الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

رائد الأعمال أحمد جاسم: أقدّم أسرار خلطات عطور تجمع المتوارث بالمستحدث

رائد الأعمال أحمد جاسم: أقدّم أسرار خلطات عطور تجمع المتوارث بالمستحدث

رائد الأعمال أحمد جاسم: أقدّم أسرار خلطات عطور تجمع المتوارث بالمستحدث.

جعل من خبرته الطويلة في العمل بمهنة العطور والبخور، أساساً انطلق منه لريادة الأعمال، مستفيداً من أسرار الصنعة والخلطات التي تناقلتها عائلته عن أجداده، ليقدمها بقوالب جديدة، جامعاً بين المتوارث والمستحدث، في سبيل إنجاح مشروعه.

وقال رائد الأعمال الشاب أحمد جاسم، صاحب محل «دانة العين للبخور والعطور» إنّ دولة الإمارات تعتبر من أهم الدول التي توفر بيئة استثمارية مميزة للشباب لسهولة العمل بها، وذلك بسبب تمتعها ببنية تحتية متقدّمة على مستوى العالم، تساعد على تخفيض تكاليف تأسيس الشركات في الإمارات، كما تُقدّم حكومة الإمارات الكثير من التسهيلات للمستثمرين من جميع الجنسيات، بالإضافة إلى سهولة الحصول على رخصة تجارية في وقتٍ قصير جداً، وبإجراءات سلسة وسهلة بعيدة عن التعقيد، مع إتاحة تأشيرات ذهبية لرواد الأعمال، بالإضافة إلى عشرات المزايا والحوافز الواعدة للمستثمر.

وأضاف جاسم، أنّ فكرة مشروعه ممتدة منذ 15 عاماً، إذ إنها تعد مهنة أجداده وعائلته في دولة الإمارات منذ 15 عاماً، لذا عندما قرر أن يفتتح مشروعاً اختار المجال نفسه؛ لأنّ لديه خبرة كافية اكتسبها من الماضي، إضافة إلى حبه للعطور والبخور، موضحاً أنّ لديه في المحل الكثير من أنواع البخور، فلديه بخور سيارات، وزيوت وعطور مخمرية، وكلها يدوية

وأشار جاسم إلى أنّه ليس لديه عطر معين يحظى بإقبال استثنائي، نظراً لاختلاف أذواق الناس، فهم يعملون على تنويع الخلطات والعطور، إلا أنّ طبيعة الموسم تفرض عليهم إنتاج عطور بعينها، ففي موسم الصيف يتم إنتاج العطور العربية، وخاصةً العود الذي يتغلب على أي روائح تنجم عن ارتفاع الحرارة في هذا الوقت، أما في الشتاء فالعطور الباردة هي التي تفرض نفسها، نظراً لكونها باردة وخفيفة وتتناسب مع حرارة الجو المعتدلة، لافتاً إلى أن عطوره جميعها تشهد إقبالاً كبيراً.

ارتفاع الطلب في الأعياد

وأوضح رائد الأعمال، أنّ الطلب يرتفع على العطور العربية في مواسم الأعياد، خاصةً أنّ المحل يحتوي على الكثير من الأنواع المميزة ذات تأثير كبير مفعم بالروائح العطرية الفاخرة، التي تحتوي على دهن عود ودخون.

وأفاد بأنّه يشارك في الكثير من المعارض والمهرجانات، سواء في دبي أو العين أو أبوظبي أو الشارقة أو رأس الخيمة، حيث شاركوا هذا العام بجناح في القرية العالمية، كما شاركوا في الأسواق الموجودة في البرنامج الثقافي الرمضاني لمعهد الشّارقة للتراث في منطقة التراث، للترويج لمنتجاتنا والتعريف بها، خاصةً أنّ مجال العطور يحتاج إلى أن الشخص نفسه يشاهد العطور، ويشتم رائحته حتى يستطيع أن يعرف الفرق بين عطر وآخر، وهذا ما يفتقده من خلال مشاهدة صور العطور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لذا فهم يحاولون استغلال المعارض في كسب عملاء جدد، ويقومون بعمل تخفيضات وعروض على منتجاتهم تراوح ما بين 15 - 30%، خاصة أنّ أسعارهم تكون في متناول الجميع، حيث إنّ الأسعار تبدأ من 70 درهماً، و100 درهم، و150 درهماً.

نصائح مهمة للشباب

نصائح ذهبية مهمة، قدّمها رائد الأعمال الشاب أحمد جاسم، وذلك عند شراء العطور من المحلات المتخصصة، قائلاً إنّه يجب على المشتري ألا يشم أكثر من نوعين أو ثلاثة من العطور على الأكثر في المرة الواحدة، وذلك لأنّ الأنف لا يستطيع أن يميّز بين العطور في حالة شم أكثر من نوع أو اثنين من العطور.

وقال إنّ الفرد الذي يشتري العطور إذا أراد أن يستنشق أكثر من نوع عليه أن يستنشق حبوباً أو مسحوق القهوة، ثم شم العطر مجدداً، مشيراً إلى أنّ هناك طريقة أخرى هي الخروج للهواء الطلق، ثم العودة مرة أخرى للشم، ومن الممكن أن يكون العطر واحداً، لكن الرائحة تختلف عند وضعه، من شخص إلى آخر.

