السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

التمكين الاقتصادي يخفض انتكاسة مرضى الإدمان بنسبة 80%

أكد اختصاصيون في علاج وتأهيل متعاطي المؤثرات العقلية أن فترة تفشي جائحة فيروس «كوفيد-19» زادت الرغبة والطلب على المواد المخدرة، وارتفعت أعداد مدمني المواد المخدرة حول العالم، مبينين أن تضافر جهود المؤسسات والتثقيف حول مكافحة الطلب على المخدرات هو السبيل لتطويق الإدمان، إلى جانب التمكين الاقتصادي الذي يخفض الانتكاسة بنسبة 80% لدى المرضى المتعافين.

جاء ذلك خلال أعمال مؤتمر الجمعية العالمية لأخصائيي علاج وتأهيل متعاطي المؤثرات العقلية، وعلى هامشه المنتدى العالمي الثالث لرواد الشباب في مجال الوقاية من المؤثرات العقلية، اليوم (الخميس)، برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والذي ينظمه المركز الوطني للتأهيل بمركز أبوظبي للمؤتمرات (أدنيك).

شبكة عالمية من الشراكات

وأوضح مدير عام المركز الوطني للتأهيل الدكتور حمد الغافري أن المؤتمر يسعى لبناء شبكة عالمية من الشراكات الاستراتيجية بين المؤسسات والمنظمات الدولية والمتخصصين والاتفاق على آليات للتعاون ولتعزيز هذه الشراكات ويشكل فرصة لتبادل المعرفة حول المستجدات العلمية والبحثية في مجال الإدمان وكذلك العلاجات والتدخلات الوقائية الحديثة التي تم إثبات فاعليتها، وأفضل التجارب والممارسات العالمية في هذا الجانب.

ارتفاع عدد المدمنين

وأشار المدير الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي القاضي الدكتور حاتم علي أن الأزمة الاقتصادية العالمية لم تضف بمفردها تحديات جديدة في زيادة رقعة المزروع من المواد المخدرة ودخول لاعبين جدد في مجال تصنيع وتخليق المخدرات والمؤثرات العقلية.

وقال: «أصاب وباء فيروس كوفيد-19 العديد من مناطق العالم بزيادة الرغبة والطلب على المواد المخدرة للتعامل مع التحديات الصحية والنفسية التي صاحبت هذا الوباء، وتحرك العديد من معامل تخليق المخدرات والمؤثرات العقلية إلى دول لم تكن بها من قبل، كل هذا أدى إلى زيادة أعداد مدمني المواد المخدرة حول العالم مما زاد من التحدي التي تواجهه»

وثمّن جهود دولة الإمارات في مجال تحديات الجريمة والمخدرات وإعادة التأهيل، إضافة إلى شراكتها القوية مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على مدار العقد الماضي.

التثقيف يحبط الطلب على المخدرات

من ناحيتها، بيّنت نائب رئيس بعثة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالإنابة روبن سولومون أن التثقيف حول مكافحة الطلب على المخدرات في جميع أنحاء العالم ركيزة أساسية لنهج شامل لمكافحة هذه الأزمة، مشيرةً إلى تعاون وزارة الخارجية مع الحكومات المحلية والمجتمع المدني لإنشاء برامج تدريبية متخصصة، مثل المنهج الشامل للوقاية من تعاطي المخدرات وعلاج المصابين باضطراب تعاطي المخدرات.

وذكرت أن هذه البرامج ترتكز على تطوير أساليب الوقاية والعلاج وتمكين المدربين من رفع معايير الرعاية في مجتمعاتهم وجاري العمل على إيجاد كيفية لدمج مناهج الوقاية والعلاج الجديدة في الدورات الدراسية المحلية، وقالت:«نحن فخورون بأهمية دور برامج التبادل الأكاديمي في تحقيق الأهداف المرجوة ومواجهة هذا التحدي العالمي المتمثل في الإدمان».

