السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

باحثون من جامعة الإمارات يدرسون أثر تصميم البدلات الفضائية على سلامة روّاد الفضاء

باحثون من جامعة الإمارات يدرسون أثر تصميم البدلات الفضائية على سلامة روّاد الفضاء
تعاون قسم علوم الحاسوب وهندسة البرمجيات في كلية تقنية المعلومات لدى جامعة الإمارات العربية المتحدة مع جامعة توهوكو في اليابان لدراسة أهمية السمع بوصفه إشارة حسية تتيح لرواد الفضاء التنقل بأمان عبر الفضاء متفادين مخاطر التعثر التي قد تفضي إلى إصابات بالغة قد تصل إلى الوفاة.

حيث عمل الفريق البحثي بقيادة خوسيه بيرينغيريس على دراسة السجلات التي تم العثور عليها من تحقيق وكالة ناسا في مهمة أبولو على القمر، والتي كشفت أنَّ 27 حالة سقوط و21 حالة تعثر حدثت بسبب صعوبة قراءة تضاريس المنطقة المحيطة إلى جانب عوامل أخرى. الأمر الذي يؤكد ضرورة تطوير البدلات الفضائية بحيث تكون قوية ومرنة تتيح لرواد الفضاء حرية الحركة دون أن تعيق قدراتهم الحسية أو تقيّد قدرتهم على أداء بعض الحركات لا سيما في المهمات الفضائية المتوجهة إلى القمر وقريباً إلى المريخ.

وتقيس الدراسة مدى تأثير السمع على قدرة الإنسان على إدراك العلاقات المكانية وفهمها وتذكرها، حيث أجرى الباحثون اختبار Fukuda-Unterberger لـ14 مشاركاً ليتمكنوا من تحديد أثر محدودية السمع على قدرة الإنسان على التوازن والحركة.


وقال خوسيه معلقاً بهذا الصدد: «تشير جميع البيانات التي لدينا في الوقت الحالي إلى أن تطوير مدى السمع عبر البدلات الفضائية غاية في الأهمية لنجاح المهمات الفضائية، ولكن مقدار التحسن الذي يمثله في نهاية المطاف يظل مجهولاً. مهما كان الأمر الذي يمكننا القيام به لتعزيز سلامة رواد الفضاء، حتى ولو 1%، يستحق الاستكشاف لا سيما إن كان خياراً أقل تكلفة أو وزناً من أدوات المحاكاة اللمسية».


يذكر أن خوسيه وفريقه الذي يضم الطالبة الجامعية مريم الكويتي – قد عمل سابقاً على ابتكار أجهزة ردود فعل لمسية يتم تثبيتها داخل الأحذية لتسجيل معلومات حول الأرض، وما زالوا يختبرون مدى فاعلية وضع نوع من الميكروفونات البسيطة داخل الأحذية كخيار أرخص وأخف وزناً وأكثر استدامة.

وعلى الرغم من أنَّ الفريق البحثي قد بدأ بالفعل بإجراء تجارب أولية على الميكروفونات المثبتة في الأحذية، إلا أنه يسعى إلى إجراء مزيد من التجارب والأبحاث باستخدام بدلة فضاء حقيقية بهدف الحصول على نتائج أكثر واقعية. حيث يلعب الاختلاف ما بين كثافة الغلاف الجوي في المريخ والأرض دوراً مهماً في تقييم مدى فعالية دمج حذاء الميكروفون في البدلة الفضائية.

ومن جانبها، قالت جينيفر فوغارتي من كلية بايلور للطب في هيوستن بولاية تكساس: «لا يدرك البشر عادة مقدار المعلومات الحسية التي يستخدمونها للتنقل في بيئتهم المباشرة. هنالك الكثير من أجهزة الاستشعار في أجسادنا وأعتقد أننا نعتبرها من المسلمات. على كوكب الأرض، تعمل حواسنا البصرية واللمسية بشكل جيد بما يكفي لأن السمع ربما ليس أمراً حيوياً، ولكن قد تكون الأشياء مختلفة في الفضاء».