الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

جدل حول صعوبة شروط التسجيل في جامعة الإمارات.. والإدارة: نسب القبول لم تتأثر

اختلف أكاديميون حول شروط القبول في جامعة الإمارات، ففي الوقت الذي انتقدت فيه الأستاذ المشارك في الإعلام بالجامعة الدكتورة عائشة النعيمي، الشروط، واصفة إياها بأنها تعجيزية وتحول دون قبول الشباب للدراسة في الجامعة كونها تقضي بالحصول على معدل دراسي بالثانوية العامة يتخطى الـ80%، واعتماد القبول المباشر 1250 إمسات للغة الإنجليزية، أي ما يعادل 5.5 آيلتس، رأى البعض الآخر أن نسبة القبول ليست كبيرة، ويجب وضع اختبارات قبول تختص بالقدرات والمهارات الخاصة بالطلاب.

وأوضحت النعيمي عبر سلسلة تغريدات على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، أن تلك الشروط تضع المجتمع الإماراتي أمام الكثير من الإشكاليات وأبرزها تفجر عدد كبير من القضايا الاجتماعية داخل الأسرة الإماراتية حين تشعر بالعجز عن تمويل أبنائها لمواصلة تعليمهم العالي في الجامعات الخاصة، مطالبة بوضع معايير معقولة ـ وفقاً لتعبيرها ـ فيما يتعلق بقبول الطلبة الإماراتيين للدراسة بالجامعة، بحيث تضع في اعتبارها كل الظروف والعوامل الخاصة بالعملية التعليمية في المدارس الحكومية بمراحلها المختلفة.

من جانبه، ذكر نائب مدير جامعة الإمارات للشؤون الأكاديمية ومدير الجامعة بالإنابة الأستاذ الدكتور غالب الحضرمي البريكي، أنه على الرغم من رفع درجة الحد الأدنى لمجموع درجات الثانوية العامة من 75% إلى 80% بداية من العام الأكاديمي (2019 ـ 2020)، فإن ذلك لم يؤثر سلباً بشكل ملحوظ على أعداد الطلبة المواطنين المقبولين قبولاً مباشراً بالجامعة والمقدرة بـ1146 طالباً مقارنة بـ1201 طالب في العام الأكاديمي السابق 2018 ـ 2019.


التعليم المدرسي


وذكر عبدالرحمن غانم العلي الطالب في جامعة الإمارات أن نسبة الـ80% لا تُعد نسبة كبيرة لقبول الطلاب لأنه فعلياً الكليات مثل العلوم الإنسانية والطب وغيرها تطلب معدلات أكبر ما بين الـ95% والـ98%، وهو ما يشير إلى أن هذا المعدل ليس بالمعدل الذي يمنع الطالب الإماراتي من الالتحاق بجامعة الإمارات، وأنه يتوقع زيادته لكي ترفع الجامعة من جودة تعليمها، وتنافس على المستوى العالمي للتقييم الجامعي.

وأكد أن المشكلة ليست في متطلبات القبول في جامعة الإمارات بقدر ما تتمثل في نظام التعليم المدرسي الذي لم يهيئ الطالب لهذه المرحلة في حياته، ولم يدعمه أو يضغط عليه لتنمية قدراته.

بدوره، أشار الطالب عبدالله سعيد إلى أن الخلل ليس في متطلبات القبول في جامعة الإمارات، بل في مخرجات التعليم المدرسي الذي ينتج طلاباً بمستوى ضعيف، موجهاً اللوم إلى التعليم المدرسي، داعياً الجامعة كصرح وطني إلى استيعاب هذا الخلل، وقبول الطلاب وتهيئتهم للدراسة الجامعية من خلال سنوات تأسيسية ترفع من مستوى الطلاب.

من جانبها، ذكرت الطالبة مريم خالد الحوسني أن رفع معدل قبول الطلاب ليس في صالح الطلبة خريجي الثانوية العامة، نظراً لصعوبة اجتياز امتحان الآيلتس من المرة الأولى، الأمر الذي يهدد الكثيرين بعدم القدرة على استكمال دراستهم وتسربهم من التعليم، مشيرة إلى ضرورة تسهيل الأمور، لأن التعليم المدرسي يختلف كلياً عن الجامعي.

