الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إماراتي يعيش بين الجبال منذ 100 عام

إماراتي يعيش بين الجبال منذ 100 عام
أيهما ينتمي إلى الأخر الجبل أم الإنسان؟ لا يمكن الجزم بالإجابة لكن الوالد سيف بن خلفان النقبي الذي لا يتهيب صعود الجبال ويعيش بينها لديه ما يشير إلى إجابة تتحدث عنها تفاصيل حياته.

في بيته القابع وسط مزرعته الصغيرة، في منطقة المرير بإمارة الفجيرة، قضى سيف بن خلفان النقبي 100 عام بين زنود الجبال، متلمساً الطريق نحو التأمل والهدوء، ورغم منحه منزلاً حديثاً ومجهزاً إلا أنه آثر قضاء معظم وقته في مزرعته بين الجبال والأودية بعيداً عن الضجيج وزخم المدينة، معتبراً اعتناءه بمزرعته الصغيرة وتناول ما تنتجه من حبوب البر والذرة، وماشيته التي يربيها، كفايته من الحياة.

يفتخر بزيارة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة له، واضعاً صورة توثق الزيارة في مجلسه في المزرعة بالإضافة إلى صورة لسمو الشيخ محمد بن سعود القاسمي ولي عهد إمارة رأس الخيمة.


أفاد سيف النقبي بأنه يبدأ يومه بصلاة الفجر في مسجده الصغير برفقة أبنائه ثم يتناول إفطاره المكون من العسل والقرص والتمر والقهوة العربية، ثم يتابع أعمال المزرعة من سقي المزروعات والاعتناء بالمواشي.


تحت «سمرة» بنى مجلساً ليجتمع بأبنائه وأحفاده وأبناء عشيرته للتشاور فيما يواجههم من إشكاليات الحياة اليومية، وليس ببعيد عن المجلس بنى النقبي مسجداً لعابري السبيل يصلي معهم الفروض الخمسة ويشرع مائدته لكل ضيف.

يعرف عنه بره بوالديه الراحلين، ويلتف حوله أبناؤه اليوم براً به، في مشهد يجسد عمق الأواصر الاجتماعية بين أبناء المجتمع في الإمارات.

ويعتقد النقبي أن الطعام الطبيعي يقي من الأمراض، مشيراً إلى أنه لا يأكل إلا مما تنتج الأرض من الخضراوات والفواكه، ومما تنتجه المواشي من سمن وحليب ولبن ولحوم، فيما يواصل ممارسة المشي على الجبال يومياً ويستخدم الأعشاب البرية لعلاج بعض الأعراض الصحية التي تصيبه.

يذكر النقبي أن الحياة في المنطقة كانت صعبة جداً وكان الوصول إلى أي منطقة مجاورة يستغرق ساعات طويلة، فيما عاش أهل المنطقة حياة بسيطة وتقليدية اعتمدوا فيها على الزراعة وبيع الفحم والحطب وجمع العسل البري لتوفير الاحتياجات اليومية وذلك عبر مقايضتها بالبضائع الأخرى في القرى والبلدات المجاورة.