الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

«أكاديمية أنور قرقاش» تستضيف فعالية «لعبة السلام لدبلوماسيي المستقبل»

«أكاديمية أنور قرقاش» تستضيف فعالية «لعبة السلام لدبلوماسيي المستقبل»

(من المصدر)

استضافت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية للعام الخامس على التوالي فعالية «لعبة السلام لدبلوماسيي المستقبل» بالتعاون مجموعة السياسات الخارجية «فورين بوليسي» وبدعم من وزارة الخارجية والتعاون الدولي ومركز محمد بن راشد للفضاء.

واجتمع 24 من الدبلوماسيين المستقبليين من جميع أنحاء العالم افتراضياً لمناقشة موضوع «دبلوماسية الفضاء» وما يرتبط به من مخاطر، خاصة في ظل التنافس المتزايد بين الدول، وكذلك تزايد حجم الأنشطة غير القانونية هناك.

واستقبل هذا الحدث مجموعة من الدبلوماسيين والسفراء إلى جانب دبلوماسيين متدربين ناقشوا التحديات المتصاعدة في مجال دبلوماسية الفضاء بمشاركة خمسة من طلبة أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.


وانضم المشاركون إلى الفعالية الاستكشافية الافتراضية الرامية إلى التوصل لحلول سلمية للنزاعات العالمية، حيث أتاحت هذه الفعالية الفريدة فرصة لمعالجة التحديات المتعلقة بالدبلوماسية وفرص تعزيز وبناء السلام.


وشارك في نسخة هذا العام من «لعبة السلام» دبلوماسيون مستقبليون من 15 دولة بما في ذلك النمسا، والبحرين، وبلغاريا، وكندا، وكولومبيا، والإكوادور، وجورجيا، وإندونيسيا، والسعودية، وقيرغيزستان، والمغرب، وبيرو، وروسيا، ورواندا ودولة الإمارات.

وسلط هذا الحدث الضوء على أهمية الأنظمة الفضائية للحكومات وقطاع الأعمال، وكذلك جوانب الحياة اليومية، حيث شدد الخبراء أن جميع ما يتعلق بالفضاء هو أمر أساسي للأمن والاستقرار الوطني والبشري، سواء ارتبط الأمر بالاتصالات، أو جمع المعلومات، أو أنظمة الملاحة، أو التنبؤ الجوي، أو رصد ظواهر التغير المناخي.

ومع امتلاك وتشغيل 105 دول وحكومات الأقمار الصناعية إلى جانب الأعداد المتزايدة من المؤسسات التجارية، أصبح الفضاء ساحة للتنافس، وذلك بحسب رأي المشاركين، حيث تسعى الحكومات والجهات الخاصة إلى الاستفادة من الفوائد الاستراتيجية والتجارية المتعلقة بالفضاء.

وفي كلمة مصورة له بثت خلال الفعالية أكد يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أن هذه المبادرة التي انطلقت قبل خمسة أعوام تعمل على معالجة بعض أكبر تحديات العمل الدبلوماسي، وتعزيز جهود بناء السلام بمستوى إبداعي.

وأضاف «في ذلك الوقت لم نكن نتوقع أن أهمية العمل الدبلوماسي ستزداد إلى هذا الحد خلال السنوات القليلة الماضية أظهرت لنا جائحة كوفيد-19 مستوى الترابط الكبير الذي يجمعنا، إذ إنه لا توجد دولة محصنة تماماً ضد الأحداث التي تقع خارج حدودها، سواء أكان ذلك وباء، أو تغير المناخ، أو أي مسألة ملحة أخرى فالحوار، والتعاون، والتفاهم، هو المطلوب لحل أكثر التحديات إلحاحاً- هو جوهر وأساس لعبة السلام».

وأشار إلى أن لعبة السلام تهدف إلى وضع الدبلوماسيين الطموحين أمام تحدٍّ يمكنهم من العمل بشكل تشاركي وثيق واستخدام الأدوات المتاحة أمام الدبلوماسيين للحفاظ على السلام والاستقرار.

وقال مخاطباً المشاركين: «انطلاقاً من تجربتي الشخصية، فإن هذا الأمر ليس بالسهل، بل يتطلب الالتزام والمثابرة، وفي كثير من الأحيان، الكثير من الصبر، لكنني متأكد من أنكم جميعاً على استعداد لمواجهة هذا التحدي».

من جانبه قال مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية برناردينو ليون: «إن البرامج والممارسات المتبعة في الأكاديمية تعكس الرغبة في التعلم من التجارب السابقة وترجمة المعارف على أرض الواقع.. وهذا ما يتطرق إليه موضوع النسخة الخامسة من لعبة السلام لدبلوماسيي المستقبل لعام 2021 وهو دبلوماسية الفضاء».



