الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

عالم التنمر.. أسرار يخفيها الأبناء خوفاً من الابتزاز والآباء آخر من يعلم

عالم التنمر.. أسرار يخفيها الأبناء خوفاً من الابتزاز والآباء آخر من يعلم
قصص الطلبة التي سردوها عن حوادث التنمر كشفت عن قواسم مشتركة بين الضحايا جسدياً ونفسياً وسلوكياً تظهر بمجرد لقائهم والحديث معهم، وكذلك الأمر بالنسبة للطلاب الذين مارسوا التنمر على زملائهم فهم يتميزون بصفات معينة، أما أولياء أمور كلا الطرفين فكان القاسم المشترك الأبرز بينهم هو عدم معرفتهم بأن أبناءهم وبناتهم يتعرضون للتنمر أو يمارسونه في محيطهم الاجتماعي، إلا بعد إبلاغهم من قبل إدارات المدارس أو انتشار فيديو لهم على وسائل التواصل.

«الرؤية» استمعت لشهادات أهالٍ كان أبناؤهم أطرافاً في قضايا تنمر بهدف معرفة مدى اطلاعهم على الأمر قبل حدوثه وتواصلهم مع أطفالهم، وكيف تعاملوا مع القضايا، ليتبين أن ابتزاز ضحايا التنمر بنشر الفيديوهات وهم يتعرضون للضرب أو الاستهزاء كان أبرز أسباب صمتهم وإخفاء ما يتعرضون له عن أسرهم.

من جهتهم، درس خبراء تربويون ونفسيون شهادات الطلبة ممن كانوا أطرافاً في قضايا التنمر، وأكدوا أن تكريس مشكلة التنمر وإفراز ضحاياه يعود إلى تغذية العنف أو الانطوائية في نفوس الطلبة وهو أمر يرتبط بـ4 حلقات رئيسة في المجتمع الإماراتي، تبدأ من الأسرة عبر إهمال الوالدين لأبنائهم وتركهم دون إرشاد أو ممارسة العنف داخل المنزل، ومن ثم تأتي المرحلة الثانية وهي وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقسم إلى قسمين يتمثل الأول بظهور ما يسمى بـ«التنمر الإلكتروني»، والثاني يرتبط بالآثار السلبية للمحتوى غير المراقب على تلك المنصات والبقاء لساعات طويلة في هذا العالم دون ممارسة أي أنشطة اجتماعية أخرى، وأخيراً المدرسة التي إما أن تعيد المتنمر إلى توازنه النفسي والاجتماعي عبر إعادة ارتباطه بمحيطه بعلاقات إيجابية، أو أن تغذي بذرة التنمر بإهمال المشكلة ذاتها ويتحول الطالب لاحقاً إلى خطر يهدد من حوله دون أن يعلم ذلك، وأخيراً غياب مراكز التأهيل النفسي ومراكز الإيواء لتقويم سلوك المتنمرين باعتبارهم «ضحايا».


وبينوا الصفات التي تربط بين المتنمرين من جهة، أو من يمارس عليهم التنمر من جهة أخرى، وذلك لمساعدة الأسر على معرفة أبنائهم ومساعدتهم والحديث معهم.


ابتزاز بالفيديو

وبرر أولياء أمور طلبة، تعرُّض أبنائهم للتنمر داخل مرافق المدارس بأن العوامل التي جعلت أطفالهم ضحايا لغيرهم هي شخصياتهم الهادئة وميولهم لعدم مشاركة زملائهم لأي نشاط مدرسي، بالإضافة إلى المعاناة من التأخر الدراسي كما أن بعضهم يعاني من إعاقات جسدية وحسية، مشيرين إلى أن ما يدفعهم لعدم إخبار أسرهم عن العنف الذي تعرضوا له هو ابتزازهم بفيديوهات مصورة للعنف الذي تمت ممارسته ضدهم، لضمان صمتهم.

