السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

شكاوى من تقاعس مدارس عن احتياجات أصحاب الهمم.. و«تعليمية الشارقة»: لم نرصد تقصيراً

شكاوى من تقاعس مدارس عن احتياجات أصحاب الهمم.. و«تعليمية الشارقة»: لم نرصد تقصيراً

«التربية» تعمل على توفير جميع الإمكانات المطلوبة التي يحتاجها الطلبة أصحاب الهمم. (أرشيفية)

شكا أولياء أمور طلبة أصحاب همم من تقاعس بعض المدارس الحكومية في الشارقة عن تنفيذ الخطط التربوية الفردية لأبنائهم وعدم توفير بعض احتياجاتهم أثناء عمليات التعليم والتقييم، ما يتسبب في تراجع تحصيلهم الدراسي، مؤكدين أن حالة أبنائهم تتطلب توفير احتياجات متنوعة أقرتها الوزارة لتمكينهم من تعزيز تحصيلهم الدراسي وفق أسس الدمج المعتمدة.

وطالبوا الوزارة بتعزيز آليات الرقابة على المدارس، والتأكد من صحة شكواهم، داعين إلى توفير الإمكانات المطلوبة لأبنائهم، حرصاً على مصلحتهم وتعزيزاً للمخرجات التعليمية.

في المقابل، أوضحت مديرة منطقة الشارقة التعليمية حصة الخاجة، لـ«لرؤية»، أن الوزارة تعمل على توفير كافة الإمكانات المطلوبة التي يحتاجها الطلبة أصحاب الهمم بمختلف فئاتهم، لافتة إلى أنها تضع الطلبة عموماً وأصحاب الهمم خصوصاً في مقدمة اهتماماتها، ومن ثم تلزم جميع المدارس الحكومية والخاصة بتوفير الخدمات التعليمية المطلوبة وآليات محددة في تعليم وتقييم الطلبة أصحاب الهمم الملتحقين ببرامج التربية الخاصة بمختلف فئاتهم ومراحلهم الدراسية.

وأفادت بأن فرق الرقابة المدرسية لم ترصد أي تقاعس من جانب المدارس الحكومية في الشارقة خلال جولاتها التفتيشية بشأن عدم توفير احتياجات الطلبة أصحاب الهمم.

شكاوى رسمية

ودعت مديرة منطقة الشارقة التعليمية جميع أولياء الأمور المتضررين إلى التقدم بشكاوى رسمية وفقاً للقنوات المعتمدة من الوزارة، موضحين فيها نوع الضرر الواقع على أبنائهم حتى يتم اتخاذ اللازم وفقاً للإجراءات المعتمدة.

وبحسب أحدث الإحصاءات المعتمدة يبلغ عدد الطلبة أصحاب الهمم بمختلف المدارس الحكومية ورياض الأطفال في الدولة 12101 طالب وطالبة منهم 5109 في أبوظبي و6992 في دبي والمناطق الشمالية.

ويبلغ عدد الطلبة الذين يعانون صعوبات في التعلم بمختلف إمارات الدولة نحو 6312 طالباً وطالبة أي ما يعادل 50 % تقريباً من إجمالي أصحاب الهمم في المدارس الحكومية ورياض الأطفال على مستوى الدولة.

ويصل عدد المدارس الحكومية التي تضم طلبة أصحاب همم في دبي والمناطق الشمالية فقط إلى نحو 298 مدرسة، بينما يبلغ عدد معلمي التربية الخاصة نحو 283 معلماً ومعلمة.

تراجع الخدمات

بدورها، شكت ولية أمر طالبتين من أصحاب الهمم فئة الصم بإحدى المدارس الحكومية في الشارقة، هالة محمد، من تراجع مستوى الخدمات التعليمية المقدمة للطلبة أصحاب الهمم في المدارس الحكومية.

وأفادت بأن ابنتيها تعانيان بسبب عدم تطبيق ما ورد في خطة التعليم التي أقرتها الوزارة للطلبة الصم، إذ أكدت الخطة ضرورة استخدام لغة الإشارة وتعبيرات الوجه ولغة الجسد للتواصل بين الطلبة الصم ومعلميهم وهو ما لم يحدث مطلقاً.

