الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مؤثرون على «سوشيال ميديا» لا يبالون بخطر كورونا

ينشر مؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي إعلانات لسلع وخدمات تشجع أفراد المجتمع على الخروج من بيوتهم والتوجه للأماكن المزدحمة، الأمر الذي يخالف الدعوات الاحترازية للوقاية من خطر الإصابة بـ«كورونا».

وحذّر قانونيون من أن هذه التصرفات تعتبر مخالفة في ظل حالة فرضتها الظروف الصحية العالمية بعد إعلان «كورونا» كجائحة، وتسمى هذه الحالة قانونياً «القوة القاهرة»، والتي تمكن القائمين على القانون من معاقبة مخترقي هذه التعليمات كمؤثري التواصل الاجتماعي وغيرهم.

من جهتهم، وصف إعلاميون وأفراد في المجتمع الإعلانات المستمرة التي ينشرها مؤثرو «سوشيال ميديا» باستمرار على حساباتهم بالسلوك «اللامبالي» في حين يجب أن يكون لهم دور فاعل، موضحين أن هؤلاء المؤثرين يعرضون عناوين المطاعم وعيادات التجميل ومحال تجارية تروج لبضائعها وخدماتها ويدعون متابعيهم لزيارتها.

سلوك «مستهتر»

ووصف الإعلامي قاسم المرشدي، تصرف بعض مؤثري «سوشيال ميديا» ممن ينشرون إعلانات عبر حساباتهم المختلفة لخدمات وسلع، ويدعون المتابعين وأفراد المجتمع لزيارتها بـ«المستهتر» في وقت يجب أن يكونوا قدوة، وأن يدعوا أفراد المجتمع للبقاء في بيوتهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى تجنباً للإصابة بفيروس كورونا المستجد، وأن يوظفوا حب الناس لهم في دعم توجهات الحكومة عبر توجيه رسائل هادفة ذات محتوى وطني يؤكد أهمية المصلحة العامة، وأضاف: «عقود العمل المسبقة قابلة للتأجيل دون تعطل المصالح».

تحمل المسؤولية

من جانبه أكد الإعلامي محمد الخطيب «يجب على مؤثري التواصل الاجتماعي ألا يجعلوا الربح المادي هو هدفهم الرئيس على حساب المصلحة العامة، فنحن نمر بمرحلة تتطلب وعياً وإدراكاً من كافة أفراد المجتمع، وتكاتف جميع الجهود للمساهمة في تطبيق الإجراءات الاحترازية التي وجهت الجهات الحكومية بالعمل بها، مشيراً إلى أن مؤثري «سوشيال ميديا» عند نشر إعلانات عن تخفيض أسعار سلع في أحد المتاجر مثلاً فإنهم يتسببون بازدحام المكان بالأشخاص في وقت توجه فيه الحكومة بتجنب الأماكن المزدحمة كأحد التدابير الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا، وتالياً فهم يتحملون مسؤولية تصرفاتهم.

وأوضح أن الإعلانات المختلفة التي ينشرونها في حساباتهم والمتعلقة بالخدمات الترفيهية والسياحية، وكذلك الوجبات التي تقدمها المطاعم وأيضاً عيادات الأسنان أو التجميل تشجع كافة فئات المجتمع بما فيهم كبار السن والأطفال والأسر للتوجه لهذه الأماكن، ما يعرضهم لخطر الإصابة بـ«كورونا» نتيجة مخالطتهم لآخرين.

تعاون إيجابي

وذكرت الإعلامية ومقدمة برامج في قناة أبوظبي أسمهان النقبي: «مع احترامنا لطبيعة عمل مؤثري «سوشيال ميديا» فيما يتعلق بتوقيعهم عقود إعلانات مع محال وأصحاب مشاريع تجارية ملزمون بتنفيذها في تاريخ محدد، إلا أنه يجب عليهم تأجيل هذه العقود، دعماً لتوجه السلطات العليا في الدولة الهادفة لإيقاف معظم الأنشطة العامة التي أبرمت عقود بمبالغ مالية كبيرة بموجبها، إذ لا بد من أن يكون الحس الوطني هو سيد الموقف في هذه الظروف الطارئة»، مناشدة مؤثري التواصل الاجتماعي برد الجميل للوطن عبر التعاون الإيجابي والفعال القائم على وعي شامل متمثل في أهمية محافظة الفرد على صحته وسلامته، الأمر الذي ينعكس على صحة كافة أفراد المجتمع.

مسؤولية مشتركة

وطالب المواطن علي الطنيجي مؤثري التواصل الاجتماعي بوقف نشاطهم الحالي المتمثل في الإعلانات للسلع والخدمات كالمطاعم وكراجات السيارات وغيرها التي ينتج عنها توافد عشرات الأشخاص إلى المراكز التجارية والمناطق الصناعية، ما يسبب الازدحام ويسهل نقل عدوى الفيروسات المختلفة، في حين يفترض أن تكون المسؤولية مشتركة بين الجهات الحكومية والأفراد، مشيراً إلى أن المتابع للحسابات الافتراضية لمعظم المؤثرين يجد أنهم غير ملتزمين بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية التي تناشد بالبقاء داخل البيوت وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى، إذ إن نشاطهم ما زال مستمراً بشكل طبيعي فهم يرتادون الأماكن العامة وينشرون إعلاناتهم يومياً، داعين متابعيهم إلى تجربة الوجبات الغذائية والبضائع والاستفادة من التخفيضات التي تطرحها بعض المتاجر.

