السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

رائد الأعمال محمد كمال: تأسيس الشركات الخاصة للمستثمرين ورواد الأعمال سهلة

رائد الأعمال محمد كمال: تأسيس الشركات الخاصة للمستثمرين ورواد الأعمال سهلة

رائد الأعمال محمد كمال: تأسيس الشركات الخاصة للمستثمرين ورواد الأعمال سهلة .

استفاد من وظيفته بالشكل الأمثل لتأسيس مشروعه الخاص، إذ استثمر المهارات التي اكتسبها والنقود التي ادخرها من العمل في تحقيق حلمه، وهو في ريعان الشباب وفي قمة قدرته على العطاء والإنتاج وتحمّل المشاق، فكانت الثمرة شركة «روزنامة» لتخليص المعاملات وخدمات رجال الأعمال، التي أنشأها رائد الأعمال الشاب محمد كمال.

وقال كمال، في حديثه لـ«الرؤية»، إنه تفاجأ بسهولة إجراءات تأسيس الشركة الخاصة للمستثمرين ورواد الأعمال في الإمارات، إلا أن التحديات التي واجهته كانت على الصعيد الشخصي، فرأسماله بسيط، وهو في بداية حياته الزوجية، ما دفعه إلى العمل منفرداً في الشركة، دون موظفين يستعين بهم في المهمات المختلفة.

وأشاد بالمناخ الاستثماري المتفرد الذي تهيئه دولة الإمارات، بتقديم التسهيلات وإزالة المعوقات وتوفير البنية التحتية اللازمة لممارسة الأعمال، مبيّناً أن نجاح أي مشروع يعتمد على التخطيط الجيد، إضافة إلى وضع أهداف وتوقعات في شتى مراحل المشروع حتى يحقق التقدم المنشود، مع الوضع في عين الاعتبار هامش المخاطرة «المحسوبة».

خبرات التسويق

وأوضح كمال أنّه مقيم في دولة الإمارات منذ أكثر من 10 سنوات، وكان آخر عمل التحق به هو «التسويق» بأحد البنوك، واستطاع من خلال هذه الوظيفة اكتساب الكثير من الخبرات والمهارات وكوّن شبكة علاقات كبيرة.

وأضاف رائد الأعمال الشاب، البالغ 35 عاماً، أنّه بعد العمل في هذه الوظيفة لأكثر من سنتين، فكّر كثيراً في أنّ الوظيفة ليست منتهى طموحه، بل كان يحلم بأكبر من ذلك، خصوصاً مع وجوده بدولة مثل الإمارات، وهي بلد اللامستحيل، الأحلام والأمل، وتحقيق الطموحات.

وأشار إلى أنّه بدأ يفكر في المجال المناسب له، فوجد ضالته في شركة تخليص معاملات، لا سيما أنّه اكتسب مهارات متنوعة من عمله في البنك من خلال التعامل مع العملاء، وكيفية إقناع العملاء بالخدمات التي يقدمها، وبالفعل بدأ في وضع دراسة جدوى لمشروعه الجديد، والكلفة وكيفية إنشاء تراخيص لشركة.

مفاجأة في تأسيس الشركة

وبيّن أنّ المفاجأة بالنسبة له أنّه وجد إجراءات التأسيس والحصول على الرخصة بسيطة وميسرة للمستثمرين، ما جعله يتفاءل أكثر بنجاح مشروعه، مشيراً إلى أنّه بالفعل بعد الانتهاء من دراسة الجدوى اتّخذ الخطوات الأولى لافتتاح مشروعه.

وأكد أنّه في بداية افتتاح المشروع، لم يستعن بأي أحد، فقد كان يقوم بجميع الأعمال حتى يوفر رواتب الموظفين، فقد كان يقوم بالتسويق والرد على اتصالات الزبائن والقيام بإجراءات تخليص المعاملات، مضيفاً «كانت الأمور صعبة في البداية وتشكّل إرهاقاً جسدياً كبيراً، لكن كل هذا التعب يهون عند مشاهدة المشروع ينمو ويتسع، مع وجود دعم معنوي من الأصدقاء والأهل، وتأكيدهم أنّ النجاح يأتي بالإصرار والعزيمة والمثابرة».

الخدمات المقدمة

وتابع أنّه بالفعل بدأ يسوق لاسم شركته «روزنامة» لخدمات الشركات ورجال الأعمال والأفراد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي «إنستغرام، وتويتر، وفيسبوك»، وكانت النتيجة إيجابية، خصوصاً أنّ هذه المنصّات تضمن الوصول إلى شريحة كبيرة من الجمهور لعرض الخدمات.

وذكر أنّه بعد فترة قام بإنشاء موقع إلكتروني للشركة، يحتوي على كل خدمات الشركة التي يقدمها، متضمنة إنشاء الشركات، وتخليص جميع المعاملات الحكومية، وترتيب خدمات التأمين الصحي، وخدمات الزيارات السياحة وإقامة العائلة، وخدمات الكشف الطبي والهوية، وخدمات «إيجاري»، وعقود المكاتب خدمات الدائرة الاقتصادية.

