السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الهلال الأحمر الإماراتي.. جنود إنسانيون لا يعرفون المستحيل

الهلال الأحمر الإماراتي.. جنود إنسانيون لا يعرفون المستحيل
تنوَّعت صور التطوع في دولة الإمارات العربية المتحدة، حتى وصلت إلى أكبر درجة ممكنة من العطاء الذي قدَّمه المتطوعون بالتزامن مع جائحة كوفيد-19 التي اجتاحت العالم، وأحدثت فيه خسائر بشرية ومادية كبيرة، وتفاوتت الدول في السيطرة عليها.

وكانت دولة الإمارات من بين الدول التي أسهمت في التقليل من آثارها، وخلق بيئة صحية آمنة تضمن للجميع الأمن والاستقرار والرفاهية.

فقد تسابق أبناء الوطن لتقديم أفضل الجهود الممكنة، إضافةً إلى ابتكاراتهم الكبيرة والمُتعدِّدة التي اتَّجهت، ليس إلى المصابين بالمرض فقط، وإنما تعدت ذلك إلى كل متضرر من آثاره، فهناك المنقطعون بسبب إغلاق الحدود، وهناك المتضررون من توقف العمل، وهناك أُسر المصابين، والمدينين المتعثرين والطلبة المعوزين، كلهم وصلت إليهم حاجتهم، فرسم المتطوعون أجمل الصور التكافلية الممكنة.

هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وذراعها الخيرية الممتدة في جهات العالم الأربع، كان لها، منذ بداية جائحة كورونا، جهود كبيرة صارت مثار إعجاب القاصي والداني لما حقَّقته من أمن صحي واجتماعي وغذائي ونفسي للناس من مواطنين ومقيمين داخل الإمارات، حتى خفّت آثار الأزمة، وأصبح الجميع مستعدين لمرحلة ما بعد كورونا بالأمل والتفوق والقدرة على تجاوز الصعاب والنجاح.

محمد الكعبي



متطوع إماراتي مع صفوف الهلال الأحمر الإماراتي، كان لمشاركته في أداء بعض المهام التطوعية، تجربة كبيرة في حياته، وأثر مهم في مسيرته، وفي هذا يؤكد الكعبي، أن التطوع هو الإنسانية نفسها، وأن كل عمل تطوعي هو درس إنساني يستحق التوقف عنده، وأن النجاح في العمل الإنساني ينسجم مع حجم المحبة التي يوليها المتطوع لوطنه وللإنسانية جمعاء.

وعن سر نجاح مبدأ التطوع في الدولة يقول محمد الكعبي: «من غير الأسباب المذكورة، يمكن القول إن التطوع هو تهذيب للنفس والروح، وإنه إذا تمكن الإنسان من تهذيب نفسه وروحه، فإنه يصل إلى أعلى درجات العطاء الممكنة، لأن التطوع هو الإنسانية، وبالتالي علمتني تجربة التطوع أن أكون إنساناً حقيقياً يشعر ببني جنسه، ويتفاعل معهم في السرَّاء والضرَّاء».

وحول تصميمه جهازاً خاصاً للتعقيم بطريقة الرش، بيّن الكعبي أن هذه الخطوة جاءت نتيجة التفكير المستمر في تقديم شيء متميز يخدم أكبر شريحة ممكنة من الناس، وبشكل يدفع عنهم خطر الإصابة بعدوى المرض، فكان هذا الجهاز عاملاً فاعلاً في ذلك، حتى إنه استخدم في بوابات التعقيم التي أقامتها مواقع مختلفة لحماية المرتادين.

إسراء محمد عواد



إحدى متطوعات الهلال الأحمر الإماراتي، انطلقت منذ اللحظات الأولى مع أبناء الإمارات لتقديم الخدمة لأبناء الوطن في التصدي لهذه الجائحة، والتخفيف من آثارها، وشاركت في مختلف الحملات التطوعية التي أقامتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مثل: حملات لبيه يا وطن، والمستشفى الميداني لدعم خط الدفاع الأول والعديد من المبادرات الأخرى.

تؤكد إسراء أنها اختارت التطوع لأنها تحب عمل الخير في الأساس، وهي صفة تُميِّز أبناء الإمارات، ومتأصلة في نفوسهم، وهي توجِّه نصيحة لكل من كانت له القدرة على التطوع في أي مجال يراه مناسباً له، ألَّا يتأخر في ذلك المسعى أبداً، فهو حصانة للنفس، وكرامة للروح، وفكرة حية تجعل من أصحابها قدوة في كل مجال، وحُلماً يتمنى تحقيقه كل الأجيال.

علي مبارك المنصوري



أحد أبناء الدولة الذين تطوَّعوا في مسيرة الهلال الأحمر الإماراتي الخاصة بتطويق آثار جائحة كورونا، حيث شارك في تلبية احتياجات المحجورين بمدينة الإمارات الإنسانية على مدار الساعة، كما شارك في حملة (لبيه يا وطن1، 2، 3)، جنباً إلى جنب الآلاف من المتطوعين داخل الدولة من أجل بناء وعي صحي، وخلق بيئة آمنة.

ويؤكد المنصوري، أن التطوع في الإمارات سجية ومسؤولية وطنية، وأن الاقتداء برموز الخير في الإمارات من أهم عوامل الرغبة في التطوع، لأن النجاح في عمل الخير يحتاج إلى رموز متميزة.

وليد الجنيبي



أحد الطاقات التطوعية المتميزة التي انضوت للعمل في تنفيذ مشاريع الهلال الأحمر الإماراتي خلال المدة المذكورة، يرى في تطوعه علامة بارزة ومتميزة في حياته الإنسانية بعد نجاحه في حياته العملية، وهو فخور بكونه جزءاً من إرادة الدولة المعطاء في التعامل الأمثل مع الأزمات، وتحقيق الأمن الصحي اللازم لحياة مستقرة وآمنة في هذه البلاد الكريمة.

الجنيبي كان أحد طواقم المتطوعين التي ساندت الجيش الأبيض، من خلال التواجد في أرض المعارض واستقبال المرضى وتسجيلهم وإيصالهم إلى المكان المخصص لهم من قِبل الطاقم الطبي، وكان له تسجيل مواقف متميزة من خلال الإشراف على معرفة حاجياتهم الأساسية وتأمينها وتلبيتها لهم.

وفي النهاية، فإن أي حديث عن التطوع والمتطوعين لن يصل ولو إلى ساحل بحر جهودهم الكبيرة في خدمة الإنسانية، وما قدَّموه من الغالي والنفيس النابع من الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن، وأبنائه، والإنسانية، وتجاه نفوسهم التي لا تعرف غير العطاء والمحبة والسلام.