الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

محتالون يروجون لمبيدات سامّة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

محتالون يروجون لمبيدات سامّة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

اتخذ تجار محتالون من وسائل التواصل الاجتماعي ستاراً لترويج مبيدات حشرية مغشوشة ومقلدة لمنتجات تحمل علامات تجارية عالمية، محاولين البقاء بعيداً عن أعين الجهات الرقابية، بحسب أصحاب شركات مكافحة الحشرات، الذين أكدوا أن «هذه المنتجات تحمل اسم وشكل المنتجات الأصلية نفسه، إلا أن مكوناتها تحتوي على تركيز وسمية عاليين ما تسبب بوفيات وإصابات بحالات اختناق».

بدورها، أكدت وزارة التغير والمناخي والبيئة أنها خصصت دليلاً إلكترونياً ضمّنته أنواع المبيدات الحشرية المصرح بتداولها، وطرق التفريق بين الأصلية والمقلدة، عبر رقم شهادة التسجيل والتصنيف، بينما أكدت بلدية مدينة الشارقة مصادرتها لمبيدات مغشوشة ومقلدة بحرفية عالية، يتداولها تجار عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو باعة جائلون.

ستار للترويج

حذّر محمد عبدالخالق، صاحب شركة لمكافحة الحشرات بالشارقة، من شراء أي منتجات أو مبيدات كيمياوية مجهولة المصدر وغير مرخصة، لا سيما التي تُعرض للبيع على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يستخدم البعض «سوشيال ميديا» منصات لترويج هذه المنتجات التي تكون في الغالب مغشوشة.

وأوضح أن المنتجين لهذه المبيدات يستغلون علامات تجارية أصلية لمبيدات حشرية، ويصنعون منتجات مشابهة لها تحمل الاسم والشكل نفسه للمنتج الأصلي، ثم يطرحونها للبيع بأسعار منخفضة.

ولفت إلى أن بعض المنتجات المغشوشة تحتوي على كميات كبيرة من (فوسفيد الألمنيوم) السام الذي يؤدي استنشاقه لفشل في عمل الدورة الدموية، وتالياً الوفاة، لا سيما إن لم يسعَف المصاب خلال الدقائق الأولى من استنشاق هذا المركب الكيميائي.

طرق احتيالية

وأشار محمود نور، موظف بإحدى شركات توريد المبيدات الحشرية بالشارقة، إلى أن بعض الموردين يتبعون طرقاً احتيالية في إيهام المستهلكين بالمبيدات المزيفة، منها استخدام الأسماء والأحجام وأشكال العبوات ذاتها.

وأضاف «وجدنا صعوبات في التفريق بين المنتجين الحقيقي والمزيف، للدقة العالية التي لجأ إليها المزورون»، مشدداً على الأثر السلبي الكبير الذي تتركه المكونات ذات التركيز العالي، خصوصاً إذا رُشت في أماكن مغلقة وظلت ساعات عدة دون تهوية.

وقال: «رصدنا تجاراً يعرضون هذه المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي منصات البيع الإلكترونية دون وجود أي رقابة على ما يعرضون من بضائع، ما دفعنا للتواصل مع الجهات المختصة، لتقديم شكوى حول هذه المنتجات وتسليمهم عبوات منها كونها أضحت تباع بأسعار تنافسية مقارنة بأسعار الأصلي منها، وفي الوقت ذاته تشكّل خطراً على حياة مستخدميها، بخلاف المنتجات الأصلية التي يعتبر استخدامها آمناً لو استخدمت بطريقة سليمة».

منتجات سامة

وناشدت وعد أحمد، مسؤولة في شركة لتنظيف المباني ومكافحة الحشرات بالشارقة، الجهات المعنية بتضييق الخناق على الاستخدام العشوائي لبيع هذه المنتجات السامة، ومنع تسربها لأسواق الدولة، مشيرة إلى وجود بدائل آمنة لدى بلديات الدولة مجاناً.

وأوضحت أنه على الرغم من أن مواد المبيدات الحشرية المغشوشة التي تعرض للبيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي تكون مطابقة للأصلية من حيث الشكل الخارجي للعبوة وحجمها والملصق واسم الشركة المصنعة إلا أن محتواها يكون مختلفاً عن الأصلي كون من صنعوها خلطوا مكونات المنتج بمواد ذات سمية وتركيز عاليين، وحين يشتريها المستهلك ويبدأ بتطبيق الاستخدام وفقاً للإرشادات المدونة على العبوة من الخارج والخاصة بالمنتج الأصلي، فإنه يتعرض للتسمم أو للإصابة باختناق ووفاة في بعض الأحيان.

