سجل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، أول مشروع تنفذه دولة عربية لاستكشاف الكواكب، عدداً من الملاحظات الفريدة حول العواصف الغبارية المريخية، ما يوفر معلومات عميقة وغير مسبوقة حول طريقة تطور هذه العواصف وانتشارها في مساحات شاسعة من الكوكب.
ويشكل «مسبار الأمل» الإماراتي الذي وصل إلى مدار المريخ في فبراير 2021، أداة ممتازة لمراقبة تفاصيل بنية وتنوّع الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وتقوم عمليات الرصد المنسقة التي تم تسجيلها بواسطة كاميرا EXI ومطياف الأشعة تحت الحمراء EMIRS بتشخيص الحالة الحرارية للسطح والغلاف الجوي السفلي، وتوفر تفاصيل التوزع الجغرافي للغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية المائية والكربونية على مدار نطاقات زمنية متنوعة تمتد من دقائق إلى أيام كاملة.
ويعمل نظام كاميرا EXI على جمع الصور بثلاثة أطوال موجية مرئية، واثنين من الأطوال الموجية فوق البنفسجية، ما يوفر نظرة متعددة الأطياف لطقس المريخ، مماثلة لتلك التي توفرها الأقمار الصناعية، ويتم تجميع تركيبات الألوان المعروضة هنا من الصور المأخوذة من خلال فلاتر EXI ذات الألوان الأزرق والأخضر والأحمر (المتمركزة عند مستويات 437 و546 و635 نانومتر).
وخضعت الصور للمعايرة عبر إزالة العديد من الظلال الخادعة التي أدخلها نظام الكاميرا وهي توفر أيضاً معلومات جغرافية مكانية تسمح بعمل الخرائط، وقد تم تعديل مستويات التباين لتحسين رؤية السمات السطحية والجوية.
اعتباراً من أواخر ديسمبر 2021، رصد كل من EXI وEMIRS عاصفة غبارية إقليمية سريعة التطور، توسعت إلى حجم يزيد على عدة آلاف من الكيلومترات. يتم عرض سلسلة «النماذج الكروية» لسطح المريخ من EXI وEMIRS هنا (موجهة من الشمال إلى الأعلى) لتوثيق نمو وتبدد العاصفة على مدى أسبوعين تقريباً.
وفي 29 ديسمبر، التقط جهاز EXI قرصاً مضاء بالكامل من المريخ متمركزاً تقريباً في «مسطح سرت»، وكانت الفترة منتصف الشتاء في نصف الكرة الجنوبي، وكما هو معتاد في هذا الموسم، كان الغلاف الجوي صافياً نسبياً ولم تظهر سوى سحب رقيقة من الجليد المائي فوق السهول شرقي «مسطح سرت».
في 5 يناير 2022، التقط الجهاز منظراً نصف مضاء للمريخ، كانت الشمس تغرب بالقرب من مركز القرص، ويبدو أن عاصفة غبارية ضخمة تشكلت خلال الأسبوع السابق (قطرها نحو 2500 كم) كانت تقترب من الشرق وتحجب «مسطح سرت» جزئياً، وظهرت غيوم الجليد المائي الرمادية أيضاً.
وكان حوض هيلاس مغطى بالكامل بالسحب الغبارية، بينما تُظهر ملاحظات EMIRS تركيزات عالية من الغبار في عواصف «سرت» و«هيلاس» الغبارية، مع «ضباب غباري» يمتد بعيداً إلى الشرق.
في 7 يناير، تكشف ملاحظة EXI في منتصف اليوم بشكل أفضل مدى انتشار الضباب الغباري وغيوم الجليد المائي الرمادية المنتشرة إلى الشرق من مسطح سرت وإلى شمال حوض هيلاس، كما تكشف بيانات EMIRS عن زيادة سمك الضباب الغباري المنتشر، ما يشير إلى رفع نشط للغبار من السطح الممتد لما لا يقل عن 4000 كم شرق مسطح سرت.
وفي 9 يناير، لاحظ جهاز EXI نصف كرة مضاء بالكامل ومتمركزاً في «مسطح سرت»، وامتد الغبار المرتفع إلى الغرب، مع عاصفة غبارية منفصلة ومتعددة الفصوص (نحو 1200 كم) تحوم فوق شمال غرب المسطح، في حين كشف EMIRS عن مدى الغيوم الغبارية، إذ يصور العمق البصري المتزايد للغبار من شمال غرب مسطح سرت وصولاً إلى الطرف الشرقي من الخريطة.
الخطوة الزمنية الأخيرة هي 14 يناير، ويعرض فيها نظام EXI مشهداً بعد الظهر (قريباً من غروب الشمس) لمسطح، حيث لا تظهر عواصف غبارية منفصلة، بل يحجب ضباب غباري منتشر جزئياً ويمتد باتجاه الشرق من منطقة مسطح سرت/ حوض هيلاس بأكملها. تشير بيانات EMIRS أيضاً إلى ترقق الضباب مع انخفاض كمية الغبار بشكل كبير.