وقال والد الطالب عبدالله الطنيجي في الصف التاسع إن ابنه تعرض للاعتداء بالضرب من قبل زملائه في الفصل الدراسي، نظراً لأنه لم يستجب لهم حين طلبوا منه أن يغششهم في الامتحان الفصلي، موضحاً أنه تعرض لمضايقات عدة منهم تمثلت في الاستهزاء به وشتمه أثناء الفسحة المدرسية، ثم تطور الأمر بأن أصبحوا يرمونه بعلب العصائر الفارغة، وأثناء خروجهم من بوابة المدرسة دفعوه على الأرض بقوة، ما جعله يبلغ إدارة المدرسة بالواقعة، مشيراً إلى أن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل قام المتنمرون بانتظاره في اليوم التالي عند مواقف السيارات، وحين ترجل من المركبة التي تقله للمدرسة توجهوا ناحيته واعتدوا عليه بالضرب وتسديد اللكمات لوجهة وأنحاء متفرقة من جسده.

وأضاف: «ما شجعهم على ضرب ابني هو شخصيته الهادئة وميوله لعدم مشاركة زملائه الأنشطة الرياضية في المدرسة مثل لعب كرة السلة، كما أنه خجول ومنطوٍ على نفسه».

لم أعلم بالواقعة

وقال والد الطالب زايد الذي تعرض للتنمر في الفصل الدراسي بالفجيرة الشهر الماضي في واقعة عرفت بـ«فيديو التنمر في الفجيرة»: «فور وصول مقطع الفيديو المتداول لهاتفي أبلغت الجهات الأمنية التي بدورها اتخذت الإجراءات اللازمة حيال الواقعة»، مبيناً أن ابنه «هادئ الطباع في البيت والمدرسة ومتفوق في دراسته، ولديه ثقة عالية بنفسه إلا أن واقعة التنمر التي تعرض لها من قبل أصحابه في الصف أثرت على نفسيته، فأصبح يميل للصمت ويشعر بالخجل من مواجهة أفراد الأسرة، كما أصبح لا يرغب في الذهاب للمدرسة وطلب مني أن أنقله لمدرسة أخرى».

وأضاف: «على الرغم من أن ابني زايد قريب مني ومن أمه كذلك ويخبرنا بكل ما يحدث معه بشكل يومي، إلا أنه لم يخبرنا بواقعة الاعتداء عليه بالضرب لخوفه من فقدان احترام أسرته له، ولأن من قاموا بهذا الفعل هددوه بنشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في حال أبلغ إدارة المدرسة أو حتى أسرته، لذلك فضل الصمت وعدم التبليغ عما حدث له».

عبارات جارحة

وفي واقعة مشابهة عرفت باسم «حافلة كلباء» التي حدثت في نفس الفترة اعتدى 5 مراهقين يدرسون بمراحل دراسية مختلفة بالضرب والسب على طفل يبلغ من العمر 11 عاماً في حافلة مدرسية كانت تقلهم لمدرستهم، وقال والد الطفل «سلطان» المعتدَى عليه إن ابنه من «أصحاب الهمم»، وهو في حالة نفسية سيئة جداً، خصوصاً أنه أجرى عملية جراحية في عينه قبل أشهر فقط، مؤكداً أنه يعلم بأن ابنه تعرض للضرب بشكل متكرر، وإلى مضايقات أخرى منذ بداية العام الدراسي.

بدورها، قالت والدة مروى عزيز طالبة في الصف الثامن: «تعرضت ابنتي قبل نحو عام لواقعة تنمر لفظي تضمن عبارات استهزاء، ولم أتوانَ عن تقديم بلاغ لدى إدارة المدرسة بهذا الخصوص، إذ وجه هؤلاء المتنمرون لابنتي عبارات جارحة وخادشه للحياء، والتقليل من قدر وظيفتي كوني أعمل مراسلة بنفس المدرسة، ما سبب لها اكتئاباً حاداً والرغبة في جلوسها وحيدة لساعات طويلة»، موضحة أن التأخر الدراسي الذي تعاني منه ابنتها والناتج عن مشاكل في النمو العقلي الذي تعاني منه منذ ولادتها، جعلها شخصية مستسلمة لأي عنف يمارَس ضدها وكذلك شعورها بالنقص، مقارنة بأخواتها المتفوقات في دراستهن.

