السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أطباء: تناول مرضى كورونا الأسبرين خطر.. والمرض فيروسي المنشأ

أطباء: تناول مرضى كورونا الأسبرين خطر.. والمرض فيروسي المنشأ

حذّر أطباء ومسؤولون من تناول الأسبرين في حالات الإصابة بمرض كوفيد-19، لإمكانية تسببه في أعراض جانبية خطيرة، أهمها مضاعفة نشاط الفيروس المسبب لهذا المرض، مشيرين إلى أن استخدام الأسبرين ممنوع لمرضى كورونا في الإمارات وعدد كبير من دول العالم.

وأكدت المتحدثة الرسمية عن القطاع الصحي في الإمارات الدكتورة فريدة الحوسني لـ«الرؤية» عدم صحة إشاعات التواصل الاجتماعي بأن مرض كورونا ناتج عن بكتيريا وليس فيروس، حيث أثبتت جميع الدراسات أن المرض ناتج عن فيروس سارس، وهو نوع من فيروسات الكورونا.

ورداً على سؤال بخصوص استخدام الأسبرين لعلاج المرض، قالت الحوسني «هذا الكلام غير صحيح، إذ إن استخدام أنواع أخرى أكثر قوة وفاعلية في منع التخثر، وهذا هو المتبع محلياً وعالمياً، لأن الأسبرين مضاد ضعيف للتخثر ولا ينصح باستخدامه طبقاً لآخر المستجدات العلمية بهذا الخصوص».

من جانبه، قال استشاري أمراض القلب ومدير مستشفى القاسمي التابع لوزارة الصحة ووقاية المجتمع في الشارقة، الدكتور عارف النورياني، إن مرضى كوفيد-19 لم يستفيدوا من الأسبرين، بل قد يحدث ضرراً لهم، يشمل الهبوط في الصفائح الدموية، مبيناً أن هناك آلاف الدراسات تمت على فائدة الأسبرين في سيولة الدم ومنع الجلطات، إلا أن فاعليته لم تثبت لمرضى كورونا.

وأشار إلى ملاحظة بعض حالات الوفاة بكوفيد-19 في دول أوروبية وبها جلطات رئوية وقلبية موجودة أكثر من المرضى العاديين، موضحاً أن هذا ما قد يتم تفسيره بأن بعض مرضى كوفيد-19 تحدث لديهم لزوجة وتخثر في الدم، ما يسبب انسدادات في الشرايين، وهذا الأمر يحتاج لأبحاث كثيرة لمعرفة كيفية حدوثه، إلا أنه يتم استخدام مسيلات للدم في حالات كورونا مثل «هيبارين».

وأكد أن الكلام الذي يروجه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بأن كورونا مجرد بكتيريا ويتعافى المرضى منه بتناول الأسبرين غير دقيق ويجب استسقاء المعلومات من مصادرها، مثل منظمة الصحة العالمية والجهات الصحية في الدولة.

وأشار إلى أن الإنسان إذا شعر بأعراض كورونا عليه التوجه للمنشآت الصحية واستشارة الطبيب، وأنه في بعض حالات كوفيد-19 قد تتطور الحالة الصحية للمريض ويصاب بمضاعفات مثل الالتهاب الرئوي الذي ينتج عنه التهاب بكتيري، وهنا يتناول المريض المضاد الحيوي، ولا يتناول الأسبرين، لكن في النهاية الفيروس هو سبب الالتهاب البكتيري، ويظل كورونا فيروساً بلا جدال.

من جانبه، أفاد استشاري ورئيس أقسام أمراض الصدر والرعاية المركزة في المستشفى الأمريكي بدبي، الدكتور مازن زويهد، بوقف استخدام الأسبرين لمرضى كوفيد-19 في الإمارات وفي عدد كبير من دول العالم، لأنه يؤدي إلى زيادة نشاط الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19، ويزيد من خطورته على المريض، مشدداً عل أن ما يردده مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي «تكهنات» وليس لها أساس علمي، «وهنا يجب تطبيق قرار مجلس الوزراء الخاص بالعقوبات على مروجي الإشاعات الصحية، لأن إشاعة مثل هذه تمثل خطراً مباشراً على الناس الذين ليس لديهم وعي طبي كافٍ».

وأشار إلى أن للأسبرين دوراً في إذابة الجلطات الدموية ومنع التخثر، لكن ليس في حالات كورونا، خصوصاً أنه قد يسبب آثاراً جانبية مضاعفة إذا تم تناوله بجرعات عالية.

وكانت «الرؤية» قد انفردت بنشر تعميم صادر من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، في نهاية مارس الماضي، موجه إلى جميع الجهات الصحية وتلفت فيه الانتباه لاتخاذ بعض التدابير الخاصة عند صرف الأدوية من أصناف NSAID (مضادات الالتهاب اللاسترويدية) مع ظروف انتشار عدوى فيروس كوفيد-19 كإجراء احترازي لحين صدور نتائج الأبحاث الطبية الخاصة من الهيئات والجهات الصحية العالمية المختصة، والمتعلقة بمأمونية صرف تلك الأدوية.

وطالبت الوزارة الصيادلة ومساعديهم، في حالة طلب صرف دواء من أصناف NSAID مثل، أيبوبروفين ومشتقاته، أو acetylsalicylic acid (أسبرين)، فإنه يجب التنبيه على المتعامل

الذي سيستخدم مثل هذه الأصناف بأنه غير مفضل استخدام هده المنتجات في حال وجود أي أعراض مثل السعال والحمى والزكام أو أي من أعراض البرد الأخرى، دون استشارة الطبيب.

وأوضحت الوزارة في تعميم أرسلته إلى جميع المنشآت الصحية، أنه يفضل بدلاً من استخدام المنتجات المذكورة، استخدام فئة المسكنات الأخرى وخافضات الحرارة مثل paracetamol وهي الأفضل في الظروف الراهنة.

وأشارت الوزارة إلى ضرورة التوضيح للمريض، أنه في حالة العلاج طويل الأمد فإنه بإمكان المرضى الاستمرار في تناول الأدوية القائمة على NSAID والأسبرين، كجزء من العلاج الذي يخضعون إليه وألا يتوقفوا عن أخذ أدويتهم دون استشارة الطبيب.