الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

7 قفزات عالمية للإمارات في قطاع الفضاء

7 قفزات عالمية للإمارات في قطاع الفضاء

حققت دولة الإمارات العربية المتحدة قفزات استثنائية في قطاع الفضاء، كان من أبرزها 7 إنجازات وخطط، تتضمن إصدار قانون الفضاء، مشروع مسبار الأمل، أول رائد فضاء عربي يصل إلى محطة الفضاء الدولية ويجري تجارب علمية، إصدار السياسة الوطنية للفضاء، تأسيس أول برنامج متخصص لإعداد وتدريب رواد الفضاء في الوطن العربي، إطلاق أقمار صناعية لترصد الأرض، والإعلان عن مشروع «المريخ 2117» لاستكشاف الكوكب الأحمر.

وفي هذا التقرير، الذي يأتي بمناسبة اليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء الموافق 12 أبريل، ترصد «الرؤية» أبرز المحطات والإنجازات التي مرت بها وحققتها دولة الإمارات على طريق طموحها اللامحدود في استكشاف الفضاء، متسلحة بـ«قوة الأمل».

يمتد طموح الإمارات في مجال الفضاء لـ3 عقود مضت، استطاعت خلالها تحويل آمال كبيرة إلى واقع ملموس، كان أساسها لقاء المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مع فريق وكالة ناسا المسؤول عن رحلة أبولو إلى القمر، وتأسيس شركة الثريا للاتصالات في أبريل 1997، ولحقها تأسيس شركة الياه للاتصالات الفضائية «ياه سات» بعد عشر سنوات في عام 2007، تبعها دمج مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة لعلوم الفضاء والأبحاث العلمية في الدولة مع مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2015، وكان سبقها بعام تأسيس وكالة الإمارات للفضاء بموجب مرسوم بقانون اتحادي.

الاستراتيجية والسياسة الوطنية للفضاء

أطلقت وكالة الإمارات للفضاء عام 2015 استراتيجيتها الشاملة التي ترتكز على ثلاث صلاحيات أساسية وضعها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وهي تطوير قطاع الفضاء، وإعداد سياساته وتنظيمه، وتوجيه برامج الفضاء الوطنية التي من شأنها أن تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، ثم أعلنت الوكالة السياسة الوطنية لقطاع الفضاء في الدولة، والتي اعتمدها مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في الرابع من شهر سبتمبر 2016، وهدفها بناء قطاع فضائي إمارتي قوي ومستدام، يدعم ويحمي المصالح الوطنية والقطاعات الحيوية، ويسهم في تنويع الاقتصاد ونموه، ويعزز الكفاءات الإماراتية المتخصصة، ويطور القدرات العلمية والتقنية العالية، ويرسخ ثقافة الابتكار والفخر الوطني، ويرسي دور دولة الإمارات ومكانتها إقليمياً وعالمياً.

ووقعت الوكالة مجموعة من الاتفاقيات المهمة مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، ووكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، ووكالة الفضاء الهندية، كما كانت الإمارات أول دولة عربية تنضم لعضوية اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء، إلى جانب عضوية لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، وعضوية «الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية»، وعضوية «مجموعة مراقبة الأرض» المعنية بالتوعية فيما يتعلق بإمكانية الولوج إلى بيانات مراقبة الأرض.

مسبار الأمل

ويحمل «مسبار الأمل» طموح دولة الإمارات التي فكرت وأنجزت، لتكون أول مهمة فضائية تزود المجتمع العلمي الدولي بصورة متكاملة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر، كما سيرسل المسبار أكثر من 1000 غيغا بايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، وتسعى الدولة لإطلاق هذا المشروع العلمي منتصف العام الجاري ليصل في فبراير 2021 إلى وجهته متزامناً واليوبيل الذهبي للدولة، وقد نقشت على جسم المسبار عبارة «قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء»، ويحمل تواقيع حكام الإمارات وأولياء العهود.

قانون الفضاء

وفي فبراير 2020، أعلنت دولة الإمارات تفاصيل قانون الفضاء الأول من نوعه على المستويين العربي والإسلامي، والذي يحمل 10 أمثلة لمجالات فضائية جديدة وناشئة منها الإطلاق من الفضاء، السياحة الفضائية وامتلاك الموارد الفضائية واستخدامها والتعامل مع الحطام الفضائي والأحجار النيزكية، لتتم الاستفادة منه على مستوى الإقليم، وأصبح مرجعاً للدول التي تفكر في إصدار قانون للفضاء، إذ يشمل أنشطة تعتبر حديثة نسبياً لم تتطرق إليها قوانين أخرى عالمياً وأنشطة مستقبلية تنوي الدولة تطوير البنية التحتية المناسبة لها مستقبلاً.