من ناحيتها قالت المواطنة ندى الكتبي: «ما زلنا نرصد عدداً من مؤثري التواصل الاجتماعي ينشرون إعلانات لسلع مختلفة عبر حساباتهم كالعدسات اللاصقة والأحذية والملابس والمكياج من محال معينة، دون اعتبار للتوجهات العامة للحكومة التي تناشد بتطبيق تدابير احترازية تجنب الإصابة بفيروس كورونا.

إثارة البلبلة

من جانبه أشار المحامي والمستشار القانوني سعود محمد إلى أن الإعلانات المنشورة من قبل مؤثري «سوشيال ميديا» في هذه الفترة تثير البلبلة في المجتمع، وتخلق توجهاً مناقضاً للنظام العام، فالمواطنون والمقيمون يجدون أن الجهات الحكومية تطالبهم بعدم الخروج من بيوتهم، في حين يشجعهم مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي على التوجه للأماكن العامة والتسوق وكأنهم يوجهون رسالة لأفراد المجتمع بأن الوضع طبيعي، مطالباً السلطات العليا بسن قانون رادع لمعاقبة المؤثرين الذين ينشرون إعلانات حالياً، وإدراج نشاطهم ضمن الجرائم الإلكترونية التي يعاقب عليها القانون».

القوة القاهرة

وأيده الرأي المحامي سيف الشامسي الذي قال: «نتيجة ظهور عدد من الإصابات بفيروس كورونا، اتخذت السلطات والجهات العليا بالدولة جملة من الإجراءات حيال بعض الأنشطة التجارية في الأماكن التي تزيد فيها التجمعات، فأغلقت الأماكن السياحية وصالات السينما والأفراح، نتيجة الأحداث الاستثنائية التي وقعت على نحو مفاجئ، ما شكل حالة يمكن تسميتها بـ(القوة القاهرة)، التي يمكن على أثرها معاقبة مخترقي هذه التعليمات كمؤثري التواصل الاجتماعي الذين ما زالوا ينشرون إعلاناتهم خلال ساعات اليوم، في وقت يفترض أن يكون لهم دور إيجابي في التعاون مع الحكومة وإرشاد الجمهور إلى أبرز الخطوات للوقاية من كورونا لحمايتهم من المرض».

خدمة توصيل

وقالت سيرينا عبدالقادر الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي "مع بداية الأسبوع الجاري بدأ عدد من مؤثري التواصل الاجتماعي بوقف نشر إعلاناتهم وذلك بطلب من الجهات والشركات المعلنة التي أجلت تنفيذ عقود الإعلانات، نظراً لما استدعته الظروف الحالية، لافتة إلى أهمية أن يراعي المؤثر الوضع الحالي وفي حال عرض إعلان لمطعم أو مقهى أو محل تجاري يجب عليه أن يتفق معهم على تطبيق خدمة التوصيل إلى المنازل للمستهلكين الأمر الذي يجنبهم التواجد في هذه الأماكن ويقلل من الازدحام".

بدورها، أشارت علياء محمد إحدى المؤثرات "تعتبر الإعلانات مصدر الدخل الرئيس لمؤثري ونجوم "سوشيال ميديا" وتوقفها سيجعلهم يعيدون حساباتهم والتزاماتهم المالية"، مؤكدة أن نشرهم للإعلانات لا يعني أنهم يخرقون الأنظمة العامة، فمن الضرورة أن يحرص من يتوجه للأماكن المعلن عنها الاستفادة من الخدمات أو السلع واتخاذ التدابير الاحترازية لضمان سلامته".

خطر على المستهلكين

وقال كانو الكندي مؤثر على وسائل تواصل اجتماعي إنه توقف عن نشر إعلانات من الأسبوع الماضي تضامناً مع الاحترازات الوقائية ضد كورونا التي وجهت بها الجهات الحكومية، مشيراً إلى أن نشر بعض المؤثرين إعلانات لسلع شركات ومحال تجارية تقدم لمستهلكيها خدمة التوصيل المنزلي يشكل خطراً على المستهلكين في حال كان مندوب التوصيل لم يتخذ إجراءات التعقيم المتبعة.

وأضاف: "على الرغم من أن الإعلانات تعتبر مصدر الدخل الرئيس لمؤثري "سوشيال ميديا" إلا أن هذا الأمر لا يبرر لهم نشر إعلانات لسلع وخدمات تشجع الآخرين على التواجد في الأماكن المزدحمة، كونه سلوك يدل على اللامسؤولية".

فيما لفت منذر المزكي إعلامي ومؤثر على "سوشيال ميديا" إلى ضرورة أن يحرص جميع المؤثرين على توحيد رسائلهم المتعلقة بالإعلانات وأن يدعوا المستهلكين إلى الشراء عن بُعد عبر التسوق الإلكتروني الذي يتيح لهم وصول السلع لباب بيوتهم ما يجنبهم الاحتكاك المباشر مع الآخرين والتواجد في الأماكن المزدحمة، كون جميع المتاجر في الدولة أضحت مهيأة للشراء الإلكتروني، أما عقود الإعلانات فيمكنهم تأجيلها لحين انتهاء الحالة الاستثنائية التي فرضتها "كورونا" على مستوى العالم.