بدورها تقول الطالبة اليازية علي محمد أن رفع نوعية وجودة التعليم بجامعة الإمارات يتطلب تطوير الطالب لنفسه لكي يكون مؤهلاً للالتحاق بالجامعة، لافتة إلى أن ذلك لا يحدث في المدارس، وبالتالي يأتي ليتفاجأ بواقع مختلف تماماً في الجامعة فيتسرب ويتوقف عن التعليم.

دراسة مقارنة

وأكد نائب مدير جامعة الإمارات للشؤون الأكاديمية ومدير الجامعة بالإنابة الأستاذ الدكتور غالب الحضرمي البريكي، خلال مؤتمر صحافي رداً حول ما أثير مؤخراً حول تغير سياسات الجامعة تجاه قبول الطلاب الإماراتيين: «نؤكد أن نهج التطور- المدعوم بالبيانات - الذي تتبعه الجامعة يستند إلى دراسة مقارنة أجريت مؤخراً تشير إلى أنه على الرغم من رفع درجة الحد الأدنى لمجموع درجات الثانوية العامة من 75% إلى 80% بداية من العام الأكاديمي (2019 ـ 2020)، فإن ذلك لم يؤثر سلباً بشكل ملحوظ على أعداد الطلبة المواطنين المقبولين قبولاً مباشراً بالجامعة والمقدرة بـ1146طالباً مقارنة بـ1201 طالب في العام الأكاديمي السابق 2018 ـ 2019.

وأضاف: «أوضحت الإحصاءات أنه في العام الأكاديمي 2018 ـ 2019 كان نحو 60% من طلبة المدارس الثانوية المقبولين في جامعة الإمارات مسجلين في البرنامج التأسيسي (السنة التحضيرية)، الذي كان يستهلك على الأقل عاماً أكاديمياً كاملاً يقضيه الطلبة المقبولون قبولاً مشروطاً في هذا البرنامج التصحيحي قبل الالتحاق بكلياتهم، بينما تم قبول 40% فقط من الطلبة قبولاً مباشراً في الكليات المختارة، ونتيجة لهذا التباين الواضح بين مهارات الطلبة المقبولين قبولاً مشروطاً والطلبة المقبولين قبولاً مباشراً، عززت جامعة الإمارات معايير القبول في العام الأكاديمي 2019 ـ 2020 لتصل نسبة الطلبة المقبولين قبولاً مباشراً في كليات الجامعة إلى 77%، بينما التحق 23% فقط بالبرنامج التأسيسي».

وأشار مدير الجامعة بالإنابة إلى توجيهات وزارة التربية والتعليم وفق استراتيجية التعليم إلى إلغاء البرنامج التأسيسي (السنة التحضيرية) في الجامعات الحكومية، لذا اتبعت جامعة الإمارات منهجاً استباقياً مبتكراً يعتمد على التواصل مع طلبة المرحلة الثانوية بهدف زيادة جاهزيتهم للالتحاق مباشرة بالتعليم العالي دون الحاجة إلى قضاء وقت إضافي في البرنامج التأسيسي، وترتكز فكرة هذا النهج الاستباقي على استبدال المساقات التأسيسية التقليدية بالوحدات الدراسية الإلكترونية التي ستكون في متناول أيدي الطلبة أينما كانوا، وذلك من خلال المنصة الإلكترونية التي أُطلقت مؤخراً بناء على الشراكة بين جامعة الإمارات العربية المتحدة، وبين إحدى المنصات العلمية الرائدة على مستوى العالم (edX).

اختبارات مهارية

وذكر مدير الجامعة القاسمية الدكتور رشاد سالم، أن رفع نسبة القبول بالجامعات يرفع من نوعية المخرجات التي تقدمها لسوق العمل، مقترحاً إمكانية توسيع دائرة القبول للطلاب عبر وضع اختبارات قبول تختص بالقدرات والمهارات الخاصة للطلاب، وبذلك يتم تقييم الطالب من حيث قدرته على الالتحاق بجامعات معينة مثل الكليات الفنية والمهارية لقياس مدى تميزه في الرسم أو الإلقاء أو الكتابة أو التصوير، وبالتالي توجيهه للكلية التي تناسبه.

