الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

وزارة التسامح الإماراتية تنظم ملتقى «زايد نبع الخير للإنسانية»

وزارة التسامح الإماراتية تنظم ملتقى «زايد نبع الخير للإنسانية»
قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، إن شعار «زايد نبع الخير للإنسانية» هو تعبير صادق عما نشعر به من فخر ومباهاة بما نعرفه عن عطاء وإنجازات مؤسس الدولة العظيم، الذي عرفناه والداً عزيزاً وقائداً مخلصاً لوطنه ولشعبه ولأمته وعرفناه حكيماً للعرب، جمع الله فيه كل السمات الإنسانية الرفيعة، كما عرفنا الوالد الشيخ زايد بأدواره العظيمة والمتفردة، في مجالات العمل الإنساني والخيري، ورأيناه يمد أياديه الكريمة لمساعدة المحتاجين في كل مكان، في حرص كبير على حب الناس وتحقيق الخير لهم، في كافة الظروف والمناسبات، فكان «رحمه الله» الزعيم والمثل الإنساني النبيل والقدوة الوطنية الشامخة، فزرع فينا الحب والوئام، ودعانا جميعاً إلى أن نمضي قدماً إلى كافة معطيات العصر دون خوف على الهوية، أو انقطاع عن الأصالة، بل وبالتزام قوي بالقيم الرفيعة، والتقاليد الراسخة لشعب الإمارات، وإن زايد الخير سوف يظل دائما في العين والفؤاد مناط عزة وإلهام، ونبع خيرٍ لا ينضب للإنسانية جمعاء.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح ملتقى «زايد نبع الخير للإنسانية» الذي نظمته وزارة التسامح والتعايش بحضور وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي، وعدد من قيادات العمل الاجتماعي والإنساني والأكاديمي بالإمارات والعالم العربي، حيث سلط الملتقى الضوء على إنجازات الدولة في مسيرة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية من خلال التزامها الدائم بنهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، والذي جعل من الإمارات العربية المتحدة منارة عالمية للتسامح ونموذجاً فريداً للتعايش والعطاء.

كما ركزت أنشطة الملتقى وحلقاته النقاشية على قيم التطوع التي تعد تجسيدا حيا للعمل الإنساني في أبهى صوره، واستعرض الملتقى أهم التجارب للعمل التطوعي في إكسبو2020، كما تم استعراض تجارب جهات إماراتية في مجال العمل الإنساني (على نهج زايد) في مختلف بقاع الدنيا، وشارك بالملتقى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، وصندوق الوطن، وقادة فرق التطوع في إكسبو، وجامعة نيويورك أبوظبي، ومؤسسات التنمية الأسرية، ودوائر تنمية المجتمع في الدولة.


وضم الملتقى كلمة افتتاحية للشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وأخرى للدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وعدة حلقات نقاشية تناولت موضوعات التطوع، وأثر العمل الإنساني التي تقوم به الإمارات على مدى نصف قرن من الزمان محلياً وعالمياً، وأهمية تعزيز القيم الإنسانية الراقية التي غرسها الشيخ زايد في كافة أبنائه.


وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في مستهل كلمته: «أحييكم وأرحب بكم في هذا الاحتفال السنوي المتجدد، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش كل عام، احتفاءً بالذكرى العطرة لمؤسس الدولة العظيم، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، وأرحب بممثلي الهيئات والمؤسسات التي تشارك معنا في رعاية هذا اللقاء وهي هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، وصندوق الوطن، وقادة فرق التطوع في إكسبو 2020 دبي، وجامعة نيويورك أبوظبي، بالإضافة إلى مؤسسات التنمية الأسرية، ودوائر تنمية المجتمع في الدولة، كما أحيي التركيز في احتفال هذا العام على العمل التطوعي، باعتباره تجسيداً قوياً للمبادئ والقيم الأصيلة، التي أرساها في ربوع هذه الدولة القائد والزعيم المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- رحمه الله».

