الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«سيدة الشمبانزي» د.جين غودال لـ«الرؤية»: كورونا متوقع منذ سنوات.. وأبوظبي آخر محطاتي

يعرفها العالم بـ«سيدة الشمبانزي» التي قضت سنوات كُثر في الغابات المطيرة، وتخصصت في علم السلوك والأنثروبولوجيا، ومُنحت لقب سفيرة السلام من قبل الأمم المتحدة، كما منحتها الملكة إليزابيث لقب سيدة الإمبراطورية البريطانية وهو لقبٌ يوازي لقب الفارس، هي الدكتورة جين غودال المختصة الدولية في علم الرئيسيات وعلم البيئة التي أكملت مطلع الشهر الجاري عامها الـ86.

تحدثت الدكتورة غودال لـ«الرؤية» تزامناً مع استعراض قناة ناشونال جيوغرافيك أبوظبي، غداً الأربعاء، فيلم «جين غودال: الأمل» بمناسبة الذكرى الخمسين ليوم الأرض، والذي يوثق رحلتها ورسائلها إلى البشر وارتباطه بما يجري في العالم اليوم من تفشي جائحة كورونا.

وشاركت غودال في عديد من المحاضرات في الإمارات، من أبرزها مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مثمنة دور صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية الذي يؤدي دوراً مهماً في حماية البيئة والطبيعة سواء للنبات أو الحيوان، مشيرة إلى أن بعض الأصناف كانت على وشك الانقراض لولا جهوده.

وكانت أبوظبي آخر المدن التي زارتها غودال قبل تفاقم أزمة كورونا المستجد في العالم، واصفةً إياها بالمدينة التي تعشقها، لتعود إلى المملكة المتحدة، مبينةً أنها في ظل العزل المنزلي، اليوم، أكثر انشغالاً مما كانت عليه في حياتها، بسبب سعيها للاستمرار في تطوير إرثها ومشاركتها العديد من المقابلات، آملةً أن تستمر برامجها حتى بعد وفاتها، ومنها برنامج حماية المها العربي، مبديةً سعادتها بتطور البرنامج الموجه للشباب في الإمارات يوماً بعد الآخر.

وطرحت غودال في حوارها الأسباب التي أدت لانتشار جائحة كورونا التي كانت متوقعة منذ سنوات عديدة، موضحةً أن الوثائقي يبعث برسالة إلى العالم، أن الأمر نفسه سيتكرر فيم يخص تغير المناخ، إن لم يغير الناس عاداتهم المتهورة في استخدام الطاقة غير النظيفة، مبينةً أن على البشرية تعلم الدرس حتى لا تتكرر المأساة عدة مرات بأشكال مُختلفة، والاتحاد للحفاظ على الأرض.

والتالي نص الحوار:

يُرجع علماء سبب تفشي جائحة كورونا المستجد إلى انتقالها من الحيوانات للإنسان، لماذا حدث ذلك برأيك؟

أسباب الجائحة متوقعة منذ سنوات، لكن البعض، وخاصةً المثقفين قرروا تجاهل الأمر، تماماً كما نعلم جميعاً ما هي التداعيات المتوقعة بسبب أزمة المناخ، لكن الناس يرفضون الاستماع إلى صوت العلم، ويوجه الوثائقي «جين غودال: الأمل» رسالته للعالم في يوم الأرض، ليدركوا أن الإنسان أساء التعامل مع الطبيعية، وأعطى التنمية الاقتصادية الأولوية على حساب حماية مستقبل أطفالنا، وجائحة كورونا تُذكرنا أن هجومنا على البيئة أعطى للحيوانات مساحات ضيقة للعيش فيها فتكاثرت فيها ما أتاح للفيروس الانتقال من فصيلة إلى أخرى.

هذه الحيوانات أُجبرت على الخروج من موائلها الطبيعية وغزو موائل البشر بحثاً عن الطعام، ثم أُجبروا مرة أخرى إلى الخروج إلى موائلنا عن طريق الإتجار غير القانوني في العديد من بلدان العالم، حيث يتم وضعهم في أسواق مُزدحمة بالبشر في ظروف قاسية، وتلك الظروف هي التي تحفز الفيروسات للانتقال من الحيوان للإنسان وتتسبب في مثل هذه الجائحة.

الأمر نفسه سيتكرر فيما يخص تغير المناخ إن لم يغير الناس عاداتهم المتهورة في استخدام الطاقة غير النظيفة، فعلى البشرية أن تتعلم الدرس الآن حتى لا تتكرر المأساة عدة مرات بأشكال مُختلفة، لذا فعلينا جميعاً أن نتحد للحفاظ على الأرض.

حدثينا عن الوثائقي، هل يمكن أن يؤثر في نظرة الإنسان واختياراته؟

يتناول الوثائقي شكل حياتي الآن وسفري المُستمر حول العالم لحث الناس على التفكير في عواقب الخيارات الصغيرة التي يتخذونها كل يوم.. أدعوهم مثلاً للتفكير في إجابات لأسئلة بسيطة مثل: ماذا نشتري ومن أين جاءت مُشترياتنا؟ هل هي رخيصة لأن المسؤولين عن تصنيعها يعتمدون على عمالة الأطفال؟ وإجابات هذه الأسئلة قد تُغير تفكير الإنسان، وهو ما يؤكد أن الأمل ما زال موجوداً، وأن المُستقبل سيكون أفضل إن التزم كُل فرد بدوره وعمل على ترك بصمته الإيجابية في العالم الذي نتشاركه جميعاً.

يوجه الوثائقي رسالة مهمة للمُشاهدين، وهي أن كُل فرد في العالم بإمكانه أن يترك أثراً إيجابياً، ويُحدث فرقاً مهما كانت إمكاناته.

ازدهار الحياة البرية بعد تفشي فيروس كورونا، مثل: رصد غزال في مجمع سكني بالإمارات وأسماك من فصيلة الشفانين العقابية في دبي مارينا، هل تعتقدين أن الإنسان سيغير طريقة تعامله مع الحيوانات بعد انتهاء هذه الأزمة؟

آمل أن يدرك البشر الشكل الطبيعي الذي يجب أن يكونه العالم، وحجم الضرر الذي ألحقناه بالأرض، وعندما يشعر هؤلاء الذين وُلدوا وعاشوا حياتهم كلها في المدن الكبيرة، قيمة الهواء النقي غير الملوث، سيعملون بكل جهدهم لفرض القيود على انبعاثات الكربون، وسيضغطون على عالم الشركات والمصالح لتبني عادات صحية وتسخير المزيد من الأموال لتطوير طاقة نظيفة صديقة للبيئة.

أين كانت آخر محطاتك قبل العزل المنزلي، وكيف تقضين وقتك؟

كانت أبوظبي آخر المدن التي زرتها قبل تفاقم أزمة كورونا المستجد في العالم، وهي المدينة التي أعشقها، ومن ثم عدت إلى المملكة المتحدة.

أما بالنسبة للوقت في العزل المنزلي، فأنا، اليوم، أكثر انشغالاً مما كنت عليه في حياتي، بسبب سعيي المستمر في تطوير إرثي ومشاركتي في العديد من المقابلات، وآمل أن تستمر برامجي حتى بعد وفاتي، ومنها برنامج حماية المها العربي.