الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

5 تحديات تواجه الجامعات في تطبيق الذكاء الاصطناعي

أجمع عدد من الأكاديميين وأساتذة الجامعات في الدولة على أن توظيف الذكاء الاصطناعي في الدولة، لا يزال في مرحلة التأسيس، حيث يواجه عدداً من التحديات لتطبيقه في المناهج الدراسية خلال الوقت الحالي، إذ يكمن أبرزها في تحديث البنية التحتية للجامعات بما يتوافق مع متطلبات المجال، وصعوبة تحديد المواد والتخصصات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وعدم إمكانية إدماجه في جميع التخصصات الأكاديمية، فضلاً عن نقص أعضاء هيئة التدريس المؤهلين أكاديمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، وافتقار برامج الدراسات العليا لتخصصات الذكاء الاصطناعي بما يؤهل لإعداد أبحاث في المجال.

في المقابل، اعتبر طلبة جامعات في الدولة أن المستقبل المهني لهم يعتمد على وظائف المستقبل التي ترتكز على تطبيق الذكاء الاصطناعي مما يتطلب تطوير التعليم العالي في الدولة بمناهج تواكب الذكاء الاصطناعي، بعيداً عن المناهج التقليدية.

وتفصيلاً، أشار عميد كلية الهندسة بجامعة الإمارات الأستاذ الدكتور صباح الكاس إلى أن تجاوز تحديات تطبيق الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية خلال الوقت الحالي، تتطلب بناء كفاءات علمية مختصة في هذا المجال، والاهتمام بعلوم الحاسب الآلي المتطورة، والمرتبطة بالمجال الهندسي، وتشجيع الطلبة على دراسة هذا التخصص، لخلق قاعدة من الكوادر قادرة على معرفة كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وتدريبها على التقنيات والخوارزميات للوصول إلى نظم آليه خبيرة، وتطبيقاتها في المجالات الهندسية المختلفة.

ومن جهته، أشار رئيس قسم علوم الحاسوب وهندسة البرمجيات، بكلية تقنية المعلومات في جامعة الإمارات الأستاذ الدكتور نزار زكي إلى أن الكلية تعكف حالياً على تبني العديد من المبادرات، لتعزيز ثقافة الذكاء الاصطناعي واستقطاب الباحثين، والمختصين وطلبة الكلية لهذا المجال الحيوي المهم، من خلال إنشاء عدد من المختبرات البحثية، وإجراء البحوث التطبيقية البينية في مجالات متعلقة بالذكاء الاصطناعي والروبوتات في الكلية، وإنشاء مختبر علوم البيانات، ومختبر التحكم الذاتي، ومختبر IOT أو ما يعرف بمختبر «إنترنت الأشياء»، لابتكار بحثي وعملي لطلبتها من جهة، وإتاحة الفرصة لهم، لتطبيق ما تعلموه في مجالاتهم البحثية من جهة أخرى، وذلك من خلال مشاركتهم في مشاريع علمية وتطبيقية بمستوى يرقى إلى المشاركة بها في المعارض والندوات العلمية، سواء المحلية أو العالمية، بالإضافة إلى نشر الدراسات ونتائج البحوث في المجلات العلمية المرموقة، ذات التصنيف العالمي لطلبة الدراسات العليا والباحثين، والتي تهتم بتطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في العديد من المجالات، ومنها على سبيل المثال «مشاريع الطلبة في مجالات علوم الفضاء» وتحليل الصور الواردة من الأقمار الصناعية، لدراسة الحالات المناخية المتغيرة على كوكب المريخ.

ومن جهته، أوضح عميد كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية بدبي الدكتور علاء عشماوي أن أبرز التحديات التي واجهت الجامعة فيما يتعلق بتطبيق الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، هو تحديد المواد والتخصصات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، التي تكون ذات صلة، معتبراً أنه من الخطأ إدماج الذكاء الاصطناعي في جميع نواحي التعليم العالي، ولكن يجب استخدامه، فقط، حين يضيف قيمة لعملية التعليم.

