخصصي بدبي الدكتور موفق محمد إن أوميكرون هو فيروس كورونا، وقد حدثت فيه طفرة جينية، مشيراً إلى دراسات بحثية في أفريقيا بيّنت أنه أكثر انتشاراً وقدرة على الانتقال، لكن لا شيء يدعو للقلق، لأن معظم الحالات التي سُجلت في العالم ذات أعرض خفيفة ولا تستدعي دخول المستشفيات.



ولفت إلى أن أعراضه تشبه كثيراً أعراض كورونا ومتحوراته «بيتا ودلتا»، وعدم ظهور الأعراض التنفسية أمر يدعو للاطمئنان، لكن خطورة الموت تبقى قائمة بين كبار السن وضعاف المناعة وأصحاب الأمراض المزمنة.

وذكر أن طرق انتقاله تشبه إلى حد كبير فيروس كورونا، أي عن طرق الرذاذ التنفسي السعال العطاس والتلامس المباشر بالأيدي. وطرق الوقاية هي ذاتها التي اتبعت في وباء كوفيد-19.

وأكد أن حدوث المتحورات بين الفيروسات أمر طبيعي وليس مستبعداً قدرتها على التحول بما يتوافق مع تطور البيئة التي تستطيع العيش من خلالها وبعد الانتقال السريع للفيروس عبر الأشخاص، موضحاً أن الطفرة أو التحور الجيني للفيروسات لا يجعلها بالضرورة أكثر فتكاً أو قدرة على الانتقال، بل ربما ظهور المتحور الجديد يجعل من الفيروس أضعف من سابقه وأقل قدرة على إحداث الأمراض.