السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«متحف المستقبل» يستضيف ندوة حول تعاون الإنسان والروبوت لاكتشاف المحيطات والفضاء

«متحف المستقبل» يستضيف ندوة حول تعاون الإنسان والروبوت لاكتشاف المحيطات والفضاء
استضاف متحف المستقبل في دبي، اليوم الجمعة، البروفيسور أسامة خطيب، من قسم علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد الأمريكية ومدير مختبر الروبوتات في الجامعة، الذي استعرض التجربة الرائدة لروبوت «أوشن وان» لاستكشاف قاع البحار وقدراته ومزاياه المتقدمة التي تفتح آفاقا جديدة لمستقبل العلاقة بين البشر والآلات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك ضمن فعاليات الجلسة الثانية من سلسلة «حوارات المستقبل» التي ينظمها المتحف مع عدد من أبرز الخبراء والعلماء والمختصين.

وقدم خطيب خلال الجلسة التي حملت عنوان «عصر التعاون بين الإنسان والروبوت.. استكشاف أعماق المحيطات من خلال الروبوتات». عرضاً للروبوت المبتكر «أوشن وان» Ocean One الذي صممه بحيث يكون غواصاً آلياً على درجة عالية من الاستقلالية قادر على التفاعل المادي مع البيئة أثناء الاتصال بخبير بشري من خلال واجهة تحكم سهلة الاستخدام.




وبدأ خطيب الجلسة بالتنويه بافتتاح متحف المستقبل قائلاً: «انتظرت بفارغ الصبر على مدار السنوات الماضية افتتاح المتحف الذي كنت أحرص كلما زرت دبي على تصوير التقدم في بنائه، واليوم، تغمرني مشاعر الحماسة الشديدة وأنا أقدم هذه الجلسة في رحابه. إن افتتاح المتحف يمثل لحظة عظيمة في مسيرة التقدم العلمي والتطلع إلى الغد».

ولفت خلال الجلسة إلى أن المستقبل سيعتمد على التعاون بين الإنسان والروبوت في الأماكن الخطرة عند أعماق المحيطات أو المناجم أو قمم الجبال أو الفضاء، واعتبر أن المحيطات تبقى من الأماكن المجهولة بالنسبة للكثير من البشر، وخاصة أعماقها السحيقة التي تتطلب عمليات استكشافها قدرات بشرية عالية المستوى في أعماق لا يمكن للإنسان العمل فيها قائلا: «تشغل البحار والمحيطات 75% من مساحة كوكبنا، لكننا نعرف عن المريخ أكثر مما نعرف عنها نظرا لصعوبة استكشافها».

وتحدث خطيب عن تحديات بناء روبوت قادر على العمل تحت الماء بسبب الحاجة لدراسة العلاقة بين مستويات ضغط السوائل، والحاجة لاستخدام كاميرات حساسة ثلاثية الأبعاد.



وأضاف خطيب، وهو أيضا رئيس المؤسسة الدولية لأبحاث الروبوتات (IFRR) وزميل معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE): «ما نريده هو صنع روبوتات لا تقتصر قدرتها على المراقبة، بل يمكنها فعلاً العمل وإنجاز المهام. نريد أن يكون للروبوتات أدوار أساسية في إنجاز الأعمال في المنازل والمصانع والمساهمة في الزراعة المستدامة ومواجهة التغير المناخي والعمل في المناطق الخطرة».

وتابع خطيب، بالقول: "الروبوتات اليوم حولنا في كل مكان، في قطاع الخدمات والمستشفيات والبناء وهي تجري عمليات جراحية دقيقة لآلاف الأشخاص يومياً، كما باتت الروبوتات تكتب مقالات في الصحف وتنتج المحتوى الاجتماعي الذي يراه الملايين كل يوم، ولكن المستقبل هو بناء الروبوتات القادرة على التحرك والتفاعل مع محيطها، مثل الروبوتات الطائرة التي تستقبلك عند مدخل متحف المستقبل."

ونبه خطيب إلى مشكلة برمجة الروبوتات المتقدمة قائلاً: "حالياً، نبرمج الروبوتات للعمل داخل أماكن مغلقة أو محددة، ومع ذلك فالأمر ليس سهلاً، بالمقابل، نحن نريد من الروبوتات اليوم التحرك في بيئات عمل مفتوحة ودائمة التغير، ولذلك علينا أن نجعلها قادرة على تقليد قدرة الإنسان على التأقلم والتفاعل مع محيطه، وقد قادنا ذلك إلى دراسة كيفية تحرك الإنسان وتطبيق الدروس المستفادة على الروبوتات، وهذا وفر لنا أيضاً فهماً طبياً وعلمياً أفضل لطريقة تصرف البشر أنفسهم كما سمح لنا بتطوير نظام أطلقنا عليه اسم خوارزمية التحرك المتكامل والمضبوط لكامل الجسم."

أوشن وان وتجربته الرائدة

واستعرض خطيب، الحاصل على مجموعة كبيرة من الجوائز المرموقة بينها جائزة الريادة من معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات في الروبوتيات والأتمتة (IEEE / RAS) ، وجائزة جورج ساريدس للقيادة، تجربة استخدام «أوشن وان» في رحلة استكشافية في البحر الأبيض المتوسط وصلت إلى سفينة الملك لويس الرابع عشر Lune التي يعني اسمها «القمر»، الغارقة قبالة ساحل مدينة طولون الفرنسية على عمق واحد وتسعين متراً.