التمكين الاقتصادي يخفض الانتكاسة

من جانب آخر، أكد مساعد وزير التضامن ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في جمهورية مصر العربية الدكتور عمرو عثمان، أن الدراسات أظهرت في حال تمكين مرضي الإدمان اقتصادياً وتنميتهم اجتماعياً يرفع ذلك نسب التعافي الكامل وعدم الانتكاسة بنسبة 80%، مشدداً على دور الارتقاء بجودة الحياة الاجتماعية للمتعافين من الإدمان على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية في خفض الانتكاسة.

وشرح أن الدراسات في مجال علاج مرض الإدمان بمصر كشفت أنه في حال اكتفاء المؤسسات والمراكز الطبية بعلاج المرضى عبر سحب السموم المخدرة من الجسد فقط لا تزيد نسبة التعافي الكامل حينها عن 2%، وفي حال إعادة تأهيل المرضى نفسياً واجتماعياً ترتفع النسبة إلى 50 أو 60%، لتصل إلى 80% في حال اعتماد آليات تمكين المتعافين اقتصادياً.

وأشار إلى دور الخطوات الاستباقية في تقليل وخفض نسب الانتكاسة بتفعيل المبادرات والبرامج التي تصب في تمكين المرضي اقتصادياً، وفتح مجالات فرص عمل أمام المتعافين من الإدمان، ورفع الوصمة الاجتماعية التي تلحقهم بشكل كبير والتي تودي بهم للانتكاسة.

وأشار إلى التعاون المستمر بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة على كافة الصعد ومنها توقيع بروتوكول تعاون مع المركز الوطني للتأهيل ينص على تبادل الخبرات بين الجهتين وتم على اثره تنفيذ سلسلة من ورش العمل التدريبية والدورات التي ساهمت في صقل مهارات الكوادر العمل في علاج المرضي والتعامل معهم.

80 ندوة علمية

ويستضيف المؤتمر نحو 1200 متخصص وباحث في مجالات علوم اضطرابات الإدمان وبرامجه الوقائية والعلاجية والتأهيلية من 98 دولة حول العالم، ويتضمن تقديم 80 ندوة علمية مخصصة للأبحاث والدراسات الحديثة تصاحبها 25 ورشة عمل و15 برنامج تدريبي عالمي في كافة التخصصات ذات الصلة، كما يتيح إمكانية الحضور الشخصي والافتراضي.

65 شاباً وشابة في منتدى الوقاية

ويجمع المنتدى العالمي الثالث لرواد الشباب في مجال الوقاية من المؤثرات العقلية، نحو 65 شاباً وشابة تراوح أعمارهم بين الـ18 و24 عاماً في أبوظبي من 40 دولة حول العالم، ويشارك أيضاً 16 شاباً وشابة من دولة الإمارات، بهدف دعمهم وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لتطبيق التدخلات الوقائية الفعالة وتدشين خطط عمل مجتمعية يقودها الشباب في مجال الوقاية من تعاطي المؤثرات العقلية.

وأوضح المتحدث الرسمي عن منتدى الشباب للوقاية من المؤثرات العقلية الدكتور سيف درويش أن المركز الوطني للتأهيل نفذ خطة عمل مستقبلية لمتابعة المشاركين وما يقومون به للوقاية من المؤثرات العقلية يتم فيها التواصل بشكل شهري عبر البريد الإلكتروني واللقاء الافتراضي بشكل ربع سنوي وحفل تجمع سنوي افتراضي، ويتم التحضير لإنشاء شبكة يقومون بإدارتها بأنفسهم، ليكون حلقة وصل للقادة الشباب في هذا المجال على مستوى المنطقة.

وأضاف أنه يتم تعريف الطلبة بمجموعة من المهارات تتمثل في القيادة والتخطيط بأسلوب تحفيزي وفي نفس الوقت يتم تقديم برنامج تدريبي عالمي.