السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

طموح القائد المؤسس من الأرض إلى الفضاء

حلم لم يفارق القائد والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآن غدا واقعاً تعيشه أجيال سارت على نهج فكره وتسلحت بعزيمته، فكان أن بنى لها الأرض حتى انطلقت نحو السماء، وغرس طموح الإمارات لاستكشاف الفضاء منذ سبيعينات القرن الماضي، حين بدأه بلقاء فريق بعثة أبولو من وكالة ناسا للفضاء.

وفي آخر رحلة فضائية لزيارة القمر، عادت بعثة أبولو 17، تحمل هدية قدمها الرئيس الأمريكي إلى الشيخ زايد بواسطة وفد من وكالة ناسا في عام 1973، كرمز للصداقة بين الشعبين الإماراتي والأمريكي وهي علم الإمارات الذي رافق الرواد في الرحلة وقطعة صخر أخذت من وادي توروس ليترو من القمر وتوجد هذه المُقتنيات الفضائية النادرة في متحف مدينة العين حالياً.

وخلّد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كلماته التي كتبها عام 1974 لتتناقلها الأجيال المتلاحقة وفيها: «إنّ رحلات الفضاء يفخر بها كلُّ إنسان على وجه الأرض لأنها تُجسّد الإيمان بالله وقدرته.. ونحن نشعر كعربٍ بأن لنا دوراً عظيماً في هذا المشروع وفي هذه الأبحاث، ونحن فخورون بالتقدم الهائل في علوم الفضاء بفضل القواعد التي أرساها العلماءُ العرب منذ مئات السنين، ونأمل أن يعمّ السلامُ ويدرك البشر الأخطار التي تُهدّدهم بسبب التأخر».

وتوالت إنجازات الإمارات في الفضاء خلال عقود ثلاثة كانت فيها قفزات للعالمية حولت الآمال الكبيرة إلى واقع ملموس، حتى أصبحت وكالة الإمارات للفضاء أول وكالة فضاء عربية، وصاحبة أول مشروع عربي وإسلامي لاستكشاف كوكب المريخ، وشهد العالم وصول أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية.

وفي رسالة وجهها رئيس مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية وعضو اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء الدكتور فاروق الباز، إلى رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري جاء فيها: «أعلم علم اليقين أن هذه الرحلة تمثل أملاً لمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكان يسأل بشغف عن الفضاء والعلوم ويرغب في التعرف أكثر عن رحلات الفضاء.. لذا فرحلتك هذه هي تحقيق لآمال مؤسس دولة الإمارات وكل أبنائها».

وفي المهمة الأولى للإمارات نحو الفضاء، اعتمد مركز محمد بن راشد للفضاء شعار «طموح زايد» الذي حمله هزاع المنصوري على كتفه، تجسيداً لرؤيته، طيب الله ثراه، لقطاع الفضاء الإماراتي، وإيمانه بمستقبل أبنائه وعزيمتهم.

ومع اكتمال مسبار الأمل، وقّع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في قصر الوطن بأبوظبي يناير الماضي، على القطعة الأخيرة من المسبار، الذي يحمل أسماء أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وتواقيع سموهم إلى جانب تواقيع سمو أولياء العهود، وتتزين بعبارة: «قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء»، في تعبير عن الرسالة الإنسانية السامية التي تحملها دولة الإمارات العربية المتحدة لمستقبل الإنسان والعالم.

ويجسد مسبار الأمل، جل ما كان يطمح له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لتصبح الإمارات واحدة من بين 9 دول فقط تطمح لاستكشاف المريخ بأول مسبار عربي وإسلامي، يعمل على إدارته وتنفيذه فريق من أبناء الوطن.