خوف من ردة الفعل

وذكرت والدة ضحيتي تنمر تم رصدهما عبر خط نجدة الطفل التابع لمركز حماية حقوق الطفل بالشارقة: «سجلت طفليّ خلال عطلة الصيف في أحد الأندية الرياضية، وبعد أسبوع من التحاقهما بالنادي بدآ يشتكيان من قيام ابن المدرب بضربهما بشكل مستمر وحين أخبرا والده تجاهلهما وحين أخبراني اتصلت بخط نجدة الطفل الذين اتخذوا الإجراءات اللازمة وتحققوا من صحة الواقعة، نظراً لوجود آثار ضرب على جسديهما، موضحة أنه على الرغم من أن شخصية طفليها قوية إلا أن خوفهما من ردة فعل المدرب، ومن استمرار العنف الواقع عليهما جعلهما يفضلان عدم إخباري، خوفاً من تفاقم العنف الكيدي ضدهما».

إثبات للذات

من جانبهم، أكد ذوو طلبة متنمِرين أن دوافع أبنائهم للتنمر هي الرغبة في فرض السيطرة وإثبات الذات بحجة حماية أنفسهم من أي اعتداء قد يتعرضون له، موضحين أن تربية الأسرة لهم هي ما يغرس ويعزز هذا السلوك لديهم، مطالبين إدارات المدارس بسَن عقوبات صارمة على هذه الفئة لفقدان الأسرة السيطرة على أبنائها المتنمرين.

وقال والد المتهمين في واقعة تنمر «حافلة كلباء» إن ولديه يتشاجران كثيراً مع أخوتهما في البيت، وحين يوبخهما يؤكدان له أن دافعهما هو المزح والضحك، كما أنهما لا يخبرانه عما يحدث معهما، سواء في المدرسة أو النادي الرياضي الذي يتجهان إليه مساء للعب كرة القدم، كما أنهما يتحدثان بصوت عالٍ مع أي فرد من الأسرة أثناء توجيه النصائح لهما، مشيراً إلى أن مستواهما الدراسي متوسط، كما أنهما يفضلان البقاء خارج البيت مع أصدقائهما في الحي السكني، الذين يكونون على شكل مجموعات لا يزيد عددهم على 10 أشخاص، ويفضلون التوجه للسينما والمراكز التجارية معاً.

وحول واقعة التنمر، أكد أنها حدثت في الحافلة، وهو أمر لم يكن يتوقع من أبنائه القيام به، نظراً لأنها المرة الأولى، وكانت ردة فعل على العبارات المستفزة التي وجهت لهما من قبل الطرف الآخر.

عدم تقبل التوجيه

وطالبت والدة أحد المتهمين في الواقعة ذاتها إدارات المدارس بفرض عقوبات رادعة على الطلبة الذين يتنمرون على زملائهم، مؤكدة أنها فقدت السيطرة على التحكم بسلوك ابنها، كونه أصبح لا يتقبل التوجيه منها، في حين أن والده مرتبط طوال أيام الأسبوع بالعمل في إمارة أخرى، مبينة أنه مع بلوغ ابنها السابعة من عمره ظهرت لديه أعراض العنف المتمثلة في تكسير الألعاب الخاصة بإخوته، ويتعمد قفل أبواب غرف المنزل على من هم أصغر منه سناً وهم يبكون، وحين تعدى الـ13 من عمره بدأ يستمتع بتوثيق وقائع الشجار الذي يحدث بين إخوته وزملائه عبر تصويرها بالفيديو في هاتفه النقال، ثم يكرر مشاهدتها وهو في حالة ضحك هستيرية، علاوة على ردة فعله العنيف تجاه أي تصرف يصدر من زملائه في الفصل.

بدورها، وصفت والدة «غاية» ابنتها بالمتمردة والعنيدة، وأضافت: «تتحدث معي أحياناً بصوت عالٍ وحاد، وحين أعاقبها كان والدها يتولى الدفاع عنها، ودلاله الزائد هو الذي أوصلها لمرحلة التنمر على زميلاتها».

بذرة العدوانية

من جانبه، قال أستاذ علم الجريمة بجامعة الشارقة الدكتور أحمد العموش إن المنابع الرئيسة لخلق التنمر وتغذيته هي الأسرة والمدرسة ووسائل التواصل الاجتماعي، موضحاً أن ضعف الإدارة الأبوية ينتج عنها تقدير ذات منخفض لدى الأبناء يدفع بهم إلى البحث عن مصدر للأمان كما يعتقدون مثل الانضمام إلى «شلة» يكون معظم أفرادها أكبر منهم عمراً، حتى يحصلوا على الحماية من أي عنف قد يتعرضون له من زملاء المدرسة أو الحي السكني، ومع الوقت يكتسبون السلوك العدواني للمجموعة التي ينتمون إليها.

