السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

مدارس خاصة تلزم أولياء أمور بعدم تغيير نظام تعليم أبنائهم لفصل كامل

مدارس خاصة تلزم أولياء أمور بعدم تغيير نظام تعليم أبنائهم لفصل كامل
سلامة الكتبي - دبي

أبدى أولياء أمور طلبة استياءهم من قرارات أصدرتها مدارس خاصة، تفيد بأن استئناف العام الدراسي المقبل 2020-2021 سيكون وفق نموذجين، الأول هو التعليم المباشر والآخر عن بعد، وعلى أولياء الأمور اختيار أحد هذين النظامين والتعهد بالموافقة وعدم تغيير النموذج الموقّع عليه إلا في الفصل الدراس التالي، على أن تكون الرسوم الدراسية لكلا النظامين متساوية.

وأوضحوا أن التعهدات الفصلية التي فرضتها عليهم إدارات المدارس تظلم أبناءهم وتحرمهم من اختيار نوع التعليم المناسب لهم، إذ قد يقررون أثناء الفصل الدراسي، بعد قياس نتائج المستوى التحصيلي لأبنائهم، التحول من نظام لآخر، ما يجعل من هذه التعهدات عائقاً أمام تقرير مصيرهم، وعليهم الانتظار حتى بداية الفصل التالي لتغيير نظام التعليم.


من جانبها، عزت مدارس خاصة سبب إلزام أولياء الأمور بالتعهدات لكونها مطالبة برصد ميزانية مالية اعتماداً على خطة عمل استثنائية خلال العام الدراسي، تتناسب والأوضاع الحالية، وأن أي تغيير مفاجئ لأولياء الأمور فيما يتعلق بنظام التعليم قد يربك سير العمل.


تساوي الرسوم

وتفصيلاً، قال ناصر عبدالله، ولي أمر طالبين في الحلقة الأولى بإحدى مدارس الشارقة الخاصة، إنه تلقى تعميماً من إدارة المدرسة بالبريد الإلكتروني، تطلب منه الاختيار بين نظامين تعليميين متاحين للتطبيق خلال العام الدراسي المقبل، والذي سيبدأ في نهاية شهر أغسطس الجاري، مبيناً أن النموذج الأول يتضمن «التعليم الواقعي»، أي الدوام الكامل في الصفوف النظامية مع الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية، أما النموذج الآخر فهو التعليم عن بعد.

وأوضح أن إدارة المدرسة وضعتهم أمام خيارين، وفي حال اختيار أحدهما، فعلى ولي الأمر التوقيع على تعهد بالموافقة، مع إعلامه بتعذر تغيير النظام الموقع عليه إلا في نهاية كل فصل دراسي، في حين سيكون إجمالي قيمة الرسوم المتحصلة من ذوي الطلبة متساوٍ في كلا النظامين.

مطالبة بمرونة الاختيار

وأبدى بلال أحمد، ولي أمر لثلاثة أبناء بمراحل مختلفة في مدرسة خاصة بدبي، تردده في اختيار النظام المناسب لتعليم طفليه، فالأول، وهو التعليم داخل الصفوف المدرسية، يعني القبول ووضع التلاميذ في دائرة الخطر، مع احتمالية الإصابة بالعدوى نتيجة عدد الطلبة الكبير، وما سيترتب عليه من تقارب المسافات بينهم.

وتابع: أما الخيار الآخر وهو «التعليم عن بعد» فسيحرم الأبناء من فوائد التحصيل المباشر، واكتساب مهارات التواصل الاجتماعي، والنشاط الصفي.



وطالب وزارة التربية والتعليم بإصدار قرار يتيح لأولياء الأمور المرونة في اختيار نظام التعليم الذي يرونه مناسباً لأبنائهم وتغييره في التوقيت الذي يقررونه، من دون الالتزام بأي تعهدات تفرضها عليهم إدارات المدارس، كون أولياء الأمور الأعلم بمصلحة أبنائهم.

