الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«التعليم الهجين».. نموذج مبتكر يعزز جودة واستدامة الدراسة

«التعليم الهجين».. نموذج مبتكر يعزز جودة واستدامة الدراسة
يشكل «التعليم الهجين» أحد الركائز الأساسية التي تدعم جودة واستدامة العملية التعليمية خلال العام الدراسي الجديد 2020 - 2021، بعد أن ارتأت وزارة التربية والتعليم تطبيق هذا النموذج التعليمي - الذي يجمع ما بين التعليم المباشر والتعلم الذكي - في منظومتها التعليمية لتحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة لكافة مكونات العملية التعليمية والتربوية، وذلك ضمن بيئة تعليمية قادرة على تلبية احتياجات الطلبة التعليمية.

وأكد خبراء ومسؤولون في المؤسسات التعليمية بالدولة أن النهج الاستباقي للدولة والرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، ساهما في توفير بنية تحتية تقنية متطورة، مكنت مؤسسات التعليم سواء المدارس أو الجامعات من تطبيق خيارات متنوعة للتعليم في ظل هذه الظروف الاستثنائية، مشيرين إلى أن التعليم الهجين يعد خياراً مثالياً يسهم في تعزيز المنظومة التعليمية وإثراء مهارات عناصرها كافة.

التعليم الهجين


وقال مدير مجمع كليات التقنية العليا الدكتور عبداللطيف الشامسي، إن الكليات قررت اعتماد «التعليم الهجين» للعام الأكاديمي 2020-2021، بما يمكن الطلبة الملتحقين بها من تلقي تعليمهم بشكل متنوع، يجمع ما بين الدراسة في حرم الكليات والدراسة عن بُعد وفق طبيعة البرامج والتخصصات ومتطلباتها.


وأوضح أن التعليم الهجين الذي يجمع ما بين التعليم في الحرم المدرسي أو الجامعي والتعليم عن بُعد ليس فقط حلاً لمواجهة الأزمات، بل هو تحول جديد بمسيرة التعليم شكلت الأزمة الصحية العالمية الحالية مسرعاً لحدوثه ولعبت دوراً في آليات تطبيقه.

وأشار الشامسي إلى أنه على مستوى كليات التقنية العليا تم تحديد نسبة حضور الطلبة بما لا يزيد على 30% للمادة، لتلبية الاحتياجات التطبيقية، وكذلك ألا تزيد نسبة الحضور اليومية داخل كل كلية على 30% يومياً، في ظل تقديم جميع المحاضرات عن بُعد.

ولفت إلى أنه لكل تخصص احتياجات تطبيقية مختلفة، ومنها مثلاً الهندسة يمكن أن يصل تقديم المحاضرات أونلاين فيها إلى 43%، والبقية بالحرم الجامعي لدعم المحتوى التطبيقي، في حين إدارة الأعمال بالإمكان طرح 71% من موادها أونلاين والبقية حضور بالكليات.

و قال الشامسي إن الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة أدت إلى الاستثمار في التعليم الذكي، وتهيئة البنية التحتية التقنية المتطورة له في مختلف المؤسسات التعليمية، ما عزز من نجاح التحول في المنظومة التعليمية نحو تطبيق التعليم عن بعد، وأكد أن التعليم الهجين يعزز من مهارات الطلبة وكذلك أعضاء الهيئة التدريسية، ويسهم في تعزيز المتعة والشغف بالعملية التعليمية.

منصات تعليمية

من جانبه، قال مدير مشروع منصة «مدرسة» إحدى مبادرات مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية الدكتور وليد آل علي، إن الدولة قامت بجهود كبيرة لإعداد البنية التحتية التقنية اللازمة، وما تضمنته من منصات تعليم ذات محتوى ثري لتطبيق التعليم عن بُعد بشكل متميز.

وأشار إلى أن التعليم يشكل أولوية وطنية لدولة الإمارات، وقال: «نحن في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية نولي اهتماماً كبيراً بمحور التعليم ومنها منصة «مدرسة»، مؤكداً على الحرص على أهمية التوظيف الفاعل للمنصات التعليمية في التعليم الهجين.

وأوضح آل علي أن منصة «مدرسة» الإلكترونية سجلت منذ إطلاقها في أكتوبر 2018 حتى اليوم أكثر من 75 مليون زيارة، وما يزيد على 2.5 مليون مشترك، كما توفر ما يفوق 5000 فيديو تعليمي في 6 مواد رئيسية، هي: العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، بالإضافة إلى اللغة العربية التي تمت إضافتها مؤخراً.

وأكد أن المنصة تشهد تفاعلاً كبيراً من مختلف أنحاء العالم وخلال تطبيق منظومة التعليم عن بعد تضاعف عدد المستخدمين للمنصة بنحو 3 مرات، وشكلت مصدراً تعليمياً مهماً جداً، أوصت به العديد من المنظمات التعليمية مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو).

من جهته، أكد نائب مدير جامعة خليفة للشؤون الأكاديمية والطلابية الدكتور أحمد الشعيبي، أن التعليم الهجين يجمع ما بين عملية التعليم المباشرة في القاعات الدراسية والتعليم الإلكتروني الذي يرتكز على التكنولوجيا، وأشار إلى أن التعليم الهجين نظام سلس ومرن يسهم في توسيع نطاق الخبرات لدى المتعلم.