الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول «كيف تساعد التكنولوجيا المؤسسات في مواكبة المستقبل؟»

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول «كيف تساعد التكنولوجيا المؤسسات في مواكبة المستقبل؟»

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المحاضرة الرمضانية الرابعة لمجلس محمد بن زايد بعنوان «كيف تساعد التكنولوجيا المؤسسات على النمو لمواكبة المستقبل»، والتي أكد فيها الخبير الاستراتيجي والمدير التنفيذي المؤسس لجامعة «التفرد» سليم إسماعيل، على أساسيات التكنولوجيا واستراتيجيات المستقبل، وأهمية التكيف كعامل جديد في التنافسية، مشيداً باستباقية دولة الإمارات عالمياً بتطويرها لهياكل قانونية مهيأة للمستقبل.

حضر المجلس.. سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في وزارة شؤون الرئاسة، وعدد من الشيوخ والمسؤولين.





وعقدت المحاضرة أمس (الثلاثاء)، في مسجد الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، وألقاها سليم إسماعيل وهو مؤلف كتاب «المنظمات الأسيّة» ومؤسس مؤسسة «إكسو ووركس» وخبير استراتيجي في مجال الأعمال ويعمل كمستشار لمؤسسات عالمية، والمدير التنفيذي والمؤسس لجامعة التفرد، وكان رئيساً للابتكارات في «ياهو».

الاستقراء الخطي

وركز الخبير والمستشار سليم إسماعيل في المحاضرة على 3 أساسيات في استراتيجيات المستقبل، تتمثل في أن التكنولوجيا تنمو بشكل متسارع ما يؤدي لوجود عدد كبير من الابتكارات، كما أن المنظمات والمؤسسات تتغير بسبب هذا النمو المتسارع قائلاً: «هنا تكمن فرصتنا لنعيد تنظيم أنفسنا لنحصد هذا التغير عوضاً عن مقاومته»، إلى جانب الوفرة وليس الندرة والتي يمكن أن تكون هي الطريق لحل تحديات اليوم والغد.

وبيّن أن وجود شكل ابتكاري تجديدي في مؤسسة كبيرة يظهر الفرق في التحولات التي تطرأ عليها، مبيناً أن هناك مقاومة للتغيير، وقال: «عديد من المؤسسات في العالم عانت من مقاومة التغيير ما يقودها لمواجهة تحدي النمو المتسارع أو الأسّي، ما يعلمنا بدوره ما يعرف بالاستقراء الخطي».

تجربة الإمارات

وتحدث إسماعيل عن تجربة دولة الإمارات في هذا الصدد، موضحاً أنها بيئة يتم التدرب فيها على النمو الأسي أو المتسارع والتغيير في العقلية الذي يقود إلى مسار مختلف عما اعتاد عليه الأفراد والمؤسسات في السابق، بالاعتماد على التكنولوجيات ضمن نماذج العمل واصفاً الأمر بالفريد في تاريخ الإنسانية.

وقال: «في كل مرة نرى التكنولوجيا في تسارع مستمر.. وسابقاً لم يكن لدينا هذا العدد الكبير من التكنولوجيات التي تتضاعف خلال أشهر، حيث تزيد البيانات بشكل ضخم عاماً بعد عام.. وتكمن الحلول في التكنولوجيات نفسها.. ما يقودنا لدينامياكيات رئيسية في العالم، أولها الرقمنة والسرعة في الذاكرة كالموجودة على الهواتف النقالة والاتصالات.. ورقمنة الأشياء يعد بحد ذاته شكلاً تجديدياً».

تكنولوجيا جديدة

وعن الإنجازات والتكنولوجيات الجديدة، ذكر إسماعيل ابتكار مجسات مجهرية دقيقة للغاية للكشف عن سرطان الثدي خلال دقائق، وهي أفضل بـ80% من الأشعة ومثبتة علمياً تمت تجربتها واختبارها، موضحاً أنه لتعميم هذه التكنولوجيا يجب أن تتوفر لدى المؤسسات عقلية مختلفة وإمكانية لمواجهة التيار المقاوم للتغيير في الشركات الحالية، موضحاً أن التحدي الذي يواجهه العالم في ظل هذه الإنجازات والابتكارات يكمن في وجود صعوبات اجتماعية وتقليدية حين تطبيقها.

وشدد على أهمية احتضان كافة الاقتراحات وألا تقول الشركات «لا» لأي فكرة بل تؤخذ جميعها في عين الاعتبار، ليكون هناك أفكاراً أكثر يمكن تجربتها وهذا يغير الشركات تماماً، وقال: «أفتخر بدولة الإمارات العربية المتحدة وبكيفية تطويرها لهياكل قانونية لتكون مهيأة للمستقبل وهناك قليل من الدول تقوم بذلك.. حيث إن أغلب القوانين توضع بشكل دفاعي وكردة فعل، إلا أن الإمارات تستبق الأحداث وتفتح المجال للاحتمالات الرائعة».

وأكد أن الشركات الأكثر سرعة في التأقلم فاقت في أدائها معظم الشركات الأخرى بمقدار 40 ضعفا كعائد لحملة الأسهم بشكل إجمالي، لافتاً إلى وجود آلة قياس واضحة وهي كلما زادت مرونة المنظمة كلما زاد نجاحها.

احتضان الابتكارات

وحدد إسماعيل، 3 قواعد للمستقبل، أولها احتضان التكنولوجيا والابتكارات القادرة على التغيير، ثانياً أن تكون المنظمات مهيأة للتكيف والتأقلم وليس فقط الشركات حتى الهيئات الحكومية والغير حكومية، وأخيراً تغيير العقلية تماماً.

وقال: «خوف بعض الشركات والمؤسسات من الحفاظ على الأعمال الحالية فوت فرصاً كبيرة للنمو.. ويجب أن تتوفر أسس واضحة في عقلية الجهات والمنظمات ترتبط بالوفرة والنمو المتسارع والتطلع نحو المستقبل بلا حدود»، مبيناً أن الفائدة تكمن في تحويل دولة الإمارات للاختراعات والتكنولوجيا إلى فوائد تجارية نحو النمو المتسارع في الأرباح.

وشدد على أهمية التأقلم والتكيف في ظل العالم الذي يتغير بسرعة، وأن تضع الشركات نفسها خارج إطارها بعيداً عن السياسات الجامدة، موضحاً أنه يجب القيام بكل شيء استناداً على الأدلة لبناء الخطوات التالية، وأن الفشل هو طريق التطور وعلى الجميع الاستعداد للفشل.