وأضاف: «في الوقت الذي تشكل فيه العلاقات الدبلوماسية جزءاً لا يتجزأ من التخفيف من حدة مختلف المسائل الصحية والتكنولوجية والعلمية والتعليمية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم أصبحت دبلوماسية الفضاء أيضاً ميداناً حيوياً ومتنامياً توصلت فيه مختلف الدول إلى توافق في الآراء بشأن ما هو منصف عندما يتعلق الأمر باستكشاف ما هو خارج كوكبنا».

وأشار إلى أن التكامل بين المعرفة والتكنولوجيا والتشريعات ضمن الدبلوماسية العلمية يعد أمراً ضرورياً عندما يتعلق الأمر بتوسيع نطاق استكشاف الفضاء- على نحو مدروس وسلمي.

وقال ليون: «لهذا السبب يعد انعقاد لعبة السلام لدبلوماسيي المستقبل، أمراً مهماً واستثنائياً لأنه يوفر ممارسات فريدة وسلمية تهدف لمعالجة التحديات الدبلوماسية وتعزز بناء السلام بنفس القدر من التركيز المبذول في الحروب والنزاعات.. يقوم الدبلوماسيون المستقبليون بترجمة معارفهم الثرية على أرض الواقع، ساعين في ذلك للوصول إلى حلول مبتكرة للتعامل مع الصراعات الملحة في عصرنا الحالي».

وأشار إلى أن المواقف التجريبية والتفاعلية ستساعد الدبلوماسيين المستقبليين على تطوير مهاراتهم الدبلوماسية اللازمة للتعامل مع عالمنا المتغير.

وقال: «إن المهارات التفاوضية، والحوار السلمي، والعقول النشطة، والتعاون الوثيق- يمكنها أن تولد عملاً جماعياً، وأنا على ثقة بأن الجيل المستقبلي من قادة السياسة الخارجية سيسهمون في ازدهار عالمنا من خلال البحث عن حلول سلمية، ولا سيما في الأوقات الأكثر اضطراباً، حيث سيكون الحوار بين الثقافات أمراً في غاية الأهمية».

وقال رافي أغروال مدير تحرير مجلة فورين بوليسي: «في خضم مواجهتنا لجائحة كوفيد-19 يبقى من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نواصل الحوار الدولي بشأن التحديات العاجلة والملحة التي تتطلب التعاون والابتكار والعمل الجماعي».

ومن جانبه قال جمال المشرخ مدير إدارة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية والتعاون الدولي وسفير الدولة المعين لدى هولندا: «من الواجب على الدبلوماسيين المستقبليين استكشاف واستخدام مختلف الأدوات الدبلوماسية المتاحة، سواء الحديثة أو التقليدية للتعرف إلى واقع التطورات الجيوسياسية».

وأضاف: «يجب إدراك إمكانات المنظمات الإقليمية والدولية في تعزيز السلام وتحقيق الازدهار وعلينا عدم الاستهانة بقوة الدبلوماسية التي لا تقوم ببناء ومد الجسور فحسب بل وتعيد بناءها».

وقال المهندس عامر الصايغ مدير إدارة تطوير الأنظمة الفضائية في مركز محمد بن راشد للفضاء: «تتيح دبلوماسية الفضاء إمكانية الوصول إلى الخدمات المتعلقة بالفضاء واستكشافه بصورة فعالة ولبقة على حد سواء، ولذا فإن دبلوماسية الفضاء تعد أمراً في غاية الأهمية عندما يتعلق الأمر بتجنب الصراعات والخلافات المتعلقة بالفضاء».

وأضاف: «من الضروري أن يتزود الدبلوماسيون المستقبليون بالمهارات والمعارف اللازمة التي تمكنهم من المساهمة بشكل استراتيجي في وضع السياسات والقوانين التي تحكم قطاع العلوم والبحوث والتكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب المساهمة في تعزيز مهمات استكشاف الفضاء والبعثات السلمية التي تدعم الممارسات المستدامة والحفاظ على بيئة الفضاء».

وخلال الفعالية جرى تزويد الفرق المشاركة بمجموعة متنوعة من السيناريوهات المتعلقة بأنشطة الفضاء، حيث أتاحت لهم فرصة وضع استراتيجيات طويلة الأجل، لتحديد الثغرات في الأطر القانونية والحوكمة القائمة، إلى جانب وضع تدابير وقائية لتجنب النزاعات، وتحقيق التوازن بين أهداف المدى القريب والاستراتيجية متوسطة الأجل في سبيل معالجة الأضرار الناجمة عن تعطل البنية التحتية الحيوية الفضائية، وغيرها من القطاعات الحيوية للاقتصاد العالمية.