الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«براكة».. إنجاز إماراتي جديد عنوانه العزيمة والإرادة

«براكة».. إنجاز إماراتي جديد عنوانه العزيمة والإرادة

يجسد مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بأبوظبي مسيرة ملهمة من العمل الجاد والطموح، لتحقيق إنجاز إماراتي جديد عنوانه العزيمة والإرادة الصلبة.

فرغم التحديات التي تلقي بظلالها على العالم أجمع حالياً، فإن العمل والإنجاز في هذا المشروع الوطني الاستراتيجي واصل التقدم بثبات وأمان.

وتحفل مسيرة إنجاز «براكة» -الذي بموجبه أصبحت الإمارات الأولى عربياً في إنتاج الكهرباء من تكنولوجيا الطاقة النووية- بقصص نجاح ملهمة بدأت قبل أكثر من 10 سنوات، وشاركت فيها كوكبة من الكفاءات الوطنية التي أدت أدواراً هامة ورائدة في هذا المشروع الوطني.

وأعرب مهندسون إماراتيون عاملون في المشروع عن فخرهم الكبير بالمشاركة بهذا الإنجاز الوطني، الذي يأتي تجسيداً لنهج الدولة في دعم أبنائها وتمكينهم، والإيمان بقدراتهم والاعتماد عليهم في مشروعاتها التنموية الطموحة.

وقال مدير تشغيل مفاعل في المحطة الأولى للطاقة النووية السلمية في براكة سيف البحري الكتبي، إن هذا المشروع يدعم تحقيق أهداف رؤية الدولة في الـ50 عاماً المقبلة، ويجسد دعم القيادة الرشيدة للكفاءات الإماراتية والحرص المستمر على تمكينهم وتأهيلهم لقيادة المشاريع الاستراتيجية بالدولة.

وأضاف أن مثل هذه المشاريع الاستراتيجية تشكل جزءاً من تاريخ الإمارات وجميع أبناء الدولة يتطلعون إلى المشاركة فيها، من أجل رد الدين لوطنهم والمساهمة في مسيرة التنمية المستدامة والشاملة بكافة قطاعات الدولة.

وأشار الكتبي إلى أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة، وفرتا للكفاءات الإماراتية كافة مقومات النجاح والتميز خلال مسيرتهم المهنية بهذا المشروع الحيوي، مشيداً بدورهما الريادي في توفير المنح التعليمية والبرامج التدريبية لتمكين أبناء الإمارات للعمل في محطات «براكة».

ومن جانبه، أكد مدير تشغيل مفاعل في شركة نواة للطاقة المهندس عبدالله المنهالي، أن محطات «براكة» تقدم مساهمات كبيرة في تطوير أجيال جديدة من الكفاءات الإماراتية المختصة، التي ستقود قطاع الطاقة النووية السلمة في الدولة خلال السنوات القادمة، لا سيما أن الفترة التشغيلية للمحطات تمتد لأكثر من 60 عاماً.

وقال إنه وزملاءه أكملوا دورات تدريبية على أيدي أفضل الخبرات العالمية في الطاقة النووية امتدت لآلاف الساعات، إضافة إلى التفاني في العمل رغم التحديات الحالية، لافتا إلى أن الأولوية القصوى لفرق العمل من الكفاءات الإماراتية والخبرات الأجنبية هي تطوير محطات براكة للطاقة النووية السلمية وفق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة.

من جهتها، قالت مهندسة مفاعل في شركة نواة للطاقة وتعمل ضمن الفريق الذي نفذ عملية تحميل حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة الأولى في براكة ليلى الظاهري، إن «براكة» قصة نجاح جديدة في مسيرة التمكين والريادة للإمارات، مضيفة: أن قيادتنا الرشيدة تمنحنا على الدوام الثقة وتؤمن بقدرات أبنائها ودورهم الهام والرائد في صياغة مستقبل وطنهم.

وأكدت أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية قدمت كل أشكال الدعم والاهتمام لأبناء الوطن لبناء قدراتهم وتنمية مهاراتهم وتمكينهم من أداء دورهم الهام في هذا المشروع الوطني، الذي يعزز المسيرة الريادية للإمارات في إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية السلمية.

بدوره أشار مدير مشروع في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية علي سالم النعيمي، إلى أن تواجد الكوادر الوطنية الشابة في هذا المشروع الهام والاستراتيجي، واضطلاعهم بأدوار هامة في مراحل التنفيذ كافة يعكس ثقة قيادة الدولة الرشيدة في قدراتهم، والإيمان بدورهم الرئيسي في بناء مستقبل وطنهم.

وأكد أن محطات براكة للطاقة النووية السلمية تطبق أعلى معايير الأمن والسلامة، وستسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة ورؤيتها للمستقبل والاعتماد على مصادر متنوعة للطاقة.

ومنذ تأسيس البرنامج النووي السلمي الإماراتي قبل أكثر من عقد من الزمن، حرصت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة على تأهيل كوادر إماراتية قادرة على الاضطلاع بمهام أساسية في كل مراحل مشروع «براكة»، منذ مرحلة الانشاءات وصولا إلى تشغيل المحطات.

ويستحوذ المواطنون على 60% من الموظفين في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها، فيما وصل إجمالي عدد مديري تشغيل ومشغلي المفاعلات الذي حصلوا على الترخيص حالياً إلى 72 مشغلاً، بينهم 30 من المهندسين والمهندسات الإماراتيين، وهو أعلى بكثير من الحد الأدنى المطلوب لتشغيل المحطة الأولى في براكة والذي يبلغ 32 مشغلاً.

وتحتوي محطات «براكة» على 4 مفاعلات، تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة، ومن نوع مفاعلات الطاقة المتقدمة «APR1400»، ويعتبر هذا التصميم من أحدث التصاميم المتطورة لمفاعلات الطاقة النووية حول العالم، ويلبي أعلى المعايير الدولية في السلامة والأمان والأداء التشغيلي.

وستوفر مفاعلات الطاقة المتقدمة الأربعة «APR1400» في محطة براكة نحو 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل التام للمحطات.

وبعد التشغيل التام ستحد محطات براكة الأربع من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام، وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرقات الدولة سنوياً.