وأردفت «لا يقل أسعار العبوات الأصلية كبيرة الحجم من مبيدات النمل والصراصير عن 350 درهماً للعبوة كبيرة الحجم، بينما يبيع المصنعون العلب المغشوشة بـ100 درهم، ما يشجع المستهلكين على شرائها».

دليل إلكتروني

أكدت وزارة التغير المناخي والبيئة أنها وضعت دليلاً إلكترونياً يحتوي على 378 نوعاً من المبيدات الحشرية المصرح بتداولها، بهدف توفير المعلومات اللازمة للجمهور حول المبيدات المسجلة للشركات المعتمدة، وللمساهمة في الحد من الاتجار غير المشروع بالمبيدات غير المسجلة في الوزارة، مؤكدة أن الدليل يشتمل على بيانات كل مبيد مثل الاسم التجاري الخاص به، الذي لا يمكن أن يتكرر لمبيد آخر، واسم المادة الفعالة المكونة للمنتج ونسبتها، إضافة لرقم التسجيل المحلي وهو رقم شهادة تسجيل المبيد وتصنيفه، إن كان مقيداً أو غير مقيد، وتاريخ انتهاء شهادة التسجيل التي أصدرتها الوزارة.

مصانع محلية

أشارت بلدية مدينة الشارقة إلى تنفيذ حملات تفتيشية للرقابة على تداول مبيدات مكافحة القوارض وضبط غير الخاضعة للمواصفات القياسية الإماراتية التي تعرّض حياة السكان للخطر، مؤكدة وجود تجار يروجون لعبوات مبيدات حشرية «مغشوشة» ومقلدة لمنتجات أصلية.

وبحسب البلدية، «تبين أن بعض الباعة الذين تم ضبطهم لا يحملون تصاريح للبيع».

وأوضحت أنها تحرص باستمرار على التواصل مع وزارة التغير المناخي والبيئة لمتابعة استخدام المبيدات المرخصة واعتمادها في البلدية وفق ما هو معتمد من الوزارة، محذرة السكان من التعامل مع الأشخاص الذين يترددون على المنازل ويوزعون منشورات لتقديم خدمات مكافحة الحشرات والقوارض، ومشددة على ضرورة التأكد من أن الشخص الذي يقوم بهذا العمل متخصص، نظراً لخطورة المواد المستخدمة.

121 إصابة

سجلت شرطة الشارقة خلال الأعوام الـ5 الماضية 6 حالات وفاة تسمم بالمبيدات الحشرية، بينهم 3 أطفال ورضيع، وأكثر من 121 إصابة بحالة اختناق تم علاجها، وكان آخر هذه الحالات هي إصابة 21 تلميذاً بمدرسة خاصة بالشارقة بحالات اختناق نتيجة استنشاق بقايا مبيد حشري تم رشه اليوم السابق.

ونبّهت الشرطة إلى أن أخطر المواد التي تدخل بتركيبة المبيدات الحشرية هي مادة «فوسفيد الألمنيوم المطور».سلامة الكتبي ـ الشارقة

اتخذ تجار محتالون من وسائل التواصل الاجتماعي ستاراً لترويج مبيدات حشرية مغشوشة ومقلدة لمنتجات تحمل علامات تجارية عالمية، محاولين البقاء بعيداً عن أعين الجهات الرقابية، بحسب أصحاب شركات مكافحة الحشرات، الذين أكدوا أن «هذه المنتجات تحمل اسم وشكل المنتجات الأصلية نفسه، إلا أن مكوناتها تحتوي على تركيز وسمية عاليين ما تسبب بوفيات وإصابات بحالات اختناق».

بدورها، أكدت وزارة التغير والمناخي والبيئة أنها خصصت دليلاً إلكترونياً ضمّنته أنواع المبيدات الحشرية المصرح بتداولها، وطرق التفريق بين الأصلية والمقلدة، عبر رقم شهادة التسجيل والتصنيف، بينما أكدت بلدية مدينة الشارقة مصادرتها لمبيدات مغشوشة ومقلدة بحرفية عالية، يتداولها تجار عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو باعة جائلون.

فشل كلوي

أوضحت المديرة العامة لمستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال بالشارقة الدكتورة صفية الخاجة أن الأعراض الأولية التي تظهر لدى ضحايا هذا النوع من الحوادث هي الغثيان والقيء والهبوط الحاد في الدورة الدموية، إضافة إلى فشل في وظائف القلب والأعضاء الحيوية، وصعوبة في التنفس.

وأفادت بأن الاستخدام غير المدروس للمبيدات الحشرية المغشوشة ذات التركيز العالي قد يؤدي للوفاة أو الإصابة بالفشل الكلوي.