وتابعت: «تعاني ابنتاي من عدم توفير مترجم إشارة لهما أثناء عمليات التقييم رغم تأكيد الوزارة على ذلك، فضلاً عن عدم استخدام التدريبات العملية والمحسوسة والكتابية والمرئية أثناء الدراسة رغم إقرارها في خطة تعلم الطلبة الصم».

لجان خاصة

وأردفت بأنه لا يتم تنظيم لجان خاصة للطلبة أصحاب الهمم سوى في الامتحانات الختامية فقط، بينما بقية الامتحانات لا تشهد ذلك، وهو ما يسهم بدوره في تشتيت انتباههم وعدم قدرتهم على التركيز ومن ثم حرمانهم من فرصة التمييز.

وفي سياق متصل، أكدت عائشة المنصوري ولية أمر طالبة بالحلقة الأولى تعاني من طيف التوحد وموصى لها من قبل فريق التربية الخاصة بخطة تربوية فردية، أن المدرسة تتعامل معها معاملة الأصحاء دون مراعاة وضعها العام.

وذكرت أن خطة التعلم الخاصة بتلك الفئة من الطلبة تؤكد ضرورة تثبيت خطوط على الأرض ووضع اسم من يعانون طيف التوحد على المقاعد المخصصة لهم، إلا أن ذلك لم يحدث مطلقاً.

تهيئة الأجواء

وأبانت أن إدارة المدرسة لم تبادر بتهيئة الأجواء داخل المدرسة لتقبل من يعانون التوحد، مؤكدة أن بعض الطلبة يخافون من التعامل مع ابنتها، وهو ما يتسبب في تراجع حالتها النفسية بشكل كبير ويفقدها الرغبة في الذهاب إلى المدرسة.

يشار إلى أن وزارة التربية والتعليم اعتمدت اعتبارات عامة حول تعليم وتقييم الطلبة أصحاب الهمم الملتحقين ببرامج التربية الخاصة، جاء في مقدمتها تنظيم لجان خاصة لهم وفقاً لتوصيات فريق التربية الخاصة واحتياجات كل طالب وذلك بكتاب معتمد من مركز دعم التربية الخاصة.

وشملت إجراءات التقييم وفقاً للخطة التربوية الفردية لكل طالب على مدار العام الدراسي حسب إمكانات وقدرات كل طالب، إلى جانب استخدام الاختبارات التحريرية والشفهية لقياس أداء الطالب وفقاً للخطة التربوية الفردية المشار إليها.

وقت إضافي

وتضمنت منح الطلبة وقتاً إضافياً لأداء ومراجعة الاختبار بواقع 15 دقيقة لكل ساعة من زمن الاختبار، وذلك وفقاً لاحتياجات كل طالب واعتبارات كل فئة.

وألزمت القائمين على أداء اختبارات الطلبة أصحاب الهمم بمنحهم فترة استراحة من 5 إلى 15 دقيقة إذا تطلب الأمر، وذلك وفقاً لتوصيات فريق التربية الخاصة، شريطة ألا يتم تأدية الاختبار أثناء الاستراحة.

وتطرقت الاعتبارات إلى أن تقييمات الطلبة أصحاب الهمم تتميز بخصوصيتها وفقاً لاحتياجات وخصائص كل فئة، مشددة على توفير معلم في لجان الامتحانات متخصص في مادة الاختبار نفسها، خصوصاً المواد العلمية.

بيئة مناسبة

وشددت الوزارة على ضرورة عدم تقييم أي طالب من الطلبة أصحاب الهمم في أكثر من مادة دراسية في اليوم الواحد، إلى جانب توفير بيئة مناسبة لهم بعيدة عن الضوضاء والمشتتات الصوتية التي تفقدهم التركيز أثناء عملية التقييم.

وأشارت إلى إعلام أولياء الأمور بالترتيبات المقرر اتخاذها والحصول على موافقتهم قبل الامتحانات بفترة كافية، إضافة إلى اشتراك معلم المادة مع معلم التربية الخاصة واختصاصي التربية الخاصة لوضع الامتحانات البديلة وفقاً للخطة التربوية الفردية.