الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

تزايد زبائن مَحالّ الذهب لبيع مقتنياتهم.. والعرب الأكثر

تزايد زبائن مَحالّ الذهب لبيع مقتنياتهم.. والعرب الأكثر

تشهد متاجر الذهب في دبي في الشهرين الأخيرين إقبالاً كبيراً من الزبائن الراغبين في البيع؛ نظراً لارتفاع ثمنه بالتزامن مع الأوبئة والحروب التي يشهدها العالم، إذ يرى الصاغة في هذا الحراك فرصة للتعويض عن الفتور الذي مرّوا به خلال العامين الماضيين، ويعتقد الزبائن أنه وقت مناسب للحصول على بعض السيولة مع اقتراب شهر رمضان المبارك والأعياد، أو لبدء مشروع جديد بعد أن أصبحت مدخراتهم من المعدن الأصفر تجلب «مبلغاً محرزاً».

وأكد أصحاب المحلات في مناطق السطوة وبر دبي لـ«الرؤية»، أن نسبة الزبائن زادت بنسبة 50%، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021، وأن نحو ثلاثة أرباع المتعاملين، ومعظمهم من الإماراتيين والخليجيين والعرب، أو حديثي الزواج، يعرضون بيع مصوغاتهم بعد أن ارتفع ثمنها عن السابق، بينما قلة من يريدون الشراء، حيث وصل ثمن الذهب عيار 18 إلى 187 درهماً، وعيار 21 إلى 218، وعيار 22 إلى 229 درهماً.

زينة وخزينة

وأكد مازن عسكري، صاحب متجر ذهب في منطقة السطوة بدبي، أن سوق الذهب المحلي في دبي يشهد زيادة في عدد الزبائن بنسبة 50% قبيل موسم شهر رمضان والأعياد مقارنة مع المدة ذاتها العام الماضي، التي شهدت فتوراً في المبيعات.

وأضاف أن ارتفاع ثمن الذهب أخيراً أسهم في زيادة نسبة الزبائن الراغبين في البيع، التي وصلت إلى 80% من متعاملي المتجر، بينما 20% منهم يفضّلون الشراء، ومعظمهم من الجنسية الفلبينية وبعض الجنسيات العربية، التي تنظر إليه على أنه «زينة وخزينة»، فيستبدلون الادخار النقدي بقطع الذهب، وعادة ما تكون قطعاً صغيرة بحدود 1500 درهم شهرياً.

إقبال على المطلي

ووافقه الرأي جاره، سونيال ميراج، الذي قال إن المتسوقين البائعين ضعف المشترين، وأغلبهم من قبل جنسيات خليجية وعربية، إذ يبيعون مجوهراتهم الثمينة المصنوعة بتصاميم جميلة تتناسب مع التراث المحلي والخليجي، ويجدون في صعود المعدن الأصفر في الأسواق فرصة للحصول على المال نقداً لأسباب شخصية، بدلاً من تركه مجمداً.

وأضاف: «فيما يخص الشراء، فهو قليل هذه الفترة، وأكثره يكون هدايا رمزية بمناسبة الولادة وأعياد الميلاد، ويغلب عليه عيار 18 أو الذهب المطلي، وغالبية المشترين من جنسيات أجنبية، كون ثمنها أقل من الذهب الحقيقي، ويراوح ثمن الطقم من 300 إلى 1000 درهم».



وتوقّع زيادة نسبة الراغبين في الشراء بدءاً من الأسبوع الثاني من شهر رمضان المبارك، نظراً لقرب عيد الفطر، وهي الفترة التي يعولون عليها لتعويض فترة الركود بسبب جائحة كوفيد-19، خصوصاً أن الشهر الكريم يشهد رواجاً كبيراً لأطقم الذهب، وتحديداً الخليجي عيار 22، كهدايا للعيد وحفلات الأعراس التي تليه، لافتاً إلى أن متوسط ثمنها يكون 20 ألف درهم.

سبائك وقطع تذكارية

وأوضح الصائغ في سوق بر دبي سليم ميرزا، أن متعاملي متجره هم زبائنه منذ أعوام طويلة، وقد اتجهوا أخيراً لبيع القطع الثمنية التي اشتروها سابقاً، نظراً لارتفاع السعر للحصول على «الكاش» لتأمين احتياجاتهم الخاصة، مضيفاً أن أكثرهم من الأسر الخليجية، بينما يرغب 20% منهم باستبدال مجوهراتهم بأطقم حديثة الصنع والتصميم.

وذكر أن حركة زبائنه الجالية الفلبينية بقيت ثابتة، رغم ظروف الجائحة، ولم يتوقفوا عن شراء الذهب بمبالغ شهرية تراوح بين 300 و1000 درهم شهرياً.

وأوضح صفوان العيسى أنه يستقطب الوفود السياحية العالمية التي تأتي بزيارات ميدانية لسوق الذهب، ويشترون كميات من سبائك الذهب والقطع التذكارية كهدايا لأصدقائهم، مضيفاً أنه لاحظ نسبة لا بأس بها من العرب المتزوجين حديثاً يتجهون لبيع مصوغاتهم.

رغبة بالسيولة النقدية

في المقابل، أوضح المتسوق خالد محمد أن ارتفاع سعر الذهب في السوق شجعه على بيع بعض القطع التي ادخرها، ليسدد بها احتياجات شهر رمضان وعيد الفطر القادمَين، مؤكداً أن «اقتناء الذهب يكون لمثل هذه الأوقات، كي لا تتأثر الميزانية الشهرية بالمناسبات التي تتطلب مبالغ إضافية لسداد احتياجات المنزل».

وأشار طالب أحمد إلى أن ارتفاع المعدن الثمين سيساعده في تنفيذ مشروعه التجاري الذي يخطط له، لهذا توجه لسوق الذهب في بر دبي لبيع السبائك التي اشتراها بالرخص، واحتفظ بها لمدة، إلى أن أصبحت رأس مال يعتمد عليه في مصاريف الحياة والالتزامات المالية.

وبيّن أنه تمكّن من بيع السبائك بسعر مناسب لمشروعه الذي سيرى النور قريباً، وسيدخر أرباح المشروع لاحقاً لشراء سبائك بديلة.