وأضاف: «علينا أن نعمل وبكل عزمٍ وتصميم، على تحقيق آمال وتوقعات المغفور له الوالد الشيخ زايد لمستقبل هذا العالم، بما يتضمنه ذلك من تأكيد معاني العمل الإنساني على أرض الواقع، في إطار من الحرص الكامل على احترام الآخرين، وتحقيق التعاون والعمل المشترك بين الجميع، والسعي الجاد إلى تعميق أواصر الأخوة الإنسانية في العالم، وأقول للمتطوعين والمتطوعات الذين يحضرون معنا هذا اللقاء إن عملكم في خدمة الإنسان هو انعكاس قوي لوعيكم بهذه المسؤولية، بل هو كذلك استجابة مبدعة لما يدعو إليه في كل مناسبة قادة الدولة الكرام، ممثلين في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، وبدعم قوي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإن قادة الدولة الكرام يؤكدون لنا دائما أن العطاء المجتمعي والإنساني هو أمر أساسي ومهم في مسيرة المجتمع، تتوارثه الأجيال بعزم وتصميم في هذه الدولة العزيزة، وهو الطريق إلى مجتمع ثابت الأركان تتحقق فيه المشاركة المثمرة للجميع ويقوم أبناؤه بالتفاعل النشط مع إخوتهم في الإنسانية في كل مكان».

ووجه حديثه للمتطوعين: «إنني أدعوكم جميعاً اليوم في هذه الذكرى العطرة لمؤسس الدولة العظيم، إلى الاستمرار في المبادرة إلى العمل التطوعي وتبني أهدافه وخدمة مجالاته، سواء في التعليم والتوعية، أو الصحة ومكافحة الأوبئة أو الاجتماع ومحاربة الفقر والجوع أو الاقتصاد والبيئة، أو في مجالات الفنون والآداب أو برامج الطفولة والشباب، أو في مجالات الرياضة والتراث، أو في نجدة ضحايا الحروب والعمل النافع مع الآخرين، وهذه كلها مجالات حيوية وهامة تظل دائماً بحاجة ماسة، إلى إسهامات جميع أفراد المجتمع».

وأضاف: «إنني أدعوكم جميعا إلى أن تكونوا نماذج في الانفتاح الكامل على إخوانكم وزملائكم في الوطن والعالم، وإن وزارة التسامح والتعايش تقوم الآن بالتعاون مع صندوق الوطن، وانطلاقاً من نجاح برنامج التطوع في إكسبو 2020 دبي بالإعداد لمشروع متكامل للعمل التطوعي، نسعى من خلاله إلى البناء على ما يتحقق في مجتمع الإمارات من إنجازات مهمة في هذا المجال، وسوف نقوم في هذا المشروع بتوجيه الاهتمام إلى معاني التكامل والتراحم والإخاء والتعاون، فضلاً عن العمل والتنسيق مع مؤسسات المجتمع، من أجل التعريف بمجالات التطوع، وبجهود المتطوعين والمتطوعات، وكذلك السعي إلى استقطاب الأجيال الصاعدة، وتكوين قيادات مستقبلية للعمل التطوعي في الإمارات والعالم».

واختتم كلمته بالدعوة إلى الاعتزاز بحرص دولتنا العزيزة على الإسهام الإيجابي في خدمة الإنسان في كل مكان، فالإمارات سباقة دائما إلى تقديم العون والمساعدة للجميع، وبما يمثل أعلى نسبة من دخلها القومي، بين دول العالم كله، وهذا إنما يؤكد على أن النبع الفياض للمغفور له الوالد الشيخ زايد كان ولا يزال مصدر خير عميم للإنسانية كلها، معبراً عن آماله الصادقة بأن يستلهم الجميع من ذكرى القائد المؤسس، القدرة والعزيمة على العمل المخلص من أجل تأكيد إسهامات الإمارات في نشر السلام والمحبة والتكافل والتضامن في كافة ربوع العالم.