بدورها، تساءلت ناعمة عبيد، والدة طالب في الحلقة الثالثة بمدرسة خاصة في الشارقة، عن الجدوى من فرض نظام التعهدات على أولياء الأمور عند اختيار نظام التعليم الخاص بأبنائهم إذا كانت الرسوم الدراسية المطلوب منهم دفعها ذات قيمة موحدة بين النظامين، مشيرة إلى أن تخوف أولياء الأمور من إصابة أبنائهم بفيروس «كورونا» يدفعهم لاختيار التعليم عن بعد، إلا أنهم قد يقررون أثناء الفصل الدراسي التوجه للنموذج الآخر، بعد قياس نتائج المستوى التحصيلي لأبنائهم وتحسن الوضع العام المتعلق بـ«كورونا». فيجدون أن التعهدات «الفصلية» التي فرضتها عليهم إدارات المدارس تحول دون اختيار نوع التعليم المناسب لهم.

اقتراح الدوام بالتناوب

وطالب فهد عيسى، ولي أمر طالب في الحلقة الثانية، بتطبيق نظام الدوام بالتناوب بالأسابيع أو الأيام في المدارس الخاصة، لضمان سلامة الطلبة، واستبعاد الخيارين اللذين طرحتهما إدارات بعض المدارس وهما التعليم المباشر أو عن بعد، لافتاً إلى أن الأول قد يضعهم في دائرة الخطر حتى في ظل تطبيق التدابير الوقائية، ولا سيما في المدارس التي تحتوي على أعداد كبيرة من الطلبة، أما الثاني فسيحرمهم من التفاعل الصفي والتواصل المباشر مع زملائهم ومعلميهم.

من جانبها، قالت ميرا عبدالله وعلياء إسماعيل، وهما إداريتان بمدارس خاصة بالشارقة وعجمان، إن بعض المدارس قررت اعتماد نظام التعليم بحسب خيار النسبة الأكبر من ذوي الطلبة، وفقاً لنتائج استبيان العودة للدراسة الذي أجري يوليو الماضي، في حين طرحت مدارس أخرى خيارين أمام ذوي الطلبة وهما التعليم الواقعي أو عن بعد، بهدف إتاحة المجال أمامهم لاختيار النظام المناسب لهم وفقاً لمسؤولياتهم الأسرية وأوقات عملهم، وعلى ذوي الطلبة التعاون مع إدارات هذه المدارس وتفهم القرارات الجديدة.

وأوضحتا أن المدارس مُطالبة برصد ميزانية مالية تتناسب وخطة العمل الاستثنائية المطبقة خلال العام الدراسي من حيث تطبيق التدابير الوقائية للحد من فيروس كورونا المستجد، وتحديد السعة الاستيعابية وعدد الفصول الدراسية، إضافة إلى عدد المعلمين وتحديد أنواع البرامج التعليمية والأجهزة المستخدمة في كل نظام، إلا أن الانتقال المفاجئ للطلبة من نظام لآخر قد يربك الإدارات.

توافر الأماكن شرط

وكانت إدارات مدارس خاصة قد أبلغت ذوي طلبة عبر رسائل إلكترونية «حصلت الرؤية على نسخة منها» باستئناف الدراسة وفقاً لنظامين الأول يكون مباشراً داخل الصفوف النظامية، والآخر يكون عن بعد، وعلى أولياء الأمور إبلاغ الوحدة المعنية بالمدرسة بالنظام الذي يرونه مناسباً قبل تاريخ 23 أغسطس الجاري، مع العلم بأن الانتقال من التعليم عن بعد للمباشر سيكون متاحاً عند نهاية كل فصل دراسي فقط شريطة توافر أماكن.

ونبّهت هذه المدارس بضرورة تعهد ولي الأمر بالالتزام بالنظام الذي اختاره لفصل دراسي كامل لضمان تنظيم العملية التعليمية، مؤكدة أن أولوياتها هي توفير التعليم المتميز لجميع الطلبة في بيئة تعليمية آمنة تلبي توجيهات السلطات المحلية، مع التزامها بتقسيم الطلبة إلى مجموعات صغيرة، وضمان تطبيق جميع تدابير السلامة.