السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

نادي الإمارات العلمي ينظم ملتقى حول الذكاء الاصطناعي وأهمية البيانات

نادي الإمارات العلمي ينظم ملتقى حول الذكاء الاصطناعي وأهمية البيانات

نظم نادي الإمارات العلمي - التابع لندوة الثقافة والعلوم - الملتقى العلمي الأول الافتراضي، بعنوان «استعداد الذكاء الاصطناعي للبيانات الضخمة وكيفية الاستفادة منها»، بمشاركة عالم الفضاء والجيولوجيا ومدير مركز الاستشعار عن بُعد في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتور فاروق الباز، وخبير أنظمة الروبوت بمركز البحوث «فراونهوفر» بألمانيا الدكتور محمد بديوي، ومديرة الأبحاث والابتكار بمركز دبي للأمن الإلكتروني الدكتورة بشري البلوشي، وأستاذ مشارك بقسم الهندسة الحيوية بجامعة لويفيل الأمريكية الدكتور أيمن الباز، و الدكتور حسام الدين مختار أستاذ مساعد بقسم بالهندسة الكهربائية بجامعة دبي، والمدير الإقليمي لشركة «IBM» المهندس بشار كيلاني.

وحضر الملتقى جمع من العلماء والأكاديميين والمهتمين، وأداره رئيس جامعة دبي ورئيس مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي الدكتور عيسى البستكي، مهنئاً دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة بإطلاق «مسبار الأمل» إلى المريخ.

وتحدث البستكي عن محاور المؤتمر التي تناقش أهمية إنشاء مراكز المعلومات وكيفية الاستفادة منها، وتوظيف تقنية الذكاء الاصطناعي في تخزين واسترجاع البيانات الضخمة، لتطوير أنظمة المؤسسات المختلفة في العديد من المجالات الطبية والاقتصادية والتعليمية والأمنية والاجتماعية، إضافة إلى دور الجامعات في إدارة البيانات الضخمة وحفظ المجموعات الرقمية بمستودعات البيانات البحثية المفتوحة، وتأثير ذلك في تحسين العملية التعليمية وتطوير البحث العلمي.

وتطرق إلى أهمية تحليل ومعالجة البيانات الضخمة في اتخاذ القرار، واستشراف المستقبل وتطوير أساسيات الصحة العامة وتحسين منظومة الغذاء، وتقليل انتشار الأوبئة وتقديم الحلول الاستباقية في العديد من المشاكل البيئية، ودور البيانات الضخمة في دعم التنمية المستدامة وتعزيز الاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات، والتحديات التي تواجه المؤسسات لإنشاء مراكز للبيانات الضخمة وكيفية التغلب عليها.

من جانبه، تحدث الدكتور فاروق الباز عن لقائه مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، بصحبة 5 رواد كانوا يدرسون الصحراء العربية، وكانت أولى جولاتهم في العالم العربي إلى دولة الإمارات، وكيف أثارت تساؤلات واستفسارات الشيخ زايد هؤلاء العلماء، وكان متطلعاً لأن يكون للعرب دورهم في خوض ريادة الفضاء، ما يؤكد اهتمام الإمارات بهذا المجال.

وقال إنه متأثر برحلة «مسبار الأمل» التي تتوج إنجاز الإمارات خلال مسيرتها في 50 عاماً، فأصبحت رائدة الدول العربية بهذا المجال، وإن الإمارات دعمت وشجعت شبابها لتبوؤ المناصب والأماكن العلمية، وهذا سبب تقدم العالم وتراجع بعض الدول العربية التي لا تستفيد من طاقة شبابها.

وأكد الباز أنه في أثناء رحلة أبوللو 11 إلى القمر كان متوسط أعمار القائمين على العمل 26 سنة، وكانت أعمار الرواد تراوح بين 29 و30 سنة، وهذا دليل على أهمية الحفاظ على طاقة الشباب واستغلالها في مختلف المجالات.

من جهته، أكد المهندس بشار كيلاني أن الإنجاز الإماراتي «مسبار الأمل» فخر لكل العرب، وما أولته القيادة من أهمية للشباب خاصة أن 70% من سكان العالم العربي أعمارهم دون الـ30 عاماً، ما يجعل المستقبل أكثر إشراقاً، كذلك وجد أن 50% من خريجي الكليات العلمية من السيدات، إلا أن 15% منهم فقط يعمل في مجال التقنية والتكنولوجيا، لذلك من المهم الاستثمار بالشباب والعناصر النسائية بشكل خاص، وهذا ما يتضح في دولة الإمارات بوجود مجموعة كبيرة من الشابات يعملن في المجال العلمي والتقني.

