الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

10 آليات ترصد الغش في الامتحانات الجامعية عن بعد.. والاختبارات مسجلة

كشفت جامعات لـ«الرؤية» عن 10 آليات تتصدى للغش في الامتحانات التي تجرى حالياً عن بعد، بهدف الحفاظ على نزاهة الاختبارات وعكس المستوى العلمي الحقيقي للطلبة.

وحددت الجامعات تلك الآليات بتصميم اختبارات تجمع ما بين العشوائية والعدالة، الاعتماد على الفهم وليس الحفظ، تفرد كل نموذج اختبار رقمي عن الآخر، اعتماد أسئلة جديدة غير محلولة مسبقاً، منع البيئة الاختبارية من تصوير الأسئلة أو التواصل مع الآخرين، استخدام كاميرات المراقبة بالذكاء الاصطناعي وتسجيلها، منع لبس السماعات والإكسسوارات، التركيز على المشاريع والاختبارات الشفوية، حملة توعوية شاملة للطلبة والطاقم التدريسي، إلى جانب حلول تقنية كمتصفح يمنع فتح أي برامج أخرى على سطح المكتب.

وضبطت جامعات حالات غش ارتكبها طلبة أثناء امتحانات الدورة الحالية التي أجريت عن بعد، مع استخدام أدوات المراقبة الإلكترونية، مؤكدين على أن أية أحداث تخالف السلوكيات المسموح بها يتم مراجعتها من قبل الطاقم التدريسي وخبراء النزاهة الأكاديمية وخبراء التكنولوجيا لضمان جودة العملية التقيمية.

غش تقليدي

وبين طلبة عدداً من أساليب الغش في الاختبارات عن بعد ومنها لصق الملاحظات على الشاشة، تركيب لوح بلاستيكي خلف الشاشة وسحبه لليمين أو اليسار تكتب عليه الإجابات، استخدام سماعات بلوتوث مخفية أو برامج ذكية.

فيما أجمعت الطالبتان آية زكريا ورنيم محمد على صعوبة التأقلم مع الوضع الراهن للاختبارات خاصة وأنها مسجلة وتتطلب معايير صعبة أحياناً، والتدابير لاحتواء الغش على الرغم من أهميتها فهي مبالغ بها وتسبب القلق أكثر من كونها تحمي نزاهة الاختبار، وأن التدابير التقليدية لمنع الغش مثل الاعتماد على الفهم وتغيير نمط الأسئلة يعد أفضل من أي وسيلة أخرى بحسب رأيهن.

من جانبها، أفادت الطالبة علا عمر بأن أساليب الغش المعتمدة في هذه الظروف تميل للطرق التقليدية مثل تلخيص المعلومات وكتابة ما يسمى بـ(الراشيته)، إلا أن بعض الطلبة باتوا يثقفون أنفسهم في مجال تقنية المعلومات لمحاولة إيجاد ثغرات أو حجج للتحايل على أنظمة المراقبة بدلاً من دراسة المقررات نفسها.

وأشارت طالبة امتنعت عن ذكر اسمها أن طريقة مراقبة تعابير الوجه وتسجيل الاختبارات أمر يخترق الخصوصية ويظلم الطلبة حين لا يمكنهم ضبط حركة العيون، فمثلاً عند التفكير قد ينقل الطالب نظره من اليمين إلى اليسار، ولا يستطيع التحكم بكل الانفعالات أو حركات الوجه أثناء دقائق الاختبار الطويلة والتي يمكن أن تسجل عليهم كمحاولة غش في أي لحظة.

برمجيات للرصد

وقال مدير مكتب النزاهة الأكاديمية بجامعة أبوظبي الدكتور حمدي الشيباني «للأسف فإن محاولات الغش في الاختبارات الإلكترونية التي رصدت تم التعامل معها بحرفية عالية ضمن اللوائح والقوانين الجامعية الخاصة بالجامعة»، لافتاً إلى أنه تتم دارسة كل حالة على حدة من قبل لجنة مختصة تنظر في جميع الأدلة وتقدم تقييمها لمكتب النزاهة الأكاديمية.

وأوضح أن اللجنة تتضمن خبراء في التكنولوجيا وأدلة تجمعها برمجيات متخصصة في رصد الغش في الاختبارات عن بعد تستخدمها أكبر جامعات في العالم.