العام الأصعب

وعن الصعوبات التي واجهته في المشروع، قال كمال إنّ الصعوبات التي واجهته كانت في عام كورونا والإغلاق شبه التام الذي أصاب العالم، فتوقفت أغلب الأعمال، وهنا تأثر بشكلٍ كبير جداً؛ لأن شركته تقوم على الخدمات العامة، وتسهيل الإجراءات، وكان التراجع بنسبة 70% من أعمال الشركة، لكن لم يكن لديه شك في أنّ دولة الإمارات ستنجح في التصدي لهذه الجائحة، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها تدريجياً، وبالفعل هذا ما حدث.

وأردف في العالم التالي 2021 وبداية الجاري رجعت الشركة إلى العمل بقوة؛ لتعويض ما حدث عام 2020.

وأضاف رائد الأعمال الشاب أنّ خطوة ترك وظيفة، وفتح شركة لم تكن سهلة، خاصةً أنّها كانت في بداية حياته الأسرية، لكن المستقبل دائماً يحتاج إلى مخاطرة، فأغلب رواد الأعمال المتميزين قاموا بالمخاطرة المحسوبة من أجل تحقيق النجاح في «البيزنس»، وحتى إن تعرض أحدهم في البداية إلى الفشل أو الخسارة، فليس معنى ذلك أنّها نهاية الكون، بل بالعكس سيكون هذا دافعاً لمحاولة تصليح الأخطاء وتلافي التقصير لاستكمال المشروع، فهذا المجال البيزنس يحتاج إلى «قلب قوي»، وعقل لا يتوقف عن التفكير بسبل النجاح.

بيئة مشجعة على الاستثمار

وعن الاستثمار في دولة الإمارات، أكد كمال أنّ دولة الإمارات تساعد على النجاح والاستثمار فيها، فيوجد على أرض دولة الإمارات نحو 200 جنسية يعيشون في سلام وأمن وأمان، وهذا أساس نجاح أي عمل، كما إنّ أغلب الشركات العالمية لديها مقرات في الإمارات، إضافة إلى أنّ نسبة السياح في الإمارات من الدول العربية وغيرها كبيرة جداً، خاصةً في المناسبات سواء الأعياد المختلفة أو ليلة رأس السنة، فهذا كله يشجع على تأسيس المشروعات الخدمية في الإمارات.

وأفاد بأنّ الدولة «تقدم جميع التسهيلات الممكنة لضمان استقطاب الاستثمار إليها، وإزالة أي معوقات تؤخر عجلة التطور المتسارعة، وهذا لن تجده إلا في دولة الإمارات، كما توفر مرافق البنية التحتية الممتازة، مدعومة بالخبرات المهنية والخدمات الشخصية، التي تعطي الدولة ميزة تنافسية على دول أخرى، كما تتيح دولة الإمارات مرونة كبيرة للقيام بالأعمال التجارية في أي مكان في الدولة، تشمل أماكن ممارسة الأعمال المناطق الحرة، والمناطق الصناعية، والمنشآت التجارية، وما إلى ذلك».

وأشار إلى أنّ الإمارات تعتبر مكاناً آمناً للعيش والاستثمار، حيث تعم فيها قيم التسامح واحترام الآخر والتنوع الثقافي، لافتاً إلى أنّ الدولة احتلت المرتبة الأولى عربياً في المؤشر العام لتقرير السعادة العالمي 2020.

التخطيط الجيد

وأوضح رائد الأعمال الشاب، أنّ مفتاح نجاح أي مشروع، وخصوصاً المشروعات الصغيرة والمتوسطة، هو التخطيط الجيد إضافة إلى وضع أهدافٍ توقعات في جميع المراحل، والتي تبدأ من إنشاء المشروع حتى الإنتاج والبيع، مشيراً إلى أنّ من المهم على رجل الأعمال الناشئ، أن يضع أهدافاً وطموحات لمشروعه، خلال السنوات الأولى لمشروعه، كي يحقق نمواً وتقدماً، لذا يجب على جميع أصحاب الشركات الجديدة التخطيط الجيد مع وضع توقعات يمكن تحقيقها.

وتابع أن «أولى الخطوات التي تُنجح أي مشروع هي الانطلاق في تحقيق الأفكار والأهداف التي يفكر فيها كل شخص منا، والخروج بالأفكار التي يقال عنها أفكار من خارج الصندوق التي تساعد في جني الأرباح»، مشيراً إلى أنّ الكثير من الناس يكون لديهم الكثير من الأفكار الفعالة الإيجابية، لكن لا يعرفون كيفية استغلال تلك الأفكار بطريقة صحيحة.

وأكد أنّه عند التفكير في فتح مشروع معين، ينبغي دراسة هذا المشروع بشكلٍ جيد بالكامل وإعداد دراسة جدوى ناجحة، تهدف إلى دراسة السوق، المنافسين، والتكاليف، فإذا كان صاحب المشروع يفتقر إلى الخبرة في مشروعه، فإنه في هذه الحالة يجب الاستعانة بمن يمتلك الخبرة.

وشدد على أنّه ينبغي على صاحب أي مشروع أن يكون مليئاً بالطاقة الإيجابية، وأن يتوقع النجاح ويستبعد الفشل، وينبغي تذكر تحقيق الذات، وتذوق النجاح، إضافة إلى تطوير الشخصية، وزيادة الموارد وغيرها من الكلمات التي تمثل دعماً قوياً لصاحب المشروع