وأوضح جاسم أنّه يجب عدم الاحتفاظ بالعطور في الأماكن الحارة، مثل السيارة، لأنّ الروائح تتغير في مثل هذه الحالات، كما أنّ من الممكن أن تنفجر داخل السيارة، لذا فإن من الأفضل الاحتفاظ بزجاجات العطور في الأماكن الباردة.

وأضاف جاسم أنّ الكثير من الشباب يفضلون الوظائف لأنّها سهلة وبعيدة عن المخاطرة، خاصة أن فكرة أي مشروع تحتاج إلى جهد وتعب ومخاطرة كبيرة، وهذا كله لا يفضله الكثير من الشباب، ورغم وجود مزايا للوظيفة، فإن مزايا فتح مشروع أكبر بكثير من أي وظيفة وخاصة أن القلق من الفشل قد يكون بداية نجاح المشروع لأنّ المشروع الشخصي هو مستقبل كل شاب، ويجب أن يسأل أي شاب نفسه عندما يصل إلى عمر التقاعد، ماذا يفعل إذا لم يكن لديه استثمار خاص.

كما قدّم رائد الأعمال الشاب، مجموعة من النصائح المهمة للشباب أنّه لكي ينجح في أي مشروع، فعلى الشخص أن يكون صاحب خبرة كافية من أجل إطلاق المُنتج لكل نشاطٍ، حتى ولو كان بسيطاً في تصميماته الخاصّة، فالأهم أنه سوف يُلبي احتياجات المُستهلكين، وهذا ما يسمى بـ«سر المهنةِ»، مشيراً إلى أنّه يجب أن يكون لدى الشاب القدرة على تحديد ملامح المُنتج الذي سيطلقه في الأسواق حتى يكون من السهل إنتاجه بالجودة المطلوبة، وذلك سيكون عكس تدريب الموظفين على منتج غير محدد الملامح.

وأكد أنّه يجب أن تتوافق استراتيجية الإنتاج مع مُتطلّبات المُستهلك، فقد تكونُ استراتيجية إنتاج عطور ذات كلفة مُنخفضة مع احتساب هامش ربح قليل وسيلة جيّدة لزيادة حجم مبيعات المشروع، فإذا كانت هذه الاستراتيجية لا تتناسب مع طبيعة المُنتج وتكون كلفة إنتاجه عالية، فإنّ من الضروري أن يتميز المنتج بجودة عالية، حتى يرضي بها العملاء المُستهدفين، وبالتالي سيكون الطلب عليه كبيراً رغم سعره المرتفع، مع ضرورة سرعة تطوير المُنتج؛ لزيادة القدرة التنافسيَّة.

وأشار إلى أنّ إمكانية تطوير المُنتج، يعد من العوامل المهمة التي تُساعد على استمرار نشاط المنشأة، كما تمنحها قدرة تنافسيّة أكبر، فلا يمكن زيادة نسبة الإقبال على منتجاتك، إنْ لم تكن مُواكبة لمُتغيّرات السوق واحتياجات العملاء، لذا فإن مراقبة تغيّرات السوق لمعرفة احتياجات ورغبات العملاء مهم، لمواكبة أي تغير في أسرع وقت لتطوير المُنتجات.

ونوه جاسم بضرورة اختيار فريق عمل يكون لديه مهارات عالية، إذ إنّ كل عملٍ تجاري يجب أن يكون لديه مجموعة من الخبرات والمهارات التي يجب توافرها، من أجل تنفيذ مراحل الإنتاج بالجودة والكلفة المطلوبة، فالمستهلك لا ينفق أمواله على تعليم وتدريب موظفي الشركة، بالإضافة إلى أنّ فكرة الاستعانةِ بمصادر عمل خارجية لتنفيذ مهام رئيسية بالمشروع ليست فعّالة، لذا يجب التأكد من حسن اختيار الفريق وضمان استمراريتهم في العمل بأداء جيد.

وأفاد بأنه يجب على صاحب العمل أن يبرز نفسه كخبير في مجال عمله، لأنّ هذا سيساعده على زيادة شبكة علاقاته، وبالتالي زيادة الطلب على العلامات التجارية في السوق، لذلك فإن من الضروري الحرص على المشاركة في الفعاليات والمؤتمرات المتعلقة بنشاط الشركة، وتكوين صورة واضحة عن نفسه وعن مجال شركته على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

التخطيط الجيد والإدارة الفعالة

وشدد على ضرورة إدارة التدفقات النقديّة بطريقة سليمة، لأن ذلك يعد من أهم عوامل بقاء واستمرار الشركة، بل يساهم أيضاً في النموّ والتوسع، وزيادة العمل، منوهاً بضرورة التّخطيط الجيّد والإدارة الفعّالة، لأنّ أي مشروع ناجح يتطلّب تخطيطاً جيداً لمهام أقسام المشروع، مع ضرورة وجود إدارة مؤهلة يكون لديها القدرة والخبرة لمراقبة ومتابعة تنفيذ العمل، إضافة إلى اتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المُناسبة لتحسين سير العمل.

وقال جاسم إنه لنجاح مشروعك يجب عليك أن تكون من الأشخاص الصابرين بشكل كبير جداً، فمجال الاستثمار يحتاج إلى الكثير من الوقت من أجل تحقيق النتيجة المرغوبة من ذلك الاستثمار، فعليك الصبر ثم التفكير في تلك المجالات التي تتيح لك الاستثمار الناجح على المدى الطويل من الوقت وليس على المدى القصير فقط.