وأضاف سالم أن الحد الأدنى للقبول بمعدل 80% ليس بالرقم التعجيزي، وفي متناول عدد كبير من الطلاب، مشيراً إلى أن العالم يحتاج حالياً إلى خريج يعتمد على المهارات والملكات الخاصة به بالدرجة الأولى لضمان الكفاءة والاستمرار في المهنة والتميز فيها.

بدوره، أوضح أستاذ الإعلام السابق في جامعة الإمارات علي قاسم، أن نسبة القبول التي لا تقل عن 80% ليست بالمعيار الحقيقي لتقييم الطالب، لافتاً إلى ضرورة توفير معايير أخرى لتقييمه، وذلك عبر قياس معدله التراكمي خلال الـ12 سنة الدراسية في التعليم.

ولفت إلى أن نسبة القبول لا تؤثر على التقييم العالمي للجامعة إلا بنسبة ضئيلة، كونها أحد المعايير للتقييم، مشيراً إلى أن الكثير من الجامعات في أمريكا وأوروبا لا تعتد بهذا المعيار بل تتوجه لمواهب الطالب بالدرجة الأولى وما يناسبه من دراسة.

التأثير 2%

وأكدت جامعة زايد أنها حددت نسبة 70% في المعدل العام لقبول طلبة الثانوية العامة القسم العام، ونسبة 75% في القسم المتقدم، موضحة أن رفع نسبة القبول في الجامعة جاء بعد دراسة وعمل إحصائية كشفت عدم تأثر الطلبة برفع النسبة، بل أسهمت في تقليص عدد أعوام الدراسة من حيث إلغاء مساقات التعليم الأساسي التي كانت تستمر لعام دراسي كامل.

من جانبه قال الدكتور رياض المهيدب المدير السابق لجامعة زايد، إن رفع نسبة القبول في الجامعات يكون بعد دراسة دقيقة تتعلق بتأثيرها على المستوى الدراسي العام للطلبة ونسبة الذين لم يتم قبولهم، مشيراً إلى أن رفع معدل قبول الطلبة لا تتعدى نسبة تأثيره 2% على المستوى العام للطلبة المتقدمين للتسجيل بالجامعات في حال كان المعدل المطلوب للقبول مناسباً ومراعياً للمتوسط العام لنسبة خريجي طلبة الثانوية العامة على مستوى الدولة وبكافة الأقسام (المتوسط، العام، النخبة).

برنامج مكثف

من جانبها، أكدت جامعة الفجيرة الخاصة، أنه «على الرغم من تحديد 60% كحد أدنى لقبول خريجي الثانوية العامة في الجامعة إلا أن الإدارة قررت قبول الطلبة الذين يقل معدلهم عن هذه النسبة تسهيلاً لهم حيث يتم إلحاقهم ببرنامج مكثف لفصل دراسي كامل يتم من خلاله تدريسهم مواد اللغة الإنجليزية وأساسيات الحاسب الآلي والرياضيات واللغة العربية»، وبعد اجتيازهم لهذا البرنامج يُسمح لهم بالالتحاق بالتخصص الدراسي مباشرة.

وأكد مدير عام جامعة الشارقة الدكتور حميد مجول النعيمي أن الحد الأدنى لقبول خريجي الثانوية العامة في الجامعة هو 70% الذي يؤهلهم للالتحاق ببعض الكليات مثل العلوم والحوسبة والمعلوماتية، أما التقدم للالتحاق بكليتي الهندسة والعلوم الصحية وتخصص هندسة الحاسوب بكلية الحوسبة والمعلوماتية، فلا يقل عن 75%، وبخصوص كلية الهندسة فيتطلب القبول للالتحاق بها 80%، في حين يتطلب الالتحاق بكلية الطب أن تكون نسبة الطلبة المتقدمين للدراسة فيها لا تقل عن 90%.

ولفت إلى أن تحديد معدلات القبول في الجامعات تعتبر من المعايير الأساسية التي تدخل في التصنيف العالمي للجامعات، كونها تحفز الجامعة على توفير معاهد البحث العلمي ومراكز التميز ومجاميع بحثية في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى تطوير وسائل التعليم والاتفاقيات الفعالة مع الجامعات العالمية.