وأضاف أن شركة IBM من أوائل الشركات العاملة في المجال التكنولوجي بالمنطقة، وأصبح هناك بنية تحتية للأتمتة في المنطقة وبيانات ضخمة ساعدت على تفوق القدرة على التنبؤ، وتعتبر دبي أول مدينة بالعالم تمتلك خارطة طريق في تطوير الذكاء الاصطناعي في مجال الخدمات المقدمة للجمهور.

وأوضح كيلاني أن فيروس كورونا خلق لدى الجميع حالة جديدة اعتادوا عليها وحدث تحول كبير إلى المنصات الإلكترونية، كما خلق 3 أزمات مركبة (طبية واقتصادية ومالية)، وأيضاً ظهرت منتجات وخطوط إنتاج جديدة مع عدم توفر الكثير من البيانات، ولكن ستكون هناك تنبؤات للمستقبل بالاستعانة بالبيانات القليلة المتوفرة، لذلك الاستثمار في البينة التحتية الرقمية أمر مهم وضروري للمستقبل ولعالم جديد مبتكر.

وتحدثت الدكتورة بشرى البلوشي عن دور الذكاء الاصطناعي في حماية البيانات الضخمة، وذكرت أن 80% من العاملين الإماراتيين على مسبار الأمل من النساء، ما يعزز رؤية القيادة الحكيمة ودعمها لدور المرأة.

وأشارت إلى طرق الحماية أو الوقاية الإلكترونية من خلال الذكاء الصناعي، حيث تلعب برامج الوقاية دوراً أساسياً في حماية البيانات الحكومية، وأولت حكومة الإمارات الحماية الإلكترونية جل عنايتها وتم إنشاء مركز دبي الإلكتروني عام 2014.

وأضافت البلوشي أن حكومة دبي عام 2015 أصدرت قانوناً خاصاً بنشر البيانات بين الدوائر والهيئات، بحيث لا تصبح الدائرة هي من يمتلك البيانات بل ملك للحكومة في دبي الذكية، وتشمل بيانات مفتوحة لكافة الدوائر يستفيد منها الباحثون والشركات، وتبني على تلك البيانات قراراتها الصحيحة.

وأكد الدكتور أيمن الباز على أهمية البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية، وخاصة بيانات المرضى من تحليل دم وأشعة ومختلف الأعراض التي يشعر بها المريض، وهذه البيانات كلما زادت كلما ساعدت في الدقة التشخيص، ومصدر البيانات يبدأ من المستشفى ثم المراكز الجامعية والأبحاث والدراسات، بالإضافة إلى المدن الطبية الذكية التي تساعد على معرفة مقدار التلوث المتسبب في بعض الأمراض.

وتطرق الدكتور محمد البديوي إلى دور البيانات الضخمة في مجال الروبوتات الذكية والثورة الصناعية الرابعة، وفي السابق كانت هناك حواجز بين الإنسان والروبوت، إلا أنه مع توافر البيانات والتقنيات الحديثة وصل الروبوت إلى مرحلة فهم حركة الإنسان، بهدف تقليل المسافات حتى يتم التعاون معاً لقدرة الروبوت على القيام بمهام صعب على الإنسان أدائها، فأصبح يحاكي الإنسان بناء على فمهمه وقادر على تغيير مساره تبعاً للمستجدات، وذلك في المجال الطبي والصناعي وغيره.

وتحدث الدكتور حسام الدين مختار عن دور الجامعات في إدارة البيانات الضخمة واستعدادات الذكاء الاصطناعي للاستفادة منها، وأكد على وجود علاقة تكاملية بين البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، فكلاهما بحاجة إلى الآخر في تحليل وإدارة البيانات، وقد كان ينظر للبيانات الضخمة باعتبارها تحد كبير، ولكن كلما زادت البيانات كلما استخدم الذكاء الاصطناعي في إدارة وتحليل وتحسين الجودة، وحل المشكلات وتقديم الرؤى المستقبلية والتنبؤات.

وقال إن الذكاء الاصطناعي يشمل التعليم الآلي والبيانات، ويستخرج الخواص المميزة منها لبناء نماذج التعليم الآلي، أما التعليم العميق فيحتاج لبيانات مباشرة وضخمة لدمج واستخراج الخواص المميزة وبناء نماذج التعليم آلياً، وعن التحديات في إدارة البيانات الضخمة فأهمها الحصول على البيانات، يليها تسمية وتصنيف البيانات وتحسين جودتها، ثم حفظها، أما الحلول فتشمل الاكتشاف والإنتاج وتعزيز القدرات والتصنيف اليدوي والتعليم الذاتي والبرمجة.

وحول دور الجامعات في إدارة البيانات وتقديم الحلول البحثية المبتكرة، أكد مختار أهمية التعاون مع الجهات الوطنية والقطاع الصناعي وتشجيع الطلاب والباحثين على الابتكار وتقديم الحلول.