وأضاف أن من أهم العقبات الأخرى هي صعوبة إيجاد وتوظيف أعضاء هيئة التدريس المؤهلين في مجال الذكاء الاصطناعي، بحيث يتعاون معهم أعضاء هيئة التدريس في مختلف التخصصات، وبدء أبحاث تعاونية بينهم، مشيراً إلى أنه تم بالفعل تنفيذ بحث تعاوني بين أستاذة متخصصة في مجال الفلسفة والأخلاقيات، في التشاور والتعاون مع مختصي الذكاء الاصطناعي، لدراسة أخلاقيات أنظمة الذكاء الاصطناعي في المستقبل.

أما بالنسبة للخطط المستقبلية لتطوير أسلوب التعليم في الجامعة، فقد قال الدكتور عشماوي «إن الجامعة رائدة فيما يتعلق بالابتكار في التعليم، حيث استضافت، أخيراً، مؤتمراً دولياً حول التعليم الهندسي، قدّم فيه الأساتذة طرق تدريس جديدة، بالإضافة إلى التعاون المشترك مع جامعات الولايات المتحدة بالتبادل الافتراضي، وإجراء التجارب في المختبرات بالجامعتين في آن واحد عبر وسائل الاتصال الحديثة، كما يوجد أيضاً بأقسام الاتصال المرئي والإعلام عدد من الأجهزة والتقنيات الحديثة في التعليم، مثل: الواقع الافتراضي، والواقع المعزز في الفصول الدراسية».

وعلّق مدير مركز التعليم والتعلم بجامعة عجمان، الدكتور رائد أبوزعيتر على أهم التحديات التي تواجه الجامعة أثناء البحوث الخاصة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقه، إذ أكد أنها بحاجة لبرامج الماجستير والدراسات العليا، لتكثيف الأبحاث في هذا المجال، وتطويره بشكل يخدم الطالب على أكمل وجه.

أما بالنسبة لطلبة الجامعات، فترى الطالبة دانية العبادلة، تخصص تصميم داخلي من الجامعة الأمريكية بالشارقة، أن الذكاء الاصطناعي يسهل على الطالب عملية البحث، ويوفر له خيارات عديدة في الموضوع المراد البحث عنه، ويختصر الوقت بشكل كبير.

وأكد لقمان سعد، طالب بنظم معلومات في جامعة عجمان، أن الذكاء الاصطناعي هو حقل جديد مليء بفرص العمل في المستقبل، وهو مجال كبير للاستثمار كونه أداة لحل المشاكل، مطالباً بتطبيقه في المساقات الجامعية، بما يخدم المسيرة المهنية للخريجين في هذا المجال.

ومن جهتها، قالت أسماء الحامد، من جامعة زايد تخصص فنون الاتصال، إن الذكاء الاصطناعي لا يهدد الموظفين، كما هو مزعوم، بل هو بديل للأعمال الروتينية التي تستهلك جهد ووقت الموظف، وتحرمه من استثمار إمكاناته، وقدراته بالشكل الصحيح، متوقعة أن يخلق الذكاء الاصطناعي فرصة جديدة مميزة في مجال العمل.

وبالنسبة لآية عبدالله، تخصص الهندسة الصناعية بالجامعة الأمريكية بالشارقة، فترى أن الذكاء الاصطناعي يوفر مجهوداً كبيراً من خلال توفير عدة خيارات للتصميم المراد تنفيذه، فبالتالي هو اختصار للوقت والمجهود، ويقلل نسبة الأخطاء البشرية، ويزيد الدقة في إنهاء المشروع.

أما ريم علاء الدين، طالبة نظم معلومات بجامعة عجمان، فترى أن الذكاء الاصطناعي في مجالها هو ترجمة لطريقة التفكير الذهنية بإنجاز المشاريع، فتوظيف هذه التقنية من خلال روبوتات وأجهزة مبتكرة يمثل نقلة نوعية في المستقبل، خاصة مع التحول الرقمي الذي تشهده دولة الإمارات، وهو ما سيفتح آفاقاً أوسع للتوظيف المهني في هذا القطاع.