ويشمل القانون تفاصيل الأنشطة بعض المجالات الفضائية الجديدة التي يشملها القانون مثل الرحلات دون المدارية، وبناء المستوطنات والمنشآت البشرية في الفضاء، الإطلاق من الفضاء وعملية عودة دخول الأجسام الفضائية للأرض، والخدمات اللوجستية، مؤكداً على أن جميعها أنشطة في القطاع الصناعي بمجال الفضاء.

أقمار صناعية إماراتية

وأطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة من اليابان القمر الاصطناعي الأول الذي صنع بأيد إماراتية «خليفة سات»، في 29 أكتوبر عام 2018، مخصّص لأغراض رصد الأرض ليكون إلى جانب أقمار صناعية إماراتية أخرى، ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء مسؤوليات تصنيع وتشغيل الأقمار الصناعية المتقدمة والمخصصة لأغراض رصد الأرض ضمن برنامج الإمارات للأقمار الاصطناعية.

ويعمل الطلبة في جامعة خليفة على تصميم قمر تعليمي متوقعين إطلاقه نهاية العام الجاري، إلى جانب مشاريع لإطلاق عدة أقمار صناعية مثل «مزن سات» الذي يهدف لقياس الغازات الدفيئة بالإمارات وجمع معلومات عن ظاهرة المد الأحمر في الشواطئ الشمالية، وهذه الأقمار التعليمية تعد منصة لتقوية البحث العلمي بالجامعات.

أول رائد فضاء إماراتي

ويعتبر انطلاق رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في 25 سبتمبر 2019 ضمن بعثة إلى محطة الفضاء الدولية للمشاركة في استكشاف الفضاء والأبحاث العلمية على متن مركبة الفضاء سويوز إم إس -12، إنجاز سباق، في رحلة تكللت بالنجاح وسطرت اسم الدولة في قطاع الفضاء.

وأجرى المنصوري عدداً من التجارب العلمية، بينها 6 على متن المحطة في بيئة الجاذبية الصغرى «Microgravity»، وهي بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، وكذلك مؤشرات حالة العظام، الاضطرابات في النشاط الحركي، التصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر.

برنامج متخصص للتدريب

ويعد مركز محمد بن راشد للفضاء، أول برنامج متخصص لإعداد وتدريب رواد الفضاء في الوطن العربي، بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس، خاض خلاله كل من رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي نحو 1400 ساعة من التدريب على مدار 18 شهراً، شملت 96 دورة تدريبية خلال مسيرتهما في هذه المهمة، وفتحت الباب أخيراً لتيسير إجراءات التسجيل للدفعة الثانية من رواد الفضاء.

ويهدف البرنامج إلى تأهيل فريق من رواد الفضاء الإماراتيين وفقاً لأعلى المعايير، ودعم رؤية دولة الإمارات من أجل بناء اقتصاد قائم على المعرفة والبحث العلمي، وتحفيز الأجيال الشابة على الاهتمام بدراسة مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والمساهمة في بعثات استكشاف الفضاء العالمية بتطوير وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وتشجيع ثقافة البحث العلمي والاستكشاف والابتكار.

«المريخ 2117»

ويعتبر المشروع برنامجاً وطنياً لإعداد كوادر علمية بحثية تخصصية إماراتية في مجال استكشاف الكوكب الأحمر، ويستهدف في مراحله النهائية بناء أول مستوطنة بشرية على المريخ 2117 من خلال قيادة تحالفات علمية بحثية دولية لتسريع العمل على الحلم البشري القديم في الوصول لكواكب أخرى.

ويتضمن المشروع الجديد الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مسارات بحثية متوازية تتضمن استكشاف وسائل التنقل والسكن والطاقة والغذاء على الكوكب الأحمر، كما يتضمن المشروع البحث في تطوير وسائل أسرع للوصول والعودة من الكوكب الأحمر خلال مدة أقصر من المدة الحالية.

وسيعمل المشروع على وضع تصور علمي متكامل لأول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر تشكل مدينة صغيرة، وكيفية سير الحياة على في هذا المدينة من ناحية التنقل والغذاء والطاقة وغيرها.

وسيبدأ المشروع بفريق علمي إماراتي، ويتوسع خلال الفترة القادمة لضم علماء وباحثين دوليين، وتنسيق جهود بحثية بشرية في مجال استكشاف واستيطان الكوكب الأحمر.