الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

المساعدات الإنسانية.. نهج إماراتي راسخ يتجاوز الاعتبارات السياسية والعرقية والدينية

المساعدات الإنسانية.. نهج إماراتي راسخ يتجاوز الاعتبارات السياسية والعرقية والدينية

تتخذ دولة الإمارات من الإنسانية منهجاً لها في كل مواقفها ومبادراتها التي تشهد على أصالتها ونبل توجهاتها وحكمة قيادتها الرشيدة، حيث تضع الإمارات الإنسان فوق أي اعتبارات، سواء كانت سياسية أو دينية أو عرقية أو غيرها، والشواهد على ذلك كثيرة منذ اندلاع جائحة كورونا في أوائل العام الجاري وما قبلها (أزمة أو كارثة أو ضائقة)، حيث كان دائماً الإنسان هو الأهم.

فمنذ بداية أزمة فيروس كورونا المُستجد، كانت مساعدات الإمارات الإنسانية بلسماً شافياً لصحة المرضى المصابين حول العالم، وجسر أمل للعالم بأسره للمساهمة في السيطرة على الوباء والتخفيف من آثاره بكافة المجالات، حيث وصلت مساعدات الدولة خلال الأزمة إلى أكثر من 1300 طن لأكثر من 107 دول، استفاد منها ما يزيد على 1.2 مليون من العاملين في المجال الطبي.

مساعدات إماراتية

وبلغ عدد الرحلات التي نفذتها الناقلات الوطنية لتوصيل المساعدات الإماراتية - حتى في ظل حظر حركة الطيران - إلى دول العالم 109 رحلات جوية، دعمت خطوط الدفاع الأولى في مواجهتهم فيروس كورونا (كوفيد-19)، وشملت إمدادات طبية حيوية، بما في ذلك أقنعة الوجه والقفازات وأجهزة تنفس اصطناعي، ووحدات اختبار، ومعدات فحص، ومعدات الحماية والوقاية، وإقامة مستشفيات ميدانية لعلاج المصابين بالفيروس، فضلاً عن مساعدات غذائية، وإجلاء رعايا بعض الدول إلى أوطانهم.

ونجحت الإمارات في تقديم يد العون للجميع عبر إرسال طائرات المُساعدات إلى العديد من الدول المتضررة، تحمل أطناناً من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية، بالإضافة إلى تعاونها مع منظمة الصحة العالمية لتعزيز الاستجابة العالمية لمحاربة تفشي الفيرو،س حيث لم ترتبط تلك المساعدات الإنسانية بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، أو اللون، أو الطائفة، أو الديانة، بل راعت في المقام الأول الجانب الإنساني، المتمثل في دعم وسد احتياجات الدول التي تشهد تفشي كورونا للتخفيف من معاناة شعوبها.

ولم يكن اهتمام الإمارات بمد يد الخير للمحتاجين خلال جائحة كورونا وليد الأزمة ولا قبلها بعقود، بل استمراراً لنهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو نهج إنساني وضعت له الخطط لتكون الإمارات عوناً إنسانياً، كما هو مقرر في رؤية الإمارات 2021 التي وضعها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للإسهام في تعزيز مكانة الدولة الإنسانية على الساحة الدولية.

وتحتفل الإمارات اليوم باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي خصص هذا العام للاحتفاء بالعاملين في المجال الإنساني، الذين نذروا أنفسهم من أجل تقديم العون ومساعدة الآخرين في كل بقاع العالم على الرغم من الظروف الاستثنائية والقاسية التي فرضها انتشار فيروس «كوفيد-19».

رسالة للعالم

ودشنت الإمارات جسور المساعدات الإنسانية لتصل أياديها البيضاء إلى أكثر من 107 دول حول العالم، كما أسست صناديق دعم ضمن جهودها الوطنية الإنسانية منها «صندوق الإمارات - وطن الإنسانية» لتوحيد الجهود الوطنية للتصدي لوباء كوفيد-19.

وبعثت الدولة رسالة إلى العالم أكدت فيهـا أن التضامن يجـب أن يتجاوز الأقوال ويصبح عملاً ملموساً، وحرصت على أن تصل مساعداتها إلى البلدان المحتاجة بصرف النظر عن أي اعتبار، وبما يعكس حرصها على الوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في مختلف المواقف الصعبة، ومد يد العون لكل محتاج.

مبادرات إماراتية

ولعبت الإمارات دوراً بارزاً في مساعدة منظمـة الصحة العالمية على تعزيز مخزونها الاستراتيجي في ضوء تفشي وباء كوفيد-19، ودعم جهودها في مواصلة الاستجابة الإنسانية السريعة للدول المحتاجة، حيث تتخـذ المنظمة من المدينـة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي مقراً لوجستياً لها، وهو مركز لوجستي عالمي متخصص في التأهب لحالات الطوارئ وتوزيع المساعدات الإنسانية.

وفي الإطار ذاته، أطلقت حملة «10 ملايين وجبة» لدعم الأفراد والأسر المحتاجة الأكثر تضرراً في الظروف الاستثنائية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، كما أطلقت برنامج «معاً نحن بخير» الذي يجمع كافة فئات المجتمع، بما فيها الأفراد والشركات للتطوع بالمساهمات المالية والعينية للمشاركة في جهود حكومة أبوظبي في التصدي للتحديات الصحية والاقتصادية المرتبطة بأزمة كوفيد-19، وأطلقت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي «صندوق التضامن المجتمعي ضد كوفيد-19»، وذلك بالتنسيق مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية وأفراد المجتمع.

وتؤكد الإمارات أنها ستبقى أمينة على نهجها ومسؤوليتها كحاضنة للقيم وحاملة لمشعل الأمل في التعامل الواجب مع جميع القضايا الإنسانية، فسجلها المشرف مكتوب بحروف من نور ومحطات حافلة بالتفاعل الإيجابي المطلوب ودون أي طلب، بل دائماً مبادرات إنسانية عظيمة تترجم ما تحرص عليه الدولة برعاية وتوجيه وإشراف القيادة الحكيمة، حيث إن الإنسانية وتحصينها والقيام بكل ما يعززها ويحقق النتائج والأهداف المأمولة مسؤولية تحملها الدولة بكل أمانة وقدمت البراهين دائماً بأنها على قدرها.