التصدي للغش

وتحدث حمدي الشيباني عن آليات متكاملة للتصدي للغش وضمان أعلى معايير النزاهة الأكاديمية في الاختبارات عن بعد، موضحاً أن بعضها يرتكز على استخدام أحدث ما توفره التكنولوجيا بهذا الصدد، ومن ضمنها تصميم اختبارات تجمع ما بين العشوائية والعدالة، بحيث تنتقى الأسئلة من بنوك ومخازن معدة مسبقاً لتغطي مخرجات التعلم، وطريقة الإجابة عنها لا تعتمد على الحفظ والاسترجاع بل على الفهم والاستيعاب والتطبيق إلى جانب أن كل نموذج اختبار رقمي يختلف عن الآخر مع التوافق في المستوى والارتباط بالمخرجات.

واضاف أن البيئة الاختبارية تمنع الطالب من تصوير الأسئلة أو الاستعانة بالمصادر غير المسموح بها أو التواصل مع الآخرين، ولبس السماعات والإكسسوارات أثناء الامتحان كما ترصد كاميرات المراقبة الاختبارية باستخدام الذكاء الاصطناعي السلوكيات غير المسموح بها ويراجعها الطاقم التدريسي وخبراء النزاهة الأكاديمية وخبراء التكنولوجيا ضماناً لجودة العملية التقيمية.

وقال الشيباني: «يتم تصميم أسئلة جديدة من قبل الطاقم التدريسي بدون الاعتماد على أسئلة محلولة مسبقاً أو تتوفر إجاباتها في الكتب والمراجع العلمية بحيث تصبح الورقة على شاشة أجهزة اللابتوب أو الكتابة على أكمام القميص بلا فائدة.. بل بالعكس نسمح للطالب باستخدام الكتاب في العديد من الاختبارات.. وينصب التركيز على المشاريع وتقارير المعامل والاختبارات الشفوية وغيرها من الأدوات للوصول إلى الدقة في التقييم والمحافظة على الجودة».

حملات توعوية

ونفذت جامعة أبوظبي حملات توعية لكل من الطلبة والطاقم التدريسي بمسؤولياتهم فيما يخص الاختبار الإلكتروني وما يترتب عليها، وتم تدريب الطاقم التدريسي وتوعيتهم على كيفية رصد المخالفات بكاميرات المراقبة الاختبارية والميكروفونات الحساسة والتعامل معها باحترافية بحسب نوعها بداية من تحذير الطالب إلى تحويل ملف الحالة لمكتب النزاهة الأكاديمية للتعامل معه حسب الأنظمة واللوائح المتبعة.

اختبارات مسجلة

من جانبه، صرح نائب مدير جامعة زايد الدكتور مايكل ويلسون أنه يتم صون الاختبارات المسجلة والاحتفاظ بها بشكل خاص في نظام الجامعة، مبيناً أنه في ضوء الظروف الحالية للتعلم عن بُعد، تقرر اعتماد التوجيهات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، والتي خوَّلت الممتحِنين استخدام الأدوات اللازمة لمراقبة عمليات التقييم التي تتم عن بُعد، وخاصة استخدام أدوات اكتشاف الغش وعدم النزاهة الأكاديمية في الأعمال التي يقوم الطلبة بتسليمها.

وتستخدم الجامعة أدوات المراقبة الإلكترونية مثل المراقبة بالكاميرا في الامتحانات، إذ يتم استخدامها لتفعيل أداة التعرف على الوجه خلال فترة الاختبار لضمان النزاهة الأكاديمية مبيناً أن هذا هو الإجراء الذي تتبعه حالياً جميع المؤسسات التعليمية الرئيسية في الدولة باعتباره أفضل ممارسة للتعليم عن بعد.

أنظمة ذكية

من جانبه، أفصح خبير أمن المعلومات عبد النور سامي عن الحلول التقنية التي تعتمدها معظم الجامعات والتي تعتمد على متصفحLockdown browser المرتبط ببلاك بورد والذي يمنع عملية النسخ واللصق وفتح أي برامج أخرى كالمتصفح والوورد وملفات البي دي إف، ويمنع كذلك نسخ الامتحان لكي لا تتم مشاركته، موضحاً أنه يمكن تجاوزها بطريقة من الطرق إلا أن أقل من 1% من الأشخاص يمكنهم إدراكها بحكم معرفتهم التقنية.

ولفت إلى استخدام الجامعات لمنظومة تتبع لعلامات وتحركات الوجه Facial Recognition أو أن يتم تصوير الشخص عدة مرات لضبط حركات الطلبة، إلا أن سامي عبر عن أن هذه التقنية ترصد حركات الوجه وإلى أين ينظر الشخص، وقد تعرض الطالب لتهمة الغش وهو يحرك بؤبؤ عينيه للأعلى ليفكر، مبيناً أن على الجامعات أخذت كل الظروف المحيطة بعين الاعتبار والتيسير على الطلبة في هذا الوقت.