وأضاف: «أسهم غياب الرقابة المدرسية للطلبة غير الأسوياء من الناحية السلوكية في نمو بذرة السلوك العدواني لدى هذه الفئة وتالياً تحوله لتنمر، عززه في أنفسهم ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مقاطع وصور وقصص العنف الذي أسهم بشكل مباشر في خلق سلوك عدواني لدى فئة المراهقين الذين جنحوا للعدوانية بهدف إثبات ذواتهم، نتيجة فشلهم في الدراسة وفقدانهم الاهتمام من أسرهم، لا سيما أن التنمر يقوم على مبدأ «حكم القوي على الضعيف»، ففي معظم الأحيان يزاول المتنمرون العنف بجميع أنواعه سواء لفظياً أو جسدياً أو نفسياً على من هم أضعف منهم وتحديداً فئة «الانسحابيين» أو «المنعزلين» من فاقدي الدعم الاجتماعي الذين تغلب عليهم صفات القلق وفقدان الثقة بالنفس وعدم التفاعل مع زملاء الدراسة»، مشدداً على خطورة سلوك العنف في المنزل وأثره على الصغار.

سلوك دخيل

بدوره، ذكر الموجه التربوي سعيد نوري أن التنمر سلوك دخيل ولم يكن دارجاً في أوساط المجتمع الإماراتي أوجدته وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وكذلك التطور التكنولوجي ما ولد عنفاً ممنهجاً، مُعرِفاً التنمر بأنه سلوك عدواني يشجع على ممارسة العنف من قبل شخص أو مجموعة أفراد نحو غيرهم، وتنتشر هذه الظاهرة بشكل أكبر بين طلاب المدارس في جميع المراحل الدراسية، ويتصف هذا السلوك بالتكرار والاستمرارية.

وتابع: «يأخذ التنمر أشكالاً عدة، منها التنمر اللفظي ويشمل السخرية والاستفزاز والتعليقات غير اللائقة والتهديد، والتنمر الجسدي مثل الضرب والعنف وغيرها من طرق الإيذاء البدني، والتنمر العاطفي من خلال الإحراج الدائم للشخص ونشر الشائعات حوله».

وحدد الظروف أو العوامل المشتركة بين المتنمِّرين في الظروف الاجتماعية والاقتصادية والأسرية، موضحاً أن الظروف الاجتماعية تتمثل في انفصال الأبوين الذي ينتج عنه غياب الرعاية الأسرية والرقابة على سلوك الأبناء، وتالياً غياب المثل الأعلى في المنزل، ما يدفع بالطفل أو المراهق للبحث عن النموذج الغائب عن حياته بين أصدقائه سواء في محيط المدرسة أو الحي السكني، وغالباً ما يتجه إلى الأصدقاء الذين لديهم ميول عدوانية تجاه الآخرين ليمنحوه الحماية والأمان الذي يفتقده في حياته.

وأضاف نوري: «كذلك تسهم الظروف الاقتصادية في غرس سلوك التنمر لدى الطلبة والمتمثلة في محدودية دخل الأسرة»، موضحاً أن الطالب الذي تكون قيمة مصروفه اليومي الذي يأخذه من أسرته أقل من غيره يشعر بالنقص، وتالياً يتولد لديه سلوك عدواني يجعله يطبق هذا السلوك تجاه زملائه الذين يعطيهم أولياء أمورهم مصروفاً بقيم أكبر من مصروفه، نظراً لإحساسه بالدونية وقلة تقدير الذات.

وحول الصفات التي تجمع بين المتنمِّرين ذكر أنها تتمثل في السلوك العدواني الذي يظهر في الألفاظ والأفعال وحب السيطرة، وذلك بهدف إثبات الذات لشعوره بأنه شخص تعرض للإهمال من قبل الأسرة أو المجتمع بالإضافة إلى «حب الذات السلبي» الذي يجعل المتنمر يعبر عن تقديره لذاته بإيذاء الآخرين والتسبب لهم بالضرر، لا سيما خلال سنوات المراهقة التي تجعل من يمر بها يشعر كأنه في رحلة بحث عن هويته.

وبخصوص الصفات المشتركة بين ضحايا التنمر، قال نوري: «تتمثل في ضعف الشخصية نتيجة فقدان حنان الأب والأم أو وفاة أحدهما، ما يسهل للمتنمرين ممارسة العنف عليه علاوة على أن ضحية التنمر يكون منعزلاً وخجولاً ومنسحباً اجتماعياً، نتيجة التهميش والنقد السلبي غير المبرر والذي تعرض له من قبل الأسرة والمدرسة، ما نتج عنه فقدان الثقة بالذات وجعله خاضع للآخرين من أصحاب السلوك العدواني».

حلقة وصل

وذكر المستشار الأسري راشد آل علي أن المراهقين يجنحون إلى التنمر، لسببين رئيسين هما وقت الفراغ والرغبة في إثبات الذات، مشيراً إلى أن بناء جسور الثقة بين المراهق ورئيس شؤون وحدة الطلبة في المدارس سيسهم بشكل مباشر في معرفة أي واقعة تنمر قد تحصل في المدرسة، فور حدوثها ومنع تفاقمها.

وركز على سلبيات تداول فيديوهات التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي، مبيناً أن هذا الأمر يفاقم الآثار السلبية، ويجعل معالجة الأمر على المستوى النفسي والاجتماعي أكثر تعقيداً.

ضحية تنمر يتعاطى المخدرات

تشهد ساحات المحاكم قضايا عدة تكشف عن أحداث حصلت في الماضي للمتهم غالباً ما تكون سبباً غير مباشر للقضية التي يقف المتهم أمام المحكمة بشأنها.

وكانت محكمة جنح الشارقة تعاملت مع قضية متهم خليجي بتعاطي مواد مخدرة، تم ضبطه وفقاً للإجراءات القانونية وبحوزته مخدر «ميتافيتامين» بعد ورود معلومات موثوقة المصدر حول حيازته على مؤثرات عقلية (بقصد التعاطي)، وراعت المحكمة الدفوع المقدمة في القضية، كون المتهم يعاني من وسواس قهري جاء بسبب اضطرابات نفسية، نتيجة وقوعه ضحية تنمر متكرر أثناء دراسته.

وقال المتهم (ن،ع)، (24 عاماً) في تحقيقات النيابة العامة إنه لم يتعمد تعاطي المواد المخدرة وإنه يعاني من اضطرابات نفسية منذ المراهقة استدعت علاجه لدى عيادات الطب النفسي، ثم تطور الأمر إلى تعاطيه مواد مخدرة، كون الأدوية أضحت لا تأتي بنتيجة تذكر.

وفي جلسات سابقة متداولة بالمحكمة، قدم المحامي محمد المرزوقي الموكل عن المتهم مذكرة دفاع تفيد بأن المتهم تعرض خلال فترة المراهقة للتنمر والاعتداء عليه بالضرب مرات عدة من قبل زملائه بالمدرسة نتج عنها تراجع مستواه الدراسي وتعرضه لاضطرابات نفسية وعدم القدرة على التركيز والرغبة في العزلة، وتالياً تركه للمدرسة وهو في الصف العاشر، ثم تطورت الحالة النفسية لديه إلى أن تحولت لوسواس قهري تمثل في سلوكيات متكررة وقهرية جعلته غير قادر على التحكم بتصرفاته، فاستدعت حالته تناول أدوية تحتوي على نسب أكبر من المواد المخدرة، بحسب ما صرفه له الطبيب النفسي.

وقدم المرزوقي دفوعاً تفيد بأن تبعات التنمر المتكرر الذي تعرض له المتهم سابقاً جعلته فريسة سهلة للأمراض النفسية، كونه لم يتم تأهيله ودمجه بالمجتمع فأضحى غير مسؤول عن تصرفاته بشكل كامل.

لقراءة المزيد عن الموضوع: شهادات على لسان طلبة تكشف عن صنَّاع التنمر في المدارس

لقراءة المزيد عن الموضوع: دراسة: النعت بالألقاب يتصدر أساليب التنمر.. ومطالب بدور إيواء لتأهيل الضحايا