السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

4 حسابات «سوشيال ميديا» للفرد بالإمارات.. و33% الإدمان الرقمي خليجياً

كشفت إحصائيات في مجال الإدمان السلوكي والعالم الرقمي عن وصول معدل استخدام الهواتف الذكية والإنترنت في الإمارات لـ7 ساعات ونصف يومياً وهو أعلى من معدل المتوسط العالمي للاستخدام والذي لا يزيد على 5 أو 6 ساعات، مع وجود ما يزيد على 38 ونصف مليون حساب على وسائل التواصل الاجتماعي في الدولة، بمعدل 4 حسابات لكل شخص.

وأوضح الدكتور سعيد خلفان الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي وعضو مجالس المستقبل العالمية في الواقع الافتراضي والمعزز التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، أن إحصائية نشرتها مجلة الإدمان السلوكي أظهرت نسبة الإدمان الرقمي على مستوى الخليج بلغ 33% وأن هناك واحداً من كل 3 أشخاص مدمن على الرقميات، بعلمه أو دون أن يدرك ذلك.

جاء ذلك خلال ملتقى نظمته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ضمن البرنامج الرمضاني لأصحاب الفضيلة ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، اليوم (الأربعاء) في أبوظبي، تحت شعار «الإدمان السلوكي آفة والوقاية منه ثقافة».

تأهيل رقمي للشباب

وركّز الدكتور سعيد الظاهري على ضرورة تأهيل الشباب المقبل على الزواج تأهيلاً رقمياً في كيفية التعامل مع الأطفال في هذا العالم، إلى جانب تفعيل مبادرة الصيام الرقمي، مؤكداً أن 99% من الموجودين في الدولة يستخدمون الإنترنت، وتابع: «هناك 9 ملايين و700 ألف مستخدم للإنترنت في الدولة».

وأضاف: «اليوم الحديث عن توجه جديد يسمى الميتافيرس وهو عالم ثلاثي الأبعاد تتقمص فيه شخصية افتراضية ويمكن أن يكون للإنسان أكثر من شخصية وهي تقنية لها استخدامات إيجابية، إلا أنها تفرض تحديات لا بد أن نواجهها خاصة مع سهولة الإدمان الرقمي بسبب سهولة الوصول إليه».

عيادات افتراضية لتوجيه الأسر

وشرح رئيس قسم التثقيف الصحي في المركز الوطني للتأهيل الدكتور أنس محمود فكري أن الإدمان بحالتيه كإدمان سلوكي أو مواد مخدرة، يجب مواجهته، ونحتاج لمعرفة كيفية استخدام الأشياء من حولنا دون أن تتسبب بالإدمان أو المشاكل لتكون مصدر للتعلم والسعادة، وذلك بتحفيز الطرق الأصيلة والتوعية الجادة.

وأكد أن الاعتماد على التشخيص الذاتي للحالة غير كاف، ولا بد من الاستعانة بأصحاب الخبرة والاختصاص من الأطباء، قائلاً: «التشخيص الخطأ يتبعه علاج خطأ وغير نافع.. وأي نوع من أنواع المخدرات يتم علاجه بطريقة مختلفة وبآليات مختلفة وكذلك السلوك لذا يجب تشخيص كل مصاب بشكل صحيح».

ولفت إلى توفر خدمات الطب النفسي في كافة إمارات الدولة مع ضرورة التركيز على دور الرقابة الوالدية لاكتشاف المشكلات مبكراً، مبيناً أن هناك عيادات افتراضية يتم من خلالها توجيه الأسر لتحديد المشكلة وإدارتها ووضع خطط وآليات للعلاج.

التلطف بالأبناء لعلاج الإدمان

وتطرق رئيس قطاع المعاهد الأزهرية والعضو في المجلس الأغلى للأزهر الشريف الأستاذ الدكتور سلامة جمعة داوود إلى العلاقة بين الإدمان السلوكي وضعف القيم الإيمانية لدى المدمن، موضحاً أن العلاج في زيادة وعي الأسرة بدورها لتقويم السلوك والترفق والتلطف بالأبناء لعلاج الإدمان، إيجاد بدائل مفيدة للانشغال بها والتحذير ضياع الوقت والعمر دون فائدة.

تحذير من «الكرك» والصيام المتقطع

وشددت أخصائية التغذية في مركز المقطع الصحي الدكتورة خولة الحوسني أن كثيراً من الأفراد يميلون إلى إدمان السلوكيات الغذائية مع العلم بمخاطرها على الصحة، مبينةً أنه من الضروري تقسيم الطعام لـ3 وجبات رئيسية، ولا يعني النظام الصحي أن يكون الطعام خالياً من الطعم بل يكون متنوعاً وشاملاً لكل مصادر الغذاء المفيد، مع تحديد 3 وجبات خفيفة منها وجبتين صحيتين وواحدة غير صحية.

وأكدت أهمية تنمية الرقابة الذاتية، خاصة حين اختيار الغذاء والابتعاد عن المواد المصنعة في الطعام والتقليل منه على غرار شاي «الكرك» الذي يحتوي على دهون عالية ومواد مصنعة ومحاولة تجنب الأكل في المطاعم الجاهزة والابتعاد عن الصيام المتقطع الذي يرهق الجسم ويربك الهرمونات مع الالتزام بـ4 قواعد وهي التقليل من السكر، التقليل من الملح، تخفيض حجم الوجبة والالتزام بالرياضة.

الأطفال قوة دافعة للشراء

وشرح الخبير الاقتصادي والمستشار المالي الدكتور صلاح الحليان عن واقعية النزعة الاستهلاكية مثل إدمان التسوق والحد الفاصل بينه وبين السلوك الطبيعي، موضحاً أن معظم السلع تباع بالمليارات للشباب والأطفال من ملابس وفيديوهات وألعاب وغيرها الكثير، مبيناً أن الأطفال يؤثرون على رأي الأهل في كل مناحي الحياة من قرارات شرائية وسفر وغيرها ولديهم قوة دافعة للشراء، وأضاف «الإعلانات تزرع فكرة العلامات المسجلة في أذهان الأطفال حتى يصبحوا زبائن لها مستقبلاً».

مرض «اضطرابات الألعاب الإلكترونية»

من جانبه، أشار الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين «أقدر» العميد الدكتور إبراهيم الدبل، أن منظمة الصحة العالمية أخرجت دليلاً شاملاً للأمراض وأضافت الاضطرابات السلوكية التي تسببها الألعاب الإلكترونية للقائمة التي تشمل ما يزيد عن 5 آلاف مرض، وذلك مطلع يناير 2022.

وأوضح أنه يتم وضع معايير دولية للوقاية من المخدرات وهناك أكثر من 540 تجربة عالمية على مستوى العالم في مجال الوقاية من المخدرات وأكثر من 85 خبير تم فيها تطبيق أفضل التجارب العالمية للوقاية من المخدرات منها لمرحلة ما قبل الولادة والطفولة المبكرة والمتوسطة حتى الشباب بالاعتماد على الأساس العلمي.

ولفت إلى الإشكالية التي تتمثل في ضعف البحث عن المعلومات وضعف المرجعية العلمية حيث يعتمد الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي كمرجع، إلى جانب أن الإدمان يرتبط بالخجل لذا يبقى التثقيف ضرورياً وخاصة دعم أولياء الأمور لاستشارة أصحاب الاختصاص والاستعانة بهم وليس مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً على الآثار الجسدية والأمراض التي يخلفها الإدمان السلوكي مثل الرهاب الاجتماعي